هل كنت يوماً ثابتاً على قناعة ما، وأصبحت اليوم ثابتاً على قناعة مخالفة لها ؟
هل نمت ذات ليلة على رأي ما، وصحوت في اليوم الثاني على رأي مخالف له ؟


لا أصدق أن هناك شخصاً على هذه الأرض لم يمر بمثل هذا.. أبداً.

أتعرفون لماذا؟

لأننا أحياء ولسنا أمواتاً..

الأموات فقط هم الذين يثبتون على ما كانت فيه قناعاتهم لحظة موتهم
ولا يمتلكون فرصة تغييرها مطلقاً.

أما نحن الأحياء فنمتلك خاصية التغيير وفقاً لما نسمعه، أو لما نقرؤه،
أو لما نشاهده، أو لما تقودنا إليه عقولنا في لحظة مكاشفة صادقة.

حتى الصلاة والدعاء بإمكانهما أن يغيرا ما تحنط في نفوسنا قبل سنوات!
انظر إلى نفسك بعد أن تصلي صلاة استخارة – مثلاً – لأجل أمر ما،
وقارن بينها وبين ما يليها من أوقات أو أيام.. ستذهلك النتيجة !


من الطبيعي أن تتقبل اليوم ما كنت ترفضه منذ سنوات،
فما لم يكن يصلح لك سابقاً أصبح الآن بإمكانه أن يلائمك وفقاً
لتغير المعطيات في بيئة حياتك الحالية.

وهذا ليس بالنسبة لك كفرد فقط، وإنما حتى المجتمعات تختلف في قناعاتها وتوجهاتها
بين ما كانت عليه وما أصبحته.. وما ستكون عليه مستقبلاً.


هذا حال الدنيا.. هكذا يحدث التطور..
إذاً لماذا يخاف بعضنا من هذا التغيير؟



سؤال آخر :


ماذا لو قررت التغيير، بل وشرعت فيه ،
ثم فجأة يقفز للواجهة ما يجعلك تتوقف أو تتراجع فيه ؟
كأن تغير قناعاتك حول عملك، ثم تقرر الاستقالة منه،
وفي لحظة الشروع فيها تجد أن هناك مستجدات ولدت تتطلب منك التريث قليلاً
وتأجيل استقالتك" حتى إشعار آخر " ؟


هنا ستجد أمامك موقفين :

إما أن تغمض عينيك وتتابع مشوار التغيير بمكابرة..
رغم تأخر المