1- أن يحرص غاية الحرص على حفظ فرجه وغض بصرهعما لا يحل له، والأخذ بالأسباب المعينة على ذلك وأولاها النكاح الشرعي؛ ليستغني به عن فضول النظر، ويُعف نفسه عن التعلق بالصور والذوات المحرمة .

2- البعد عن مواطن الفتنة وأماكن الاختلاط والتبرج والسفور، حتى لا تقع عينه على ما لا يحل فتتعلق نفسه بذات أو صورة تظل هاجساً ينتابه كل حين ، وطيفاً يعاوده ساعات الليل والنهار، حتى تتمكن من سويداء قلبه فيشقى بها الدهر كله ، وتنغص عليه طعامه وشرابه ، وتسهر ليله وتلهب نهاره ، وكان بالإمكان تجاوز هذه المحنة كلها بأطر النفس على مجانبة أسباب عطبها وتلفها .3-

3_الاشتغال بما ينفعه من قراءة القرآن ومطالعة كتب التفسير والحديث والعناية بالرقائق ومصنفات الوعظ والإرشاد، حتى يستعلي على شهوات النفس، ويترفع عن الدنايا والقبائح.

4- الاهتمام بمطالعة أخبار السلف وكتب السير؛ ليتعرف على طريقة القوم وسننهم في الحياة وزهدهم في دنياهم واستهجانهم لسفاسف الأمور وطلبهم للمعالي وحرصهم على نفع أمتهم وجهادهم بالنفس والمال والعلم، لإعزاز دين الله ونصرة كتابه وسنة نبيه – عليه السلام - .

5- الاشتغال بحب البارئ –جل وعلا–، بمحبة دينه وشريعته،والعمل بأمره بكل شغف وإخلاص، واجتناب نهيه لك بكل طواعية وانقياد ، فإن طاعة الله أمراً ونهياً رأس الأمر كله، وبها تُنال ولاية الله، ويفوز العبد بحب الله إياه، ولا يتحقق شيء مما ذكر إلا إذا كان على طريقة الرسول المجتبى ، والنبي المصطفى – عليه أفضل صلاة وأزكى سلام – قال الله – تعالى- : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم" [آل عمران:31] وهذا الأمر الأخير وإن حدد في الترتيب خامساً إلا أنه في الأهمية أولاً فتنبّه.

هذا بعض ما تيسر في علاج داء العشق والتعلق وأوصي السائل بمطالعة كتاب الجواب الكافي " الداء والدواء " لابن قيم الجوزية ففيه من فرائد الفوائد ودُرر المواعظ في هذا الموضوع خاصة ما لا غنى لطالب الحق عنه . والله أعلم