أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 42
  1. #21
    مشرف عام المدربون المعتمدون
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    سوريا
    المشاركات
    229
    معدل تقييم المستوى
    15

    Smile الأستاذ محمد بدرة على إذاعة صوت الخليج 22

    الحمد لله رب الأرض والسما ... والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ... وأخصّ منهم سيدَنا محمداً وآله وصحبه أجمعين. إخوتي وأخواتي ... أعزائي المستمعين ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ...



    فهذه الحلقة الثانية والعشرون من حلقات برنامج: [التنمية البشرية بين المادية والروحانية] ..... بعد أن تكلمنا عن عنصرّي الحضارة (الإنسانِ والحياة)، بقي أن نتكلمَ عن العنصرِ الثالث المكوِّن للحضارة، وهو الكون من حولنا ... فنجدُ أن القرآنَ الكريم يعرّفنا على هذا العنصرِ الأخير بحديث من أربعة جوانبَ أساسية: أولُ هذه الجوانبِ التي يربّي وينمّي القرآنُ الإنسانَ على حقيقتها أنها لسانٌ ناطق، وبيانٌ قاطع ... ينادي كلَّ من يفهمُه ... وينادي كلَّ ذي عقلٍ وفكر ... أنّ هذه المكوناتِ من حولنا من صنعِ صانع ... وتدبيرِ مدبِّر ... فهو عنوانٌ بارزٌ واضح ... على وجودِ هذا الخالقِ والصانع ووحدانيته، وكمال صفاته ... لأنك أخي المستمع عندما تتأملُ في هذه المظاهرِ الكونية تجدُها منطويةً على أبرزِ مظاهرِ الحكمةِ في الابداع ... ابتداءً من أصغرِ مخلوق ... إلى الأجرامِ السماوية العملاقةِ الكبيرة ... من الذرةِ وحتى الأفلاك ... في النبات ... وأسرارِه ... وعالمِ الحيوان وعجائبِه ... وعالمِ البحار وغرائبِه ... في الجبال ... في الوديان ... { قل انظروا ما في السمواتِ والأرض } ...


    وقال تعالى: (أوَلم يرَ الذين كفروا أن السمواتِ والأرضَ كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماءِ كلَّ شيءٍ حي أفلا يؤمنون وجعلنا في الأرضِ رواسي أن تميدَ بهم وجعلنا فيها فجاجاً سبلاً لعلهم يهتدون } ... وقال أيضاً: { وهو الذي خلقَ الليلَ والنهار والشمسَ والقمر كلٌّ في فلك يسبحون } ... وقال أيضاً: ( إن الله فالقُ الحبِّ والنوى يخرج الحيَّ من الميت ومخرجُ الميتِ من الحي ذلكم الله فأنّى تؤفكون، فالقُ الإصباح وجعل الليلَ سكناً والشمسَ والقمر حسباناً } ... والكثرَ الكثير من الآيات ... والتي تدل على أن هذه الآياتِ التي تتحدث عن هذه المظاهرِ الكونية تأتي في سياقِ الاستدلال على وجودِ خالق هذا الكون جل جلاله، ونحن نلاحظ أنه لا بد من هذا التأملِ، وهذا التبصرِ بما حول الإنسان من آياتٍ كونية ... لتورثَ يقيناً وإيماناً بوجودِ خالقِ هذا الكونِ ومدبرِه جل وعلا، وهذه الخطوةُ الأولى الضرورية إحداثُ أولِ خطواتِ التنمية الإنسانية الرشيدة؛ بغيةَ تكوينِ الأسرةِ الإنسانية السليمة ... أو ـ إن شئت ـ قيامِ الحضارة الإنسانيةِ المثلى ... فمن دون هذه الخطوةِ الأساسية التي تعدُّ بالنسبة إلى ما يليها بمثابةِ الجذورِ من الشجرة، لا يستقيم شيءٌ من الخطواتِ أو المراحلِ التالية على أي نهجٍ مفيد .. إذ من الطبيعي أن الإنسان لن يلقيَ أذناً صاغية إلى التعليماتِ التي يتلقاها عن هويته وحقيقة العمرِ الذي يحياه ... وكيفيةِ استفادتِه من المكوَّناتِ التي حوله على الوجه الصحيح ... إلا إذا وقرَ في عقله ولبِّه أن الذي يصدِر إليه هذه التعليماتِ وهذه الأوامرَ إنما هو خالقُ هذا الكونِ كله ... ربُّ العالمين الواحدُ الأحد ... من له صفاتُ الكمالِ كلها ... ونلاحظ أن العميلةَ التنموية ... وإن شئت قلت: التربوية ... وإن شئت قلت: المعرفية ... وإن شئت قلت: الحضارية ... تنطلق مع انطلاقتِها الأولى التي تتمثلُ بالإيمانِ بالله تعالى القائمِ راسخاً في أعماق الإنسان ... والذي يأتي بعد محاكماتٍ ذهنية منطقية، وإزالةٍ لكافة الشكوك ... ولكل بيئةٍ إشكالاتُها وشكوكها، وقديماً قال ذلك الأعرابي في ذلك السياق: ( البعرةُ تدلُ على البعير ... والأثرُ يدل على المسير ... لسماءٌ ذاتُ أبراج ... وأرضٌ ذات فجاج ... ألا تدل على الصانعِ الخبير ؟!! )، ولقد بيّن القرآنُ مصرحاً بأن الإيمانَ بالله تعالى وما يتبعُه من عقائدَ لا يمكن أن يبنى إلا على أساسٍ من الحرية الشخصية ... والتفكير والدراسة التي لا يمكن أن تنشأ في مناخٍ لا تسود فيه الحريةُ الفكرية والشخصية، فقد قال تعالى: { لا إكراهَ في الدين قد تبيّن الرشدُ من الغَي } ... وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


    http://annajah.net/arabic/show_article.thtml?id=3054



  2. #22
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    292
    معدل تقييم المستوى
    0

    Cool الأستاذ محمد بدرة على إذاعة صوت الخليج 23

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله حمداً طيباً مباركاً ... كما ينبغي لجلال ربنا وجمالِه وكماله ... وكما يحب ربنا ويرضى ... وأفضلُ الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه. أعزائي المستمعين ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ...

    فهذه هي الحلقة الثالثة والعشرون من حلقات برنامج: [التنمية البشرية بين المادية والروحانية] ..... وقد وصلنا في كلامنا عن العنصرِ الأخير من عناصر الحضارة، وهو الكون, وقلنا أن القرآن ... قد سلّط الضوءَ على أربعةِ جوانبَ من الكون؛ أولها: أن مظاهرَ المكوَّنات تدل على المكوِّنِ ووحدانيته واتصافِه بصفاتِ الكمال.

    وسنشرح اليوم الجانبَ الثاني من المعرفةِ القرآنية عن الكون ... وهو يلي مباشرةً الجانبَ الأول في الأهميةِ والتريُّث؛ وهو أن القرآنَ ينبِّهُ الإنسانَ أن جُلَّ ما يراه من حولِه من أشياءٍ ومخلوقاتٍ ومظاهرَ كونيةٍ ...إنما هو مسخّرٌ من قبَلِ اللهِ عز وجل ... لخدمةِ الإنسان ... وتدبيرِ أسباب عيشِه ... وتحقيقِ شروط رفاهيته وأمنِه ... وعلى الإنسانِ أن يُعمِلَ فكرَه وعقله للبحثِ والنظرِ فيها ... وهذه المكوَّنات والمخلوقاتُ خاضعةٌ للتأمُّلِ والبحث ... بل أكثرُ من ذلك هو مكلفٌ بالتأملِ والبحث فيها ... ويلفت نظرَ الإنسانِ إلى أن أكثرَ هذه المظاهرِ الكونية خاضعٌ للتطويرِ والتحوير حسبَ ما يقتضيه السيرُ مع مصلحةِ الإنسان ... إذا ما اتجه الإنسانُ بما أوتيَ من فكرٍ وقدرات إلى ذلك ...

    لنتأملْ في هذه الآيات: { ألم ترَوا أن اللهَ سخّر لكم ما في السمواتِ وما في الأرض وأسبغَ عليكم نعمَه ظاهرة وباطنة ومن الناسِ من يجادل في الله بغيرِ علم ولا هدى ولا كتابٍ منير }، ولنلاحظْ عبارة: ( سخّر لكم ) ... ويقول تعالى أيضاً: { هو الذي أنزلَ من السماءِ ماءً لكم منه شرابٌ ومنه شجرٌ فيه تسيمون يُنبت لكم به الزرعَ والزيتون والنخيلَ والأعناب ومن كلِّ الثمرات إن في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون }، ويقول تعالى أيضاً: { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً } ... ذللناها لكم ... مكناكم ... سخرنا لكم ... كلماتٌ تدل على الخضوعِ والخدمة ... هذا يدلنا على أن اللهَ تعالى قد أخضعَ الكونَ وسخره لخدمةِ الإنسان ... نظامُ الأفلاكِ وحركتها ... نظامُ الكواكب ... الأرضُ ودورانُها ... السحبُ وأمطارُها ... المياه ... البحار ... الدواب ... الأنعام ... الرياح ... النبات ... الأشجار .... حتى تصلَ نقطةُ الماء هذه ... صافيةً عذبة ليتذوقَها الإنسان ... حياةٌ آمنة ... نظامُ الإمطار ... الشمسُ وأشعتها ... القمر ... نظام المدِّ والجزر ...

    نعم الأمرُ واضح ... أذلَّ الله هذه المكوَّناتِ لخدمة الإنسان ... ومكّن الإنسانَ من معرفةِ هذه الأنظمةِ التي تعملُ بموجبِها ... والأكثرُ أن الله قد مكّن الإنسانَ من الدخولِ إلى نظامِ عملها للتحكمِ بها وتطويرِ عملها ... واستخراجِ الجديد من وجوه الفائدةِ منها ... وهذا واضح. أما التمكينُ فهو يدلُّ على التحكمِ أكثر، واستغلالِه على الوجهِ الذي يريد ... والآياتُ تدل بشكلٍ واضح جلي على أن الله تعالى أخضعَ هذه المكوَّنات لكلا القدرتين: (العضلية والفكرية) في الإنسان ... أذلها لكثيرٍ من آمالِه ومطامحه ... تجدُ البغالَ والأبقار بل حتى السباعِ الخطيرة ... التي تفوق قدرتَها وطاقتها ومع ذلك تنقاد لطفلٍ صغير ... وهنا بشكل واضحٍ يبيّن لنا اللهُ تعالى أن هذه المكوَّناتِ المختلفةَ ليست إلا خدماً وحشماً له. فهي تنتظر إشارتَه وتسعى في خدمتِه ورعايته ... فقد تميّز عنها بالعقل والعلومِ التي هي تحت سلطانه ... مما يجعله يبدّد عنه آثارَ أيِّ وَحشةٍ أو ظلام، وبهذا نعلم أن العلاقةَ ما بين الإنسانِ وهذه المكوَّناتِ لم تكن يوماً ما علاقةَ تحدٍّ وصراع ... لا في الماضي ولا في الحاضر ... ولا عبر التاريخ ... وما كان الإنسانُ في يومٍ من الأيامِ في حالةِ صراعٍ مع هذه المكوَّنات ... بل كلُّها مسخرةٌ له ولخدمته بواسطة أسبابِ العلم والمعرفة ... وإلى اللقاء في الحلقة القادمة، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.



  3. #23
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    292
    معدل تقييم المستوى
    0

    Smile الأستاذ محمد بدرة على إذاعة صوت الخليج 24

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ... حمد الشاكرين العارفين ... والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه. أعزائي المستمعين ... إخوتي وأخواتي ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ...


    فهذه هي الحلقة الرابعة والعشرون من حلقات برنامجكم: [التنمية البشرية بين المادية والروحانية] ..... وقد قلنا في تعريف العنصر الثالث من عناصر الحضارة ( الكون ): أن هذا الكون يدلك بمظاهره ودقائقِ تفصيله على خالقِه العظيمِ الواحد، وأن هذا الكونَ مسخرٌ للإنسانِ وخدمته وحاجياته، ومع ذلك فإن القرأنَ استثنى طائفةً من الظواهرِ والأنظمة الكونية من عمومِ هذا التسخير للإنسان ... وأكد لنا القرآنُ أن هذه الطائفةَ مستثناةٌ وباقية عصيةً على أي تبديلٍ وتغيير ... فهي لا تدخلُ ضمن ما سخّره الله للإنسان ... وأذله له ... وأخضعه لإمكاناتِه الفكرية أو قدراتِه العضلية ... من هذه المظاهرِ الكونية الموتُ الذي جعله الله قضاءً مبرماً في حق كلِّ من دخل في عالم الأحياء ... فليست هناك أيُّ سبيل للتحررِ منه، والقضاءِ عليه مهما كانت الوسائلُ والأسباب ... وليس من سبيلٍ لصرفِ الموت على من نزل بساحته ... وليس هناك أيُّ تصورٍ لنجاةِ الإنسانِ من الموت، بل هو مدركُه لا محالة ... يقول تعالى: { أينما تكونوا يدرككمُ الموتُ ولو كنتم في بروجٍ مشيدة }.

    ومن هذه المظاهرِ الكونية التي هي عصية على التغيير؛ الضَّعف الذي يمرُّ بالإنسان ثم إلى القوة ثم إلى ضعفٍ وشيبة ...هذا قانونٌ لا يتغير: { الله الذي خلقكم من ضَعف ثم جعل من بعد ضَعف قوةً ثم جعل من بعد قوةٍ ضعفاً وشيبة }.

    من ذلك أيضاً التنكيسُ في الخَلق: { ومن نعمِّرْه ننكِّسْه في الخلقِ أفلا يعقلون }، وأيضاً من ذلك حركةُ الأفلاك: { لا الشمسُ ينبغي لها ان تدركَ القمر ولا الليلُ سابقُ النهارِ وكل في فلك يسبحون } ... ثم أوضحَ القرآنُ أن التطويرَ والتبديل والتغييرَ يخضعُ لقانونٍ عام يخدمُ مصلحةَ الإنسان، فهناك انسجامٌ بين المتغيراتِ والثوابت، والمتغيراتُ تدور في ساحةِ النظام العام الثابت ... فهذا البيانُ الإلهي ... القرآنُ يدل الإنسانَ على ما لا يمكن محاولة تغييره ... ولا فائدةَ في إضاعة الوقتِ بمحاولة تطويره ... وزحزحته ... ويعرضه على المتغيراتِ التي أخضعها الله تعالى لقدراتِ الإنسان وعلمِه ... ووجودِ الحيلة لديه لذلك ... كي لا يضيعَ عمرَه سدىً دون موجِب ... ولا يذهبَ جَهدُه سدى ... لا يعني هذا أن نغلقَ معاهدَ البحث ... وعن حرمة القيامِ بالدراساتِ والمحاولات العلمية والبحثية ... بل العكس ... عليهم أن يبحثوا ويجربوا ليزدادوا بالنتيجة يقيناً فوق اليقين ... وإيماناً فوق الإيمان ... فإذا عرف الإنسانُ ذلك أيقن أكثر ... ولنا في إبراهيمَ عليه السلام أسوة: { قال ربي كيف تحي الموتى قال أولم تؤمنْ قال بلى ولكن ليطمئنَ قلبي } ... فأراه الله كيفيةَ إحياءِ الموتى ليزدادَ يقيناً، فإذا عرَف الإنسانُ ذلك، وعرف أن هذه المكوَّناتِ مسخرةٌ لخدمته، يبدأ القرآن فينبهُه إلى حقيقةِ قيمتِها وإلى مدى أهميتِها، ويحذِّرُه من أن ينخدعَ بهذه المظاهرِ الكونية ... فيضعُها فوق مرتبته الحقيقية أو دونها على حد سواء ... لا فوق مرتبتها ... ولا دون مرتبتها ... فيعرفُ هذا الذي تستهويه الأعين ... وتتلذذُ به النفس ... سراباً باطلاً ... وظلاً زائلاً ... وخيالاً عابراً ... وأنه يشبه الرؤيا التي يراها النائم ... [ الناس قيامٌ فإذا ناموا انتبهوا ] ...

    يقول تعالى: { زينَ للناسِ حبُّ الشهواتِ من النساءِ والبنينَ والقناطير المقنطرة من الذهبِ والفضة ... }، ثم يقول: { قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقَوا عند ربهم جناتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواجٌ مطهرة ورضوانٌ من الله }، { قل متاعُ الدنيا قليلٌ والآخرة خيرٌ لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً }، ويقول تعالى أيضاً { المالُ والبنونَ زينةُ الحياةَ الدنيا والباقياتُ الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً وخيرٌ أملاً } ... وهنا يجدُ الإنسان نفسَه إلى ضرورة نبذ الدنيا ... وعليه أن ينفُضَ يديه منها لكن ... سنتابع لكن هذه في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



  4. #24
    مدربون معتمدون المدربون المعتمدون الصورة الرمزية محمدالحميري
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    حيث يسكن قلبي
    المشاركات
    43
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    جمييييييييييييييل جدا ولكن مع الأسف فاتنا سماع الحلقات من أول رمضان

    بس أختي موزة ممكن تقولي لنا في أي وقت البرنامح؟

    تحياتي لك



  5. #25
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    292
    معدل تقييم المستوى
    0

    Smile الأستاذ محمد بدرة على إذاعة صوت الخليج 25

    الحمد لله رب العالمين...حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه...و أفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...أعزائي المستمعين : إخواتي وأخواتي ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد: فها نحن في الحلقة الخامسة والعشرون من حلقات برنامجكم " التنمية البشرية بين المادية والروحانية " ومازلنا في تفصيل العنصر الثالث من عناصر الحضارة الثلاث (الانسان – الحياة- الكون )...




    قلنا أن الكون في تعريف القران ...له وجوه اربعة أساسية:

    1- المكونات بدقائقها وتفاصيلها وأجزائها ومركباتها تدل على الخالق الحكيم الواحد ذو الكمال.

    2- المكونات مسخرة للانسان مؤتمرة بأمره على أساس علمي وبعضها مكّن الانسان من تطويره وتغييره وبعضها عصّي على الانسان تطويره وتغييره وليس إليه سبيلاً في ذلك.

    3- هذه المكونات هذه الدنيا رغم كل مافيها تافهة ... سراب باطل... وظل زائل... وهذه الدنيا هي هينة على الله ومن هوانها قال الله عنها ... [كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربّكَ وما كان عطاء ربّكَ محظوراً]... ويحذرنا الله أن ننخدع بها أو نركن إليها وقلنا ذاك لو أن الإنسان ركن إلى التحذير من الدنيا فقط وعزف عنها لبطل معنى إقامته للحضارة ... -ولما وجدت أصلاً الحضارة الإسلامية على وجه الأرض – وهنا نتكلم عن الوجه الرابع لتعريف القرآنُ الإنسانَ بالكون وهي: أن القرآن يعود فيدفعنا دفعاً... وبإصرار إلى استخدام الدنيا والمكونات التي فيها والاستفادة منها... ويبصرنا بأنها ذات أهمية لإقامة أسباب عيشنا وترسيخ مجتمعنا ... ويحذرنا من تجنبها أو التحرج من التمتع بها ...



    قال تعالى: [هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها] أي كلفكم بعمارتها ... كلفكم بتشييد الحضارة فوقها... ويقول أيضاً: [قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ]...وقال أيضاً: [هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً] ...ويقول تعالى أيضاً:[يا أيها الذين آمنوا لاتحرموا طيبات ما أحلّ الله لكم]... ويقول تعالى أيضاً:[هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور]...وقال أيضاً: [لاتاكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم]...



    وهل يتحقق تنفيذ مضمون هذه الآيات إلا بعد أن يقبل الإنسان إلى سائر المكونات فيتعامل معها تعامل المستفيد من خيراتها...المعتصر لمكتشفاتها... المسخر والمستثمر لها...إذن هناك مد وجزر ...مذ يامر الانسان أن يتعامل مع هذه المكونات بكل مايملك وما يستطيع... وجزر بالإحجام عن الدنيا وعدم التعلق بها والتعريف بحقيقتها...الحكمة من ذلك تنموية بحته أن ينغرس في نفس الإنسان القناعة التامة بان هذه الدنيا بكل ما فيها ظل زائل وعرض حائل وسراب باطل ووهم لايجوز الانخداع به، ثم يقبل في سلوكاته عليها متتبعاً خيراتها...مستفيداً من ذخرها لإشادة الحضارة الإنسانية المثلى التي لاتحمل في داخلها أسباب فنائها بل تحمل في داخلها أسباب بقائها...ولايمكن أن يتنبه لهذا الأمر إلا من تربّى وتزكى وتنمّى ضمن المنهج الرباني ...منهج الذي خلق الدنيا ويعلم مضارها ومنافعها وخلق الانسان ويعلم مايصلحه...[ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير]...فلا يمكن لمن لم يقف على هذه الحقيقة من عناصر الحضارة الثلاث وفهم تعريف القرآن لها ولو إجمالاً...لايمكن أن يتوصل لمعرفة السرّ الذي يكمن وراء ازدهار الحضارة العربية الإسلامية... فقد ربي الانسان المسلم من خلال كتاب الله... وهو يتدبره ...على معرفة هويته بأنه عبدٌ تافه في نشأته لكنه مكرّم بفيوضات الله عليه...والحياة قصيرة تافهة صغيرة لكنها رأسماله وعليه المحافظة على رأسماله ووضعه في محلّه ..والحيلولة دون أن يتسرب الخطر إليه...والكون الذي يعيش فيه يدله على خالقه...وأن هذا الكون مسخّر له وممكن من بعضه دون بعضه وان هذه المكونات تافهة مقارنة بالاخرة لكن عليه عمارتها...فيكمل عندئذ في فكر الانسان مفهوم عبوديته لله في هذا الكون والمهمة المناطة به في أوسع عملية تنموية من خلال القرآن وتدبره الذي هو كمسلم ملزم بقراءته دائماً وبذلك أوضحنا جانب من تنمية قوة العقل في باطن النفس وكيفية اعتدالها. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.



  6. #26
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    292
    معدل تقييم المستوى
    0

    Smile الأستاذ محمد بدرة على إذاعة صوت الخليج 26

    الحمد لله وحده...والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وكل من اتبع هديه...أعزائي المستمعين: إخوتي وأخواتي:...السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...وبعد فهذه هي الحلقة السادسة والعشرون من حلقات برنامج" التنمية البشرية بين المادية والروحانية "...



    فقد تحدثنا إخوتي في مامضي:عن دور التنمية البشرية في إقامة أي حضارة... وأتينا بمثال معاصر يتمثل في الادارة والتنمية المعاصرة ...هي شروط تحقيق الأهداف وتحقيق الحصيلة...ثم عدنا لذكر عناصر الحضارة التي يتعامل معها الانسان معرفياً: الانسان – الحياة- والكون وقد ذكرنا ان الهيئة الباطنة للنفس هي العمود الأساس لحسن الخلق الذي تبنى عليه الحضارة...



