الأمر العاشر :

من الأمور التي يكون فيها الإنسان مفتاح للخير أن يذكر الآخرة والقيام بين يدي الله تبارك وتعالى ومجازاة الناس على أعمالهم وأن هناك جنة ونار وجزاء وعقاب وأن ما تقوله وما يصدر منك وما يكون منك من عمل كل ذلك تلقى الله عز وجل به يوم القيامة وتذكر في هذا الباب أن الجنة لها ثمانية أبواب والنار لها سبعة أبواب قال الله تبارك وتعالى في أواخر سورة الزمر: (( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقّت كلمة العذاب على الكافرين قيل أدخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنة حيث نشآء فنعم أجر العاملين )) الجنة لها أبواب وأبوابها لها مفاتيح والنار لها أبواب وأبوابها لها مفاتيح ومفاتيح الجنة والنار في الدنيا وليست في الآخرة في الآخرة ليس هناك إلا الجزاء والحساب ، أما الدنيا هي التي فيها المفاتيح مفتاح الجنة : التوحيد ، الصلاة ، الصيام طاعة الله عز وجل الإمتثال للأوامر، والنار مفاتيحها الشرك بالله والكفر به سبحانه وتعالى والمعاصي والآثام أما الشرك والكفر بالله تعالى فإن من مات عليه فتحت له أبواب النار وخلّد فيها أبد الآباد وإذا كانت معاصي وذنوب دخل النار فإنه يعذب فيها على قدر ذنوبه ولا يخلّد في النار إلا المشرك . جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أنفق زوجين في سبيل الله نودي يوم القيامة من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فإن كان من أهل الصلاة نودي من باب الصلاة وإن كان من أهل الصيام نودي من باب الرّيان وإن كان من أهل الجهاد نودي من باب الجهاد وإن كان من أهل الصدقة نودي من باب الصدقة . قال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله ما على من نودي من هذه الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من هذه الأبواب كلها ؟ قال نعم وأرجو أن تكون منهم . فإذا محافظة العبد على هذا الطاعات وهذه العبادات الصلاة ، الصيام ، الصدقة إلى غيرذلك هذه كلها مفاتيح للجنة وكذلك دعوة الإنسان الآخرين " الدال على الخير كفاعله " وهذا فضل عظيم تدعو شخص إلى طاعة فيقوم بها يكتب لك مثل أجره وترتفع درجاتك في جنات النعيم وأنت كنت بذلك دال على الخير مفتاح للخير فإذا هذا من الأمور المهمة في هذا الباب العظيم أن تذكر الجنة والنار والوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى .

الأمر الحادي عشر :

مرافقة الأخيار ومجالسة الصالحين وفي هذا حديث أبي موسى الأشعري في الصحيحين وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " مثل الجليس الصالح والجليس السوء مثل حامل المسك ونافخ الكير أما حامل المسك فإما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه رائحة طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه رائحة كريهة " إذا من أراد أن يكون مفتاحا للخير فليصبر نفسه مع أهل الخير وأهل الفضل وأهل النبل وأهل الطاعة قال الله عز وجل : (( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدُ عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )) .