أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 42

العرض المتطور

  1. #1
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    292
    معدل تقييم المستوى
    0

    Smile مع الدكتور محمد بدرة : التنمية البشرية بين المادية والروحانية

    يقدم الأستاذ محمد بدرة حالياً برنامج "التنمية البشرية بين المادية والروحانية" على إذاعة صوت الخليج.... وهذا البرنامج مكون من ثلاثين حلقة يتم بثها في أيام رمضان المباركة، يتم بث الحلقة ثلاث مرات يوميا.

    فكرة البرنامج
    من المعلوم أنّ عناصر الحضارة ـ أياً تكن هذه الحضارة ـ ثلاثة هي: (الكون ـ الإنسان ـ الحياة)، وهذا أمر واضح جليّ، وبناءً عليه فإنّ الحضارة هي ثمرة التفاعل بين هذه العناصر الثلاثة ـ أياً كان هذا التفاعل ـ. وقد شكل الإنسان العنصر الأبرز والأكثر تأثيراً من العنصرين الآخرين في قيام الحضارة بكافة المجتمعات، علماً أن المقصود من الحياة: عمر الإنسان، والمقصود من الكون: كلّ ما يتعامل معه الإنسان من مخلوقات حوله: (جمادات وغيرها مما هو مسخر للإنسان). والمصود من الإنسان: (تفكيره وشعوره وسلوكه).

    والبرنامج سيبحث في هذا العنصر الأكثر تأثيراً في الحضارة (الذي هو الإنسان) من حيث تنميته وكيف كانت هذه التنمية في تراث حضارتنا العربية الإسلامية، وكيف آلت هذه التنمية في المفاهيم الحديثة الغربية المعاصرة.


    الشريحة المستهدفة من البرنامج
    كل من يعنى بالاهتمام بحضارة هذه الأمة (العربية الإسلامية) وتقدمها، وينشد مجدها. وأخصّهم من يقع على عاتقه التوجيه: كالأم والأب والمعلم؛ أو يقع على عاتقه النصح والإرشاد: كالمرشد وخطيب المسجد؛ أو يخطط لنهضة هذه الأمة: كالقائد والسياسي وصاحب القرار التنموي.

    للاستفادة من البرنامج تستطيعون زيارة موقع إذاعة صوت الخليج، أما الذين لا يمتلكون انترنت سريعة: فسأقوم بنقل هذه الحلقات لكم يوميا إن شاء الله من خلال هذا الموقع وموقع النجاح نت...

    تابعوني يوميا


    التعديل الأخير تم بواسطة موزة العبيدلي ; 06-Sep-2009 الساعة 03:25 PM

  2. #2
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    292
    معدل تقييم المستوى
    0

    Smile الأستاذ محمد بدرة على إذاعة صوت الخليج 1

    الحمد لله رب العالمين ..... وأفضل الصلاة وأتم التسليم ..... على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....
    أيها الإخوة والأخوات .... مستمعيَّ الأعزاء ..... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....، وبعد .....

    أصحبكم وتصحبونني في هذا البرنامج .....: [التنمية البشرية بين المادية والروحانية] ..... والذي أرجو فيه من الحق جلّ وعلا ...... أن يعود علينا جميعا ..... بالنفع ....... وأن يكون لبِنَة طيبة ....... على طريق العزّ والمجد لأمتنا العربية والإسلامية .......
    أعزائي المستمعين .......
    التنمية في اللغة العربية: هي من المصدر (نما، ينمو، نموّاً)، بمعنى زاد ، فكل تطوّر وزيادة هو نمو، وكلّ تطوير هو تنمية. وبالتالي فكل تدريب وتعليم وتربية هي تنمية. وجاء في اللغة أيضاً: ربَا بمعنى زاد ونما، وأربيته نمّيته، وبالتالي فالتربية هي تنمية. والتنمية البشرية في المصطلح المعاصر: هي بمعنى التدريب والتطوير والتعليم الذي يقدّم للناس بغية رفع سوياتهم ومهاراتهم او مفاهيمهم ..... إلخ
    والتنمية في التراث كان يصطلح عليها بالتربية والإرشاد والتاديب والتعليم. ونحن اليوم سنبيّن أهمية التنمية البشرية في حياة الفرد والمجتمع.
    إنّ من المعلوم أنّ كل حضارة ـ أياً كانت هذه الحضارة ـ هي نتيجة لتفاعل الكون والإنسان والحياة ... وبالتالي فإن عناصر الحضارة هي الكون والإنسان والحي... أسألك ما هو العنصر الابرز بين هذه المكونات؟؟؟؟.... العنصر الأبرز بين هذه العناصر هو الإنسان، وبالتالي ـ بكل بساطة ـ حتى يكون الإنسان حضارياً لا بد أن يخضع للتنمية فالطفل يولد صغيراً، ثم ينمّي جسده بالغذاء، ويحافظ على هذه التنمية بالدواء، ثم يضاف إليه تنمية جسده بالحركة ثم المحادثة ثم التعلم بالتجربة وهكذا ....
    فكلما كبر أكثر نمّي اكثر تعليماً وتربية وهكذا ....
    ويختلف هذا الأمر ـ فقط في التفاصيل ـ من مجتمع لآخرَ ... ومن بيئة لأخرى .....
    وهكذا الحضارة: أياً كانت مقوماتها ومعتقداتها وتاريخها، سواء كانت حضارة لم تأتِ إلا بشرّ، أو حضارة خلطت الخير بالشرّ، أو حضارة غلب عليها الخيرُ كل الخير ...
    وقد شهد كلُّ من اهتم بالحضارة وعلومها بأن الحضارة الإسلامية ... كانت حضارة خير للبشرية جمعاء. وقد استفاضت الكاتبة الألمانية (( زيغريد هونكه )) في كتابها ( شمس الله تسطع على الغرب ) استفاضت في استعراض جميل موفّق لمنجزات الحضارة الإسلامية وسموّها في عصورها الغابرة،