    وعددنا أركان الهيئة الباطنة للنفس الأربعة التي هي: قوة العقل- قوة الشهوة- قوة الغضب- قوة العدل ... وشرحنا كيف نمّى القرآن مفهوم المعرفة للعقل لاقامة البنيان الحضاري... وقلنا أن الانسان في القرآن مخلوق تافه ، عبد ضعيف، أفاض الله عليه ظلالاً من صفاته وأن الحياة...العمر الذي يتمتع به الانسان في تعريف القرآن له... قصير واجله محدودلاقيمة له ...وهو أيضاً رأسمال هذا الانسان وعليه يتحدد مصيره وقلنا أيضاً أن تعريف الكون في القرآن... هو تامل فيه يؤدي لامحالة الى توحيد خالقه ومعرفة صفات الكمال له...والكون أيضاَ مسخر للإنسان ومكن الانسان من تطوير بعض آلائه وتغييره ..وبعضه عصيٌ على التغيير ... والدنيا هذه بكل مكوناتها تافهة سراب... ظل مؤقت... سيخسرها قريباً... لكن رغم ذلك هي خلقت من أجل الانسان وعلى الانسان استعصار كل أسباب المتعة المفيدة له منها وقد حددها له القرآن...



    وقلنا أيضاً أن المعرفة في القرآن من خلال رؤية جامعة... فتكون الاكتشافات الجريئة الفرعية...والعلوم والمعارف الجزئية منتظمة ضمن الرؤية الكلية الجامعة عن الانسان والحياة والكون...لذلك تبنى الحضارة من خلال هذه المعرفة القرآنية.. تنمّي تفكير الانسان أولاً ليدرك ويتصور ويحفظ هذا المخطط البياني للحضارة... فهو في دورة تنموية لابّد منها قبل الدخول الى تنفيذ مهمته في هذا المصنع الضخم الذي هو بناء للحضارة وانظروا كيف ينمّى هذا المعنى في تفكير الانسان بأساليب شتى ليرشح من ذلك على شعوره فينهض سلوكه بما عليه القيام به... فإنه كلما قرأ وتدبر في القرآن أكثر كلما ترسخ هذا المعنى في عقله ووجدانه أكثر... فهو في عملية تنموية مستمر... كل ذلك ليعتدل في قوة العقل...أو قوة العلم... لتستقيم النفس ... ويورث عند ذلك الانسان الحكمة والخبرة في الحياة ... هذه التنمية يتدرّب فيها كل من يقول عن نفسه أنه مسلم يريد أن يطبق إسلامه... فبمجرد أن يقرأ القرآن بتدبر هو يتنمّى شيئاً فشيئاً بهذا الاتجاه ... وأنا لا أنكر أهمية التنمية الجزئية على مهارات ما... يحتاجها في حياته ... يوماً بعد يوم ... في وظيفته في عمله... في إبداعه لكن على أن يكون جزءاً في كلية هذه المنظومة... عند ذلك لن تجد عنده هدف لايتحقق فيه شروط تحقيق الأهداف ...تلقائيا... وبالسليقة... لأنه تعود في تفكيره أن يفكر بطريقة صحيحة وصحيّة استقاها وتعلم فنونها من القرآن الكريم... وما عليه إلا أن يقرأ ويتدبر... عندئذ بعد هذه التنمية لقوة العقل والعلم لديه... لن يتعامل مع هذه الحضارة تعامل العاشق لها المعانق لها... الهائم في لذائذها ونعيمها ... ولن يخدع بزخرفها مهما وصلت...



    لما دخلت الكنوز بعد الفتح الإسلامي لبلاد الفرس على الخليفة عمر بن الخطاب محمولة على الجمال طيلة هذه المسافات إلى المدينة المنورة... قال عمر إن قوماً ادوا هذا لأميرهم لأمناء ... ثم قال: اللهم إنك قد منعت هذا الخير (أي هذا المال الوفير)رسولَ الله وكان خيراً مني ومنعته أبا بكر وقد كان خيراً مني... وتعطيني إياه : اللهم إني أعوذ بك أن تمكر بي ... فعمر يعلم أن واجبه أن يقوم بهذا الفتح و أن يوظف هذا الخير بازدهار الحضارة ... لكن لايعده ميزان فضيلة ويستدل بذلك بخيرية النبي صلى الله عليه وسلم وخيرية أبي بكر رضي الله عنه وعليه . وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى .





  7. #27
    مدربون معتمدون المدربون المعتمدون الصورة الرمزية محمدالحميري
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    حيث يسكن قلبي
    المشاركات
    43
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    مشكوووورة أختي موزة على مواصلتنا بالحلقات

    تحياتي



  8. #28
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    292
    معدل تقييم المستوى
    0

    Thumbs up الأستاذ محمد بدرة على إذاعة صوت الخليج 27

    الحمد لله رب الأرض والسما... والسلام على عباده الذين اصطفى...اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ... أعزائي المستمعين...إخوتي..وأخواتي.. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته... وبعد: فهذه هي الحلقة السابعة والعشرون من حلقات برنامجكم " التنمية البشرية بين المادية والروحانية "



    وقد انتهينا في الحلقة الماضية من كيفية تنمية قوة العقل والعلم بالمعرفة القرآنية وماهو السبيل لاعتدالها وبعدها عن الافراط والتفريط لكي يصبح الانسان حكيماً خبيراً ... بعيداً عن المكر والخداع ... وبعيداً أيضاً عن الحمق والغباوة ... واليوم سنتحدث عن الركن الثاني من أركان الهيئة الباطنة للانسان والتي هي قوة الشهوة... والتي باعتدالها يكون الانسان عفيفاً وبافراطها يكون الانسان حريصاً شبقاً محباً للدنيا والهوى... وبتفريطها يكون الانسان جامداً ...



