عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
كن مفتاحا للخير مغلاقا للشر2
الأمر الرابع :
العناية بفرائض الإسلام وواجبات الدين والإجتهاد في القيام بها وتحقيقها فإن عنايتك بالفرائض ، واهتمامك بها ومحافظتك عليها يفتح لك من أبواب الخير، وأبواب البر مالا يخطرلك ببال ، ولا يدور لك بخيال فالعناية بالواجبات والفرائض والعناية بالصلاة والصيام والحج والطاعات هذا من أعظم ما يكون فتحا لك في أبواب الخير، وأن تكون أيضا مفتاحا للخير والشواهد على ذلك والدلائل كثيرة لكن أجتزىء بذكر بعضها جاء في صحيح البخاري وتأملوا مليا في هذا الحديث العظيم جاء في صحيح البخاري من حديث أم سلمة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال : لا إله إلا الله وفي رواية قال سبحان الله ماذا أنزل الله هذه الليلة من الفتن ؟ ماذا فتح الله هذه الليلة من الخزائن لاحظ أيها الأخ الكريم فتن نزلت وأبواب خزائن خير فتحت قال ماذا أنزل الله هذه الليلة من الفتن وماذا فتح الله عز وجل من الخزائن من يوقظ صواحب الحجرات يصلين رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة إلى ماذا أرشد عليه الصلاة والسلام من يوقظ صواحب الحجرات يصلين إذا كنت تريد لنفسك اتقاء الفتن وتريد لنفسك أبواب الخير ودروب الخيرومفاتيح الخير فهي في الصلاة ولعلك هنا تستذكر ما كان يحافظ عليه النبي عليه الصلاة والسلام والحديث في صحيح مسلم من حديث أبي أسيد أو أبي حميد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قال : اللهم افتح لي أبواب رحمتك إذا دخل المسجد من أجل الصلاة يقول : اللهم افتح لي أبواب رحمتك فالصلاة باب رحمة الصلاة باب رحمة والمحافظة عليها مفتاح خير لك مما تعلمه ومما لا تعلمه فكيف يريد لنفسه من ينام عن الصلاة ومن يثقل رأسه عن الصلاة أن تتفتح له أبواب الخير كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل المسجد قال : اللهم افتح لي أبواب رحمتك ثم إذا خرج من الصلاة قال : اللهم إني أسألك من فضلك وفي رواية اللهم افتح لي أبواب فضلك . فالصلاة فعلها ، الإقبال عليها فتح لأبواب الرحمة و أداءها تامة كاملة فتح لأبواب الرزق ، ولهذا الإقبال على الصلاة شُرع لنا أن نقول فيه: اللهم افتح لي أبواب رحمتك وعند انهاءنا للصلاة وأداءنا لها شرع لنا أن نسأل الله عز وجل من فضله العظيم وفي الباب أحاديث كثيرة قد يطول الوقت بذكرها لكن أذكر حديثا وهو حديث عجيب عظيم في الباب قد رواه الترميذي في مسنده وهو ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وتأمله أيها الأخ الكريم يقول النبي عليه الصلاة والسلام قال الله تبارك وتعالى : (يا ابن آدم اسمع أيها الأخ قال الله تعالى : ( يا ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفيك آخره ) رب العالمين يقول ذلك جل وعلا يا ابن آدم اركع لي أربع ركعات الله جل وعلا غني عن الركعات غني عن سجودك ولكن هذا باب خير باب فتح لك يدعوك رب العالمين والحديث صحيح ثابت يا ابن آدم اركع لي أٍبع ركعات من أول النهار أكفيك آخره يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى المراد بهذه الركعات الأربع فريضة الفجر والنافلة التي قبلها ركعتين السنة الراتبة قبل الفجر وفريضة الفجر تركعهما في أول النهار، كم يحرم أيها الإخوة من ينام عن صلاة الفجر عندما يقوم كما جاء في الحديث حديث النفس الكسلانة أغلقت أبواب الخير وسدت أبواب الرزق و أول اليوم هو أساسه وزمام اليوم وهو متنزل الأرزاق ومتنزل البركات يقول أبوذر رضي الله عنه " أول يومك مثل جملك إن أمسكت أوله تبعك آخره " فمن لم يمسك أول اليوم بأداء الصلاة ماذا ينتظرفي بقية اليوم ولهذا من الأسس العظيمة في فتح أبواب الخيرعلى نفسك وعلى الآخرين المحافظة على فرائض الاسلام وأداء واجبات الدين ويأتي في مقدمة ذلك الصلاة ، وانظر أيضا في فتح أبواب الخيرلك في عبادة الصيام وغيرها من العبادات مما جاء في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام الواردة في هذا الباب ومن ذلكم الحديث العظيم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ونادى مناد : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أمسك " . فالعبادات والفرائض الإهتمام بها والمحافظة عليها هذا من أكبر العون لك لأن تكون أولا مفتاح خير على نفسك ومفتاح أيضا خيرعلى الآخرين .