    إذن: ما هي التنمية البشرية؟؟؟؟

    التنمية البشرية هي كل ما يعنى بالإنسان على صعيد إقامته للحضارة وتقدمه فيها، طالما أنه العنصر الأساس والمؤثر بين العناصر الثلاثة التي بتفاعلها مع بعضها يتكوّن البنيان الحضاري ـ أياً كان هذا البنيان ـ فيما مضى من الأمم أو في الحاضر أو في المستقبل ...

    وهنا يبرز سؤال واضح جليّ يسأله الكثير من الباحثين... يسأله الكثير منا بألم وحسرة.... ورغبة في التعلم:::: فيم كانت الحضارة الإسلامية مزدهرة، ولماذا ذبلت وتراجعت كل هذا التراجع، وأفل نجمها وحلت مكانها الأمم الغربية في قيادة الحضارة الحديثة ؟!

    هذا ما سنبحثه في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    http://annajah.net/arabic/show_article.thtml?id=2995


    التعديل الأخير تم بواسطة admin ; 22-Oct-2013 الساعة 11:15 AM

  3. #3
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    292
    معدل تقييم المستوى
    0

    Smile الأستاذ محمد بدرة على إذاعة صوت الخليج 2

    بسم الله
    الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده .... والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...... وعلى كل من اتبع هديه .... أعزائي المستمعين ....

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: هذه هي الحلقة الثانية من برنامج: [التنمية البشرية بين المادية والروحانية].

    ذكرت في الحلقة الماضية أن التنمية البشرية هي كل ما يعنى بالإنسان على مستوى إقامته للحضارة وتقدمه فيها صعداً، ووصلنا إلى أن الحضارة هي ثمرة التفاعل بين العناصر الأساسية المكوّنة للحضارة التي هي (الكون والإنسان والحياة)، وذكرنا أن كل مهتمٍّ بالحضارة وعلومها أقرّ بشمس الحضارة الإسلامية؛ فكُتبت المؤلفات بذلك، وذكرنا منهم الكاتبة الألمانية (( زيغريد هونكه )) التي كتبت مؤلفاً ضخماً عنونته بـ ( شمس الله تسطع على الغرب )، استفاضت كثيراً في شرح رائع لمنجزات الحضارة الإسلامية وسموّها في عصورها الغابرة. وقلنا ـ في الحلقة الماضية ـ أننا سنجيب على تساؤل نجد أنفسنا في مواجهته كما كان في مواجهته كل من وقف على منجزات الحضارة الإسلامية؛ وهو: ما هو السر وراء ازدهار الحضارة الإسلامية، ومن ثَمّ ما هو السر وراء ذبولها وتراجعها ؟

    وللإجابة عن هذا السؤال؛ أقول:
    إن العنصر الأساس في البنيان الحضاري إنما هو الإنسان، والحضارة ـ كما قلنا ـ هي نتاج تفاعل عناصر الحضارة الثلاثة: (الكون والإنسان والحياة).

    وإنما نقصد بالكون كل المكونات والمخلوقات التي من حولنا المسخرة للإنسان؛ كالحيوانات والنباتات والقوانين الكونية والفضاء ... إلخ

    ونقصد بالإنسان كل فرد متكرر بالمجتمع، ويشكل توجه مجموع الأفراد البنيانَ الحضاري للأمة. والحياة: إنما نقصد بها عمر الإنسان، وهو مادة الزمن أو الوقت الذي منه يصرف الإنسان لبناء هذا البنيان الحضاري.

    والمشكلة في الدراسات التي تناولت الحضارة الإسلامية أنها اهتمت بمنجزات الحضارة الإسلامية دون النظر إلى عمقها الخفي الذي ضرب جذوره عمقاً؛ ليثمرَ هذه الثمرة من الإنجاز الحضاري.
    اليوم في العصر الحديث ـ أعزائي المستمعين ـ يقول المعنيون بالتنمية البشرية: إن أي حالة لأي إنسان إنما هي مركبة من ثلاثة عناصر هي: (التفكير والشعور والسلوك)، ويشبهونه بشعار (مرسيدس)، ويقولون بناءً على ذلك أن الذي يظهر من أية حالة جزء من السلوك والباقي من المشاعر. والتفكير الذي نتج عنه هذه الحالة لا يظهر أبداً على سطح هذه الحالة. حسناً نحن نقر مع علماء الغرب بهذا التفنيد للحالة الإنسانية، ويقولون إن أي تعديل يطرأ على أي جزء من هذه الأجزاء الثلاثة (التفكير والشعور والسلوك) فإنه يؤدي إلى تعديل وتغيير في الجزأين الباقيين، وبالتالي يؤدي إلى تغيير الحالة كلها. هذا القانون التنموي ... هذه القاعدة الرائعة فعلا للأسف يطبقها الغربيون فقط على الفرد أي (الإنسان الواحد) في حالة ما من حالاته، ويقولون: إن على هذا الإنسان إن أراد أن يغير الحالة التي هو عليها، عليه أن يجريَ التعديل حسب هذه المنظومة؛ لتعديل جزء من الأجزاء في الاتجاه الذي يريد؛ فيتعدل الجزآن الآخران؛ فتتغير حالته كلها.

    أسألكم بالله: ما الفرق في هذه القاعدة إن كان الأمر يتعلق بحالة آنية، أو بهدف قصير أو متوسط أو استراتيجي على مستوى الفرد أو على مستوى الأمة .... لا فرق إنها حالة، فسواء كانت الحالة على صعيد موقف أو هدف، أو على مستوى الأمة؛ فالنتيجة سواء ... ومع ذلك نجد أن الغربيين عندما يأتون لدراسة الحضارة العربية لا ينظرون من هذه الحالة إلا إلى ثمرات السلوك الظاهر ونتائجه من المنجزات الحضارية ... دون الوقوف على (التفكير أو الشعور أو السلوك) للأفراد الذين صنعوا هذه الحضارة التليدة. وصدق الله القائل: { إن يتبعون إلا الظن }.

    وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


    http://annajah.net/arabic/show_article.thtml?id=2999


    التعديل الأخير تم بواسطة admin ; 22-Oct-2013 الساعة 11:17 AM

  4. #4
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    292
    معدل تقييم المستوى
    0

    Smile الأستاذ محمد بدرة على إذاعة صوت الخليج 3

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبالإخلاص لوجهه تؤتي أكلها وتتنامى خيراتها، والصلاة والسلام الأكملان على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. إخوتي وأخواتي المستمعين ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ..


    فهذه هي (الحلقة الثالثة) من برنامجكم [التنمية البشرية بين المادية والروحانية] ..... ذكرنا في الحلقة الماضية أن مشكلة الباحثين الذين بحثوا في منجزات الحضارة العربية الإسلامية لم ينظروا إليها على أنها حالة تنموية كأي حالة تخضع للتنمية البشرية، مع أن الذين قاموا بهذا النتاج والإنجاز الحضاري هم بشر في النهاية ...

    إذن ينطبق عليهم ما ينطبق على كل إنسان لينتقلَ من حالة إلى أخرى . ولنشرح فكرة الحالة الإنسانية ببساطة أكثر بغية الغوص في هذا المفهوم الحضاري الذي يتوقف على نهضة الأمم.

    لنفرض أن إنساناً ما خرج من بيته صباحاً تملؤه الحيوية والنشاط، مسرعاً إلى عمله، غيرَ آبهٍ بمصاعب العمل، متفائلاً جدا ... غايةً في السعادة. حالة هذا الإنسان واضحة: تفكير متقائل ... شعور سعادة ورضا ... جدية وإقبال على العمل.

    الآن ... وبعد مضي ساعةٍ في عمله بالنهار ... أتى صاحب العمل إلى هذا المصنع، إلى هذا المتجر، إلى هذا المكان الذي يعمل فيه هذا العامل النشيط. كان صاحب العمل ... معكرَ المزاج ... منزعجاً ... فبدأ يزعج هذا العامل غيرَ عابئ بإنجازه ... غيرَ مكترثٍ بما حقق له من أرباح ... ظلمه بنظراته بانتقاداته بالاستخفاف به ... ما النتيجة ؟ ... النتيجة أن سلوك صاحب العمل أثر سلباً على شعور هذا العامل النشيط الجديّ. في الأعم الأغلب ـ وبجزء من الثانية ـ يتحول شعورُ هذا العامل إلى إحباط يؤثر على سلوكه فيفترُ تفكيرُه، فيتوقف عن الإبداع والاجتهاد .... أليست هذه حالةً واقعية أيها الإخوة ... إذن لماذا تغيّر شعورُ هذا العامل ؟ بهذا السببِ الخارجي عنه تأثّر سلوكُه وتأثر تفكيرُه؛ فتغيرت حالته.

    في التنمية البشرية المعاصرة في الغرب وبعضِ المؤسسات عندنا التي بدأت تعتني بهذا النوع من التنمية البشرية يبحثون عن الوسائل التي نستطيع فيها من المحافظة على الحالة الإيجابية المنشودة للموارد البشرية، وبالتالي تكون النتائجُ عاليةً على مستوى الإنتاج في المصنع، والنجاحِ الإداري والاقتصادي والمالي للمنشأة ككل ... ومنذ سبعينياتِ القرن الماضي وحتى اليوم يسعى الغربُ في أمريكا.... في اليابان.... في أوربا.... لزيادة هذه التنميةِ التي لا بدّ أنها ستنعكس على تحقيق الهدف أوِ الأهدافِ المنشودة.

    فهل من المعقول أنه على مستوى منشأة صغيرة، ومن أجل مدة زمنية تقدّر ببضع سنوات، تحتاج هذه المنشأة إلى دعم تنمويٍّ مستمر ضمن دراساتٍ وتكاليفَ وجهود، بغية رفع الحالةِ للفرد في المؤسسة أوِ الشركةِ أو المصنع أو المتجر، وليس هناك تنميةٌ بشرية يحافَظ عليها على الأقل إن لم نقل إنها تزيد الحالة الإيجابيةَ للقائمين بأعظمِ حضارة عُرفت في التاريخ، من حيث التطورُ كماً وكيفاً وزمناً ... ففي أقلَ مِن رُبع قرن كانت رقعة الدولة الإسلامية أكبرَ من رقعةِ أيِّ دولة ... وهزمت أكبرَ إمبراطوريتين في آنٍ واحد، وتغلبت على مناوئيها. والمعدِّدُ والملاحظ والدارس للتطور الحضاري الصناعي والعلمي والتقاني والاقتصادي في الحضارة الإسلامية لَيَشهدُ العجبَ العجاب، ولولا خشيةُ الإطالةِ لخضنا في التفاصيل.

    إذن نعود فنقول لا بدَّ من عملية تنمويةٍ بشرية معينة تؤسس لأيِّ شأوٍ حضاري ... هذا يعني أن الحضارة العربية الإسلاميةَ هي نِتاجُ تفاعلِ عناصرِ الحضارة: (الكون والإنسان والحياة) ضمن عملية تنمويةٍ كبيرة، خضع لها العنصرُ الأهم من عناصر الحضارة الذي هو الإنسان؛ لأنه كلما كانت الحالة الإنسانية ـ التي ذكرناها ـ المركبةُ من (التفكير والشعور والسلوك)؛ كانت الحالة الإنسانية المطلوبة والمستهدفة أكبرَ، وكان التغيير أدقَّ وأصعب. فكيف إذا كانت هذه الحالة ضمن مجموعةِ أفراد ؟... وكيف إذا كانت ضمن مجتمع ؟... وكيف إذا كانت حالةً تسري وتتجلى في أمة كاملة ؟...

    هذا ما سنتابع الحديثَ عنه في القادم من الحلقات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    http://annajah.net/arabic/show_article.thtml?id=3001


    التعديل الأخير تم بواسطة admin ; 22-Oct-2013 الساعة 11:17 AM

  5. #5
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    292
    معدل تقييم المستوى
    0

    Smile الأستاذ محمد بدرة على إذاعة صوت الخليج 4

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله حمداً يوافي نعمَه ويكافي مزيدَه، والصلاة والسلام على نِبراس الهدى محمدٍ وعلى آله وصحبه. أيها الإخوة والأخوات المستمعون ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ..


    فهذه هي (الحلقة الرابعة) من برنامجكم [التنمية البشرية بين المادية والروحانية] ..... وقد توصلنا في الحلقة الماضية إلى أن الحالة الإنسانية المطلوبة والمستهدفة كلما كانت أعلى؛ كان التغييرُ الذي يجب القيامُ به على صعيدِ (التفكير ـ الشعور ـ السلوك) أدقَّ وأصعب. هذا على مستوى الفرد الواحد، فكيف إذا كان التغييرُ على مستوى مجموعةٍ في مصنع ... وكيف إذا كان هذا التغيير التنمويُّ على مستوى الأمة .... هذا التغييرُ التنموي هو الذي أنجز الحضارةَ الإسلامية الباسقة .... ولِنقفَ على هذا التغييرِ التنموي، ولنتعرفَ على هذه التنميةِ البشرية التي قامت في أمتنا العربيةِ الإسلامية، ولنبسِّطَ الأمورَ؛ سنبدأ بشرح فكرةٍ تنموية معاصرة يُلجأ إليها كثيراً على صعيد الأفراد وتنميتِهم، وعلى صعيد المؤسسات والإدارات، وهي محورٌ رئيس، دائماً يُنصح به في التنمية البشرية؛ بغية تطويرٍ ما أو إنجاز ما. هذه الفكرة هي ما يسمى في الإدارة أوِ التنميةِ أو ميادين الأعمال بفكرة: (تحديدُ الأهداف أو تحديد الحصيلة)، ويقولون: إن كلَّ هدفٍ يضعُه المرء ـ إن كان هدفاً آنيّاً أو هدفاً قصيراً أو هدفاً متوسطَ المدى أو هدفاً إستراتيجياً أو هدفاً شخصياً أو هدفاً لأسرة أو هدفاً لمجموعةٍ من الناس أو هدفاً لمعملٍ أو مصنع أو وزارة ... أو هدفاً لأمة ... ـ يجب أن يتحقق فيه ثمانيةُ شروط؛ ليصبحَ صالحاً للتطبيق ... هذه الشروطُ الثمانية يجب وضعُها سلفاً قبل البَدءِ بالسير نحوَ الهدف.