    وقوة الشهوة هي ملكة جامعة متأصلة في النفس يتلخص فيها كل ما تشتهيه النفس البشرية من شهوة الطعام والشراب وشهوة النظر وشهوة الكلام... وشهوة ميل الذكر للانثى... ولها حكمة عليا في ايجادها.. أوجدها الله في هذا الكيان البشري فإذا فرطت أصبح الانسان حريصاً طماعاً شبقاً ... أكولاً جداً ... نؤوماً ... متعلقاً بالمال... شغوفاً به... وهكذا عند ذلك تتحول الوسائل في حياته الى غايات...فتراه يزجي وقته بتحقيق شهواته ورغائبه ...فلا أحد من العقلاء يجهل أن الغاية من شهوة الطعام دفع الانسان ليأكل فيحافظ على جسمه بالتغذي... ولاأحد يجهل أن الافراط ضارٌّ ضرراً وأيما ضرر ...ولا أحد يجهل أن المال ضروري ليقضي الانسان حاجاته فيه... فليس مقصودا لذاته... بل هو وسيلة يحصل بها الانسان على مايريد... فكيف لو تحول هذا المال لغاية مقصودة بذاته وأصبح الانسان يركض ويلهث لهدف تحصيل المال...ويصبح الطمع سجية هذا الانسان وطبعه الغالب عليه... والعكس صحيح... كيف لو أحجم الانسان عن أي ميل لحب المال وتحصيله ... إذن لتعطلت شؤونه وتعطل معها مهمته في عمارة الأرض التي أناطها الله بالانسان...ولكن غالب شأن الانسان أنه يعاني من افراط في شهوته أكثر مما يعاني من تفريط ...فهو متعلق بما يشتهيه أكثر مما يعزف عنه...



    رأى عمر رضي الله عنه مرة رجلاً وقف على باب قصاب..يعني جزّار...لحّام.. يومين متتابعين...فسأله مستغرباً عن سبب شرائه يومين متتاليين اللحم فقال له اشتهينا ياأمير المؤمنين ... فقال له: أكلما اشتهيت اشتريت... مرمى القصة أن الانسان يضر بصحته وبنفسه وبدينه من تنفيذه لمشتهياته دون النظر بصالحه وما يصلح شأنه... ويعود عندئذ من ذلك بأمراض ومشاكل يحتاج معها لمعالجة مشاكل جديدة وقع فيها بسبب ذلك... أما إذا اعتدلت الشهوة ، فيتناول الانسان من دنياه ماينفذ فيه شهوته من دون زيادة.. باعتدال فيفيد ويستفيد...أما اعتدال الشهوة فيحتاج الى شيء من مجاهدة النفس وذلك بربط النعم التي تتراءى للانسان أمامه بمصدرها الحقيقي المنعم عز وجل...مع شيء من منع النفس عنها وأخذ النفس بسياسة شيئاً فشيئاً... من هذه الشهوات شهوة الكلام... وماأدراك عزيزي المستمع ماشهوة الكلام... حتى لترى الانسان يقع بسبب هذه الشهوة ... بالغيبة والنميمة والبهتان ...فالشهوة دافع للفعل... إن استقامت واعتدلت... تعدل الكثير من السلوك بسهولة وقد عبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهمية شهوتي اللسان والفرج فقال: [من يضمن لي مابين لحييه وفخذيه أضمن له الجنة]..وسأل معاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نحن مؤاخذين بما نتكلم به يا رسول الله ،فقال له عليه السلام: وهل يكب الناس على وجوههم في النار يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم...

    أما الركن الثالث من أركان الهيئة الباطنة للنفس فهو قوة الغضب ...هذا ما سنشرحه في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



  9. #29
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    292
    معدل تقييم المستوى
    0

    Smile الأستاذ محمد بدرة على إذاعة صوت الخليج 28

    الحمد لله رب العالمين... حمداَ يوافي نعمه ويكافئ مزيده.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أعزائي المستمعين...أخوتي وأخواتي. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد: فهذه هي الحلقة الثامنة والعشرون من حلقات برنامجكم " التنمية البشرية بين المادية والروحانية ".