الأمر الخامس :
من الأمور التي يكون بها العبد مفتاح للخير مغلاق للشر مجاهدة النفس على البعد عن الآثام وتجنب موارد الحرام ومعصية الله تبارك وتعالى وأيضا الحديث في هذا الجانب قد يطول لكن أكتفي بذكرحديث واحد عظيم في هذا الباب رواه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده عن النواس ابن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله ضرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط أبواب وعلى الأبواب ستورمرخاة وفي أول الصراط مناد ينادي : يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا ومن جوف الصراط وفي لفظ ومن فوق الصراط مناد ينادي يا عبد الله لا تفتح الباب فإنك إن فتحته تلجه لا تفتح الباب فإنك إن فتحته تلجه . ثم بين ذلك قال : أما الصراط فهو الإسلام وأما السوران فحدود الله وأما الأبواب التي عليها ستورمرخاة فمحارم الله وأما المناد الذي ينادي من أول الصراط فكتاب الله وأما المنادي الذي ينادي من جوف الصراط أو من فوق الصراط مواعظ الله في قلب كل مسلم وهذه منة الله على كل مسلم أن جعل له في قلبه موعظة عندما تحدثه نفسه بفتح باب من أبواب الحرام أو الدخول في شيء من منافذ الباطل فتزجره عن ذلك يا عبد الله لا تفتح الباب فإنك إن فتحته تلجه إذا من أراد لنفسه أن يكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر فليعلم على ضوء هذا الحديث أنه في طريق مستقيم يفضي بصاحبه إلى جنات النعيم وعلى جنبتي هذا الطريق المستقيم أبواب كثيرة عن يمينه وعن يساره وهذه الأبواب ليس فيها دواليب ولا مفاتيح وإنما عليها ستائر وهي أبواب تفضي إلى الحرام ومن المعلوم أيها الإخوة أن الباب الذي عليع ستارة لا يكلف داخله وقتا ولا جهدا يلامسه بكفه ويدخل سريعا بخلاف الباب الذي يحتاج إلى أن تقف وأن تخرج المفتاح وأن تعالج يد الباب يأخذ منك وقتا أما الباب الذي عليه ستارة فإنه يدخله الإنسان سريعا فأنت ماضي في طريق مستقيم وعلى جنبتي هذا الطريق أبواب كثيرة تدخل الإنسان إلى الحرام وليس عليها إلا ستائر فيجب على الإنسان إذا أراد أن يكون مفتاحا للخير أن يحذر غاية الحذر من أبواب الشرالتي على يمينه وعلى شماله وإذا دخل فتح على نفسه أولا باب الشر ثم فتحه على الآخرين لأن النفس إذا دخلت في الحرام و توطدت فيه وتمكن منها الحرام لا تحب أن تكون وحدها فيه فيتحول من فاعل للحرام إلى داع للحرام ومرابط فيه وهذا شأن أهل الباطل ودعاة الضلال في كل وقت وحين في بادىء الأمر وطئت أقدامهم الحرام وولجوا فيه من أبوابه ثم أصبحوا دعاة له وفي هذا المعنى يقول الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه: ودت الزانية لو زنت النساء جميعا من دخل الحرام وولج فيه لا يحب أن يكون وحيدا فيه فتبدأ نفسه تنطلق من كونها فاعلة للحرام إلى داعية للحرام ويكون بذلك والعياذ بالله مفتاحا للشر مغلاقا للخير .
المفضلات