    يأتي إنسانٌ ما محبط ... يستشير: ماذا أفعل ؟... كيف أتخلصُ من هذا الشؤمِ الذي يلاحقُني ؟

    وعند السؤال: أيُّ شؤمٍ يلاحقك يا أخي ؟ أضربُها يمين تجي شمال. نعم ... نعم هذا كلام نسمعه كلَّ يوم ... من كثير من الناس. ما المشكلة ؟... إن أهدافَه أصلاً لا تصلحُ لأنْ تكونَ أهدافاً، هو لا يدري ولا يعرف ...

    أعرف قصة واقعية جرَتْ في الكويت مع طالبةٍ تحضِّر لشهادة الدكتوراه باختصاصٍ اقتصادي في لندن، لتكتشفَ وهي في نهاية دراستِها أن الجامعة التي تهدف الطالبةُ لأنْ تدرِّسَ فيها لا تقبلُ الشهاداتِ إلا من جامعاتِ أمريكا حصراً، ولا تقبلُ الشهاداتِ البريطانية .... كثيراً ما يشتري أحدُنا جهازاً من الأجهزة ذاتِ الفعالية الجيدة ... جهازاً كهربائياً ما ... ليكتشفَ أنه لا يحققُ له هدفَه الذي من أجله اشترى هذا الجهاز؛ لذلك وضع الباحثون شروطاً لتحديدِ الهدفِ أوِ الحصيلة التي يمكن تحقيقُها، وسنرى عند دراسةِ كلِّ شرط من هذه الشروطِ الثمانية ما إذا كان متوفراً في بنيانِ الحضارة العربية الإسلامية أم لا.

    وهذه الشروط الثمانية هي التالية:
    وجوبُ أن يكونَ الهدفُ مصوغاً بطريقةٍ إيجابية.
    2ـ وجوبُ أن يكونَ الهدفُ يخصُّني وضمنَ مسؤوليتي.
    3ـ وجوبُ أن يكونَ الهدفُ واضحاً.
    4ـ يجب أن أنظرَ كيف يؤثر هذا الهدف على الجوانب الأخرى في حياتي.
    5ـ وجوبُ أن يكونَ الهدفُ قابلاً للقياس .... للمعايرة.
    6ـ وجوبُ أن يكونَ الهدفُ قائماً على الحواس.
    7ـ يجب أن أكونَ مؤمناً بهذا الهدفِ تماماً.
    8ـ يجب أن أعملَ على وضعِ الخُطوةِ الأولى لتحقيق الهدف بالتفصيل.

    وسنأتي ـ بعون الله تعالى ـ على شرح شروطِ تحديد الأهدافِ بإسهاب في الحلقة القادمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


    http://annajah.net/arabic/show_article.thtml?id=3004


    التعديل الأخير تم بواسطة admin ; 22-Oct-2013 الساعة 11:17 AM

  6. #6
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    292
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي الأستاذ محمد بدرة على إذاعة صوت الخليج 5

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله حمدَ الشاكرين الأولين، وأفضلُ الصلاة وأتمّ التسليم، على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبه أجمعين. إخوتي وأخواتي المستمعين ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ...


    فهذه هي (الحلقة الخامسة) من برنامج [التنمية البشرية بين المادية والروحانية] ..... أعزائي ... قلنا في الحلقة الماضية أن لتحقيقِ أيِّ هدفٍ أو حصيلة ما، يتطلب الأمر ثمانيةَ شروط. وقلنا أيضاً أنه يجب توافرُ هذه الشروطِ بأي هدف قبل البدءِ به، حتى يكونَ قابلاً للتحقيق بعون الله تعالى وفضله.

    وأولُ هذه الشروطِ هو: الإيجابية، وثانيها: المسؤولية، والشرطُ الثالث: الوضوح، والرابعُ: التاثيرات، والخامسُ: القياس، وأما الشرطُ السادس: فالحواس، والسابع: الإيمان، والثامنُ: العمل.

    إذن الشرط الأول (الإيجابية)، ويُقصدُ بالإيجابية: أن يكونَ الهدفُ مصوغاً بطريقةٍ إيجابية، أي أن أسألَ نفسيَ السؤالَ التالي: هل هذا الهدفُ الذي أريده مصوغٌ بطريقة إيجابية ؟.... ولتوضيحِ ذلك أضع الأمثلة التالية:

    يقول طالبٌ في مرحلةِ الدراسة الثانوية: أريد أن أدرسَ إدارة الأعمال. ويقول طالبٌ أخرُ: أنا لا أريد أن أدرسَ إدارة الأعمال.