    ذكرنا في الحلقة الماضية أهمية اعتدال الشهوة في باطن النفس... واليوم سنذكر الركن الثالث من أركان الهيئة الباطنة للنفس وهي قوة الغضب ... وفي الحقيقة أن قوة الغضب في الكيان البشري متع الله الانسان بها لحكمة جلية.. للذود عن نفسه وحماية ما يمت إليه بصلة كعرضه...وشرفه... وشخصيته... ولولاها لتقبل الانسان كل هوان ينزل به ...

    وقديماً قال الشافعي رحمه الله تعالى: [من استغضب ولم يغضب فهو حمار] فالحمية من الغضب.. والشجاعة من الغضب.. والنجدة والشهامة كلها من الغضب.. لكنها من وسطية الغضب ..اما افراط الغضب فهو الذي أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم السائل الذي قال للنبي أوصني : قال لاتغضب حتى كررها ثلاث مرات...فالافراط في هذه الصفة يتكون منه التهور والطيش وبتفريطها يتشكل الجبن عند المرء والخور... قال تعالى مادحاً أناساً لأنهم متقون... وصفهم بصفات فيهم فقال: [والكاظمين الغيظ] حازوا على هذه المرتبة من الفضل واستحقوا الجنة لأنهم لم ينفذوا غضبهم... حبسوا غضبهم داخل أجنتهم..وأثنى على آخرين فقال : [وإذا ماغضبوا هم يغفرون] ...إنهم يصفحون عن الناس ...



    رغم أن هؤلاء الناس أغضبوهم... وقد جاء في الأخبار عن عمر رضي الله عنه أنه كان وقافاً عند حدود الله ولو استغضب .. جاء في شمائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان لايغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله... إذن للغضب مهمة أن يكون لاقامة الحق ... للدفاع عن حرمات الله ... للذود عن حمى الأوطان ... فالغضب مهمة وأي مهمة ..وأيضاً إكسير طيش وتهور وشؤم ... إن كان لا يضبطه ضابط ...فكم من طلاق يقع بسبب الغضب ..وكم من قتيل وقاتل ... كان المادة التي أوغر الشيطان بها القلوب هو أن مادة الغضب مفرطة لديهم ... وكم من أناس يفتخرون بالغضب ... والحلم كما نعلم سيد الأخلاق ... قال تعالى آمراً بذلك:[خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين] وهنا تكمن ووضوح التنمية الانسانية التي تلقاها أولئك الذين صنعوا الحضارة الاسلامية الراسخة ... فالغضب من الشيطان ... والشيطان من نار...



    إخوتي الأعزاء ... كلما ترسخت لدى الانسان المعرفة الانسانية والوجدانية ودرج نفسه بالسلوك... على ضوء ما مر معنا ...كلما ازداد في التنمية الانسانية صعداً ... وحسن خلقه أكثر.. وكلما حسن خلقه ... كان أصلح لأن يكون رجل الحضارة الانسانية المثلى... فمن عرف قيمة هذه الدنيا وعاش على هذا المعنى ... وعلم أن لا قيمة لها ... فما الذي يجعله غضبان... عرف القران الانسان أن [كل شيء هالك إلا وجهه]الا الله عزوجل فهل يحزن على شيء فان ... بل أكثر من ذلك فالانسان المسلم العاقل الذي فهم هذه المعارف واصطبغ وجدانه بمعانيها.. لايمكن أن يحرك قوة الغضب لديه عرض زائل ... عندئذ يكون على منهج النبوة... لايغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله... هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ... لايغضب الا اذا انتهكت حرمات الله ...والأخطر من ذلك أن الغضب ربما دفع الانسان إلى شرور كثيرة... إلى شتم من غضب عليهم... أو الاعتداء عليهم بالضرب ... أو الحسد أو الحقد أو التكبر على عباد الله تعالى ، والغضب أشبه بنبتة في داخل الانسان فكلما كظمه الانسان ذبل وذوى وضعف ... وكلما استجاب لشعور الغضب ... واقتص لغضبه أو أطاع غضبه كلما زاد المرء سوءاً وأصبح يصعب التخلص منه أكثر ويصبح هذا الخلق مصاحباً للانسان ولايستطيع التخلي عنه ...

    ولايهدء الغضب إلا تذكر قدرة الله وغضبه ...وذكرالله ... والتعوذ من ناره ... ومعرفة الانسان عبوديته ....فيتواضع حتى يكون الكل في حالة من التسليم والانقياد لله تعالى رب العالمين... وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



  10. #30
    مشرف المدربون المعتمدون الصورة الرمزية Ibtihal Alzaki
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    سودانية الجنسية مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة
    المشاركات
    1,621
    معدل تقييم المستوى
    35

    افتراضي

    مشكورة على مجهوداتك أختي موزة


    كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي
    وإذا ما ازددت علماً زادني علماً بجهلي



    ^______________^ ودمتم سالمين

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178