    الطـالبُ الأول وضع هدفاً، والثاني وضع أيضاً هدفاً. ولكنْ هل كلا الهدفين مصوغٌ بطريقةٍ إيجابية ؟... الواقع لا ... فالطالبُ الذي قال إنه يريد دراسة إدارةِ الأعمال هو فقط الذي صاغَ هدفَه بطريقةٍ إيجابية. أما الطالبُ الذي أعلن أنه لا يريد دراسة إدارةِ الأعمال فلم يحققْ شرطَ الإيجابيةِ في هدفِه، هذا الشرطُ الذي يجب أن يتحققَ في جميع الأهداف، فهو إن لم يدرسْ إدارة الأعمالِ فقد تحققَ هدفُه، سواءٌ درسَ أو لم يدرسْ، وسواءٌ دخلَ كلية ما أو لم يدخل.

    إذن ليس هناك هدفٌ ليتحققَ أصلاً ....

    مثالٌ آخر: سامر طالبٌ مجتهد، يريد أن يتغدى، فقال إنه لا يريد أن يأكلَ التمر. هل هذا هدف ؟
    لا بدّ أن تحدِّدَ تُجاهَ أي هدفٍ تركيزاً عليه، وبالتالي تريدُ هذا الذي ركزتَ عليه. أما الضياعُ والتشويش والاضطراب فلا يحققُ هدفاً ... لاحظوا الأمرَ بين أسرةٍ هدفُ أفرادِها التنزهُ، أي الذهاب لنزهة، وأسرةٍ أخرى لا تريد أن تبقى طيلة العطلةِ في البيت .... الأسرة الأولى أقربُ وأسرع إلى تحديدِ مكانِ النزهة التي تريد قضاءَ العُطلةِ فيه، أما الأسرة الثانية فما زال أفرادُها هائمين على وجوهِهم مضطربين، همُّهم فقط ألا يبقوا في البيت.

    إذن الشرط الأول لتحقيقِ الأهداف (الإيجابية)، أي أن يكونَ الهدفُ مصوغاً بطريقةٍ إيجابية، ولننظر بالعودِ إلى الحضارة العربيةِ الإسلامية: هل كانت فعلاً بتفاصيلِ بنيانِها الحضاري وإجمالِه، يمكن أن تصلَ إلى ما وصلتْ إليه دون أن يكونَ الهدفُ مصوغاً بطريقةٍ إيجابية، أي ـ حسب المفهوم التراثي ـ مركزاً عليه ومحدداً، فإنك إن نظرت إلى فتوحاتِ المسلمين ... إلى اكتشافاتِهمُ العلمية ... إلى بنيانِهمُ المعماري ... إلى كلّ صغيرةٍ وكبيرة في هذه المنجزات لن تجدَ إلا ما هو ينطبقُ عليه مفهومُ الإيجابيةِ في صياغةِ الهدف.

    فهل كان أهلُ تلك الحضارةِ يضعون أهدافَهم بدراسةِ شرطِ الإيجابيةِ في الصياغة ... الواقع إننا لا نجد أبداً ما يشيرُ إلى شرطِ الإيجابية ... ومثالُهم مثالُ رجلٍ ذهب ليشتريَ طماطم (بندورة) من السوق وعاد. فهو قد حققَ هدفَه وحقق شرطَ الإيجابية بحكمِ المهارةِ والممارسة، لا بحكمِ التخطيط ... لكنْ أن تجدَ أحداً ما يحققُ حضارةً بالمهارةِ والسليقة كما يحققُ أحدُنا الأمورَ بمهاراتِه البسيطة ... هنا تكمن عظمةُ الجيلِ الذي أسسَ لهذه الحضارة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


    http://annajah.net/arabic/show_article.thtml?id=3007


    التعديل الأخير تم بواسطة admin ; 22-Oct-2013 الساعة 11:36 AM

  7. #7
    مدربون معتمدون المدربون المعتمدون الصورة الرمزية محمدالحميري
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    حيث يسكن قلبي
    المشاركات
    43
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    جمييييييييييييييل جدا ولكن مع الأسف فاتنا سماع الحلقات من أول رمضان

    بس أختي موزة ممكن تقولي لنا في أي وقت البرنامح؟

    تحياتي لك



  8. #8
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    292
    معدل تقييم المستوى
    0

    Smile الأستاذ محمد بدرة على إذاعة صوت الخليج 25

    الحمد لله رب العالمين...حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه...و أفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...أعزائي المستمعين : إخواتي وأخواتي ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد: فها نحن في الحلقة الخامسة والعشرون من حلقات برنامجكم " التنمية البشرية بين المادية والروحانية " ومازلنا في تفصيل العنصر الثالث من عناصر الحضارة الثلاث (الانسان – الحياة- الكون )...




    قلنا أن الكون في تعريف القران ...له وجوه اربعة أساسية:

    1- المكونات بدقائقها وتفاصيلها وأجزائها ومركباتها تدل على الخالق الحكيم الواحد ذو الكمال.

    2- المكونات مسخرة للانسان مؤتمرة بأمره على أساس علمي وبعضها مكّن الانسان من تطويره وتغييره وبعضها عصّي على الانسان تطويره وتغييره وليس إليه سبيلاً في ذلك.

    3- هذه المكونات هذه الدنيا رغم كل مافيها تافهة ... سراب باطل... وظل زائل... وهذه الدنيا هي هينة على الله ومن هوانها قال الله عنها ... [كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربّكَ وما كان عطاء ربّكَ محظوراً]... ويحذرنا الله أن ننخدع بها أو نركن إليها وقلنا ذاك لو أن الإنسان ركن إلى التحذير من الدنيا فقط وعزف عنها لبطل معنى إقامته للحضارة ... -ولما وجدت أصلاً الحضارة الإسلامية على وجه الأرض – وهنا نتكلم عن الوجه الرابع لتعريف القرآنُ الإنسانَ بالكون وهي: أن القرآن يعود فيدفعنا دفعاً... وبإصرار إلى استخدام الدنيا والمكونات التي فيها والاستفادة منها... ويبصرنا بأنها ذات أهمية لإقامة أسباب عيشنا وترسيخ مجتمعنا ... ويحذرنا من تجنبها أو التحرج من التمتع بها ...



    قال تعالى: [هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها] أي كلفكم بعمارتها ... كلفكم بتشييد الحضارة فوقها... ويقول أيضاً: [قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ]...وقال أيضاً: [هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً] ...ويقول تعالى أيضاً:[يا أيها الذين آمنوا لاتحرموا طيبات ما أحلّ الله لكم]... ويقول تعالى أيضاً:[هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور]...وقال أيضاً: [لاتاكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم]...



    وهل يتحقق تنفيذ مضمون هذه الآيات إلا بعد أن يقبل الإنسان إلى سائر المكونات فيتعامل معها تعامل المستفيد من خيراتها...المعتصر لمكتشفاتها... المسخر والمستثمر لها...إذن هناك مد وجزر ...مذ يامر الانسان أن يتعامل مع هذه المكونات بكل مايملك وما يستطيع... وجزر بالإحجام عن الدنيا وعدم التعلق بها والتعريف بحقيقتها...الحكمة من ذلك تنموية بحته أن ينغرس في نفس الإنسان القناعة التامة بان هذه الدنيا بكل ما فيها ظل زائل وعرض حائل وسراب باطل ووهم لايجوز الانخداع به، ثم يقبل في سلوكاته عليها متتبعاً خيراتها...مستفيداً من ذخرها لإشادة الحضارة الإنسانية المثلى التي لاتحمل في داخلها أسباب فنائها بل تحمل في داخلها أسباب بقائها...ولايمكن أن يتنبه لهذا الأمر إلا من تربّى وتزكى وتنمّى ضمن المنهج الرباني ...منهج الذي خلق الدنيا ويعلم مضارها ومنافعها وخلق الانسان ويعلم مايصلحه...[ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير]...فلا يمكن لمن لم يقف على هذه الحقيقة من عناصر الحضارة الثلاث وفهم تعريف القرآن لها ولو إجمالاً...لايمكن أن يتوصل لمعرفة السرّ الذي يكمن وراء ازدهار الحضارة العربية الإسلامية... فقد ربي الانسان المسلم من خلال كتاب الله... وهو يتدبره ...على معرفة هويته بأنه عبدٌ تافه في نشأته لكنه مكرّم بفيوضات الله عليه...والحياة قصيرة تافهة صغيرة لكنها رأسماله وعليه المحافظة على رأسماله ووضعه في محلّه ..والحيلولة دون أن يتسرب الخطر إليه...والكون الذي يعيش فيه يدله على خالقه...وأن هذا الكون مسخّر له وممكن من بعضه دون بعضه وان هذه المكونات تافهة مقارنة بالاخرة لكن عليه عمارتها...فيكمل عندئذ في فكر الانسان مفهوم عبوديته لله في هذا الكون والمهمة المناطة به في أوسع عملية تنموية من خلال القرآن وتدبره الذي هو كمسلم ملزم بقراءته دائماً وبذلك أوضحنا جانب من تنمية قوة العقل في باطن النفس وكيفية اعتدالها. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.



  9. #9
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    292
    معدل تقييم المستوى
    0

    Smile الأستاذ محمد بدرة على إذاعة صوت الخليج 26

    الحمد لله وحده...والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وكل من اتبع هديه...أعزائي المستمعين: إخوتي وأخواتي:...السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...وبعد فهذه هي الحلقة السادسة والعشرون من حلقات برنامج" التنمية البشرية بين المادية والروحانية "...



    فقد تحدثنا إخوتي في مامضي:عن دور التنمية البشرية في إقامة أي حضارة... وأتينا بمثال معاصر يتمثل في الادارة والتنمية المعاصرة ...هي شروط تحقيق الأهداف وتحقيق الحصيلة...ثم عدنا لذكر عناصر الحضارة التي يتعامل معها الانسان معرفياً: الانسان – الحياة- والكون وقد ذكرنا ان الهيئة الباطنة للنفس هي العمود الأساس لحسن الخلق الذي تبنى عليه الحضارة...



    وعددنا أركان الهيئة الباطنة للنفس الأربعة التي هي: قوة العقل- قوة الشهوة- قوة الغضب- قوة العدل ... وشرحنا كيف نمّى القرآن مفهوم المعرفة للعقل لاقامة البنيان الحضاري... وقلنا أن الانسان في القرآن مخلوق تافه ، عبد ضعيف، أفاض الله عليه ظلالاً من صفاته وأن الحياة...العمر الذي يتمتع به الانسان في تعريف القرآن له... قصير واجله محدودلاقيمة له ...وهو أيضاً رأسمال هذا الانسان وعليه يتحدد مصيره وقلنا أيضاً أن تعريف الكون في القرآن... هو تامل فيه يؤدي لامحالة الى توحيد خالقه ومعرفة صفات الكمال له...والكون أيضاَ مسخر للإنسان ومكن الانسان من تطوير بعض آلائه وتغييره ..وبعضه عصيٌ على التغيير ... والدنيا هذه بكل مكوناتها تافهة سراب... ظل مؤقت... سيخسرها قريباً... لكن رغم ذلك هي خلقت من أجل الانسان وعلى الانسان استعصار كل أسباب المتعة المفيدة له منها وقد حددها له القرآن...



    وقلنا أيضاً أن المعرفة في القرآن من خلال رؤية جامعة... فتكون الاكتشافات الجريئة الفرعية...والعلوم والمعارف الجزئية منتظمة ضمن الرؤية الكلية الجامعة عن الانسان والحياة والكون...لذلك تبنى الحضارة من خلال هذه المعرفة القرآنية.. تنمّي تفكير الانسان أولاً ليدرك ويتصور ويحفظ هذا المخطط البياني للحضارة... فهو في دورة تنموية لابّد منها قبل الدخول الى تنفيذ مهمته في هذا المصنع الضخم الذي هو بناء للحضارة وانظروا كيف ينمّى هذا المعنى في تفكير الانسان بأساليب شتى ليرشح من ذلك على شعوره فينهض سلوكه بما عليه القيام به... فإنه كلما قرأ وتدبر في القرآن أكثر كلما ترسخ هذا المعنى في عقله ووجدانه أكثر... فهو في عملية تنموية مستمر... كل ذلك ليعتدل في قوة العقل...أو قوة العلم... لتستقيم النفس ... ويورث عند ذلك الانسان الحكمة والخبرة في الحياة ... هذه التنمية يتدرّب فيها كل من يقول عن نفسه أنه مسلم يريد أن يطبق إسلامه... فبمجرد أن يقرأ القرآن بتدبر هو يتنمّى شيئاً فشيئاً بهذا الاتجاه ... وأنا لا أنكر أهمية التنمية الجزئية على مهارات ما... يحتاجها في حياته ... يوماً بعد يوم ... في وظيفته في عمله... في إبداعه لكن على أن يكون جزءاً في كلية هذه المنظومة... عند ذلك لن تجد عنده هدف لايتحقق فيه شروط تحقيق الأهداف ...تلقائيا... وبالسليقة... لأنه تعود في تفكيره أن يفكر بطريقة صحيحة وصحيّة استقاها وتعلم فنونها من القرآن الكريم... وما عليه إلا أن يقرأ ويتدبر... عندئذ بعد هذه التنمية لقوة العقل والعلم لديه... لن يتعامل مع هذه الحضارة تعامل العاشق لها المعانق لها... الهائم في لذائذها ونعيمها ... ولن يخدع بزخرفها مهما وصلت...



    لما دخلت الكنوز بعد الفتح الإسلامي لبلاد الفرس على الخليفة عمر بن الخطاب محمولة على الجمال طيلة هذه المسافات إلى المدينة المنورة... قال عمر إن قوماً ادوا هذا لأميرهم لأمناء ... ثم قال: اللهم إنك قد منعت هذا الخير (أي هذا المال الوفير)رسولَ الله وكان خيراً مني ومنعته أبا بكر وقد كان خيراً مني... وتعطيني إياه : اللهم إني أعوذ بك أن تمكر بي ... فعمر يعلم أن واجبه أن يقوم بهذا الفتح و أن يوظف هذا الخير بازدهار الحضارة ... لكن لايعده ميزان فضيلة ويستدل بذلك بخيرية النبي صلى الله عليه وسلم وخيرية أبي بكر رضي الله عنه وعليه . وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى .





  10. #10
    مدربون معتمدون المدربون المعتمدون الصورة الرمزية محمدالحميري
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    حيث يسكن قلبي
    المشاركات
    43
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    مشكوووورة أختي موزة على مواصلتنا بالحلقات

    تحياتي



صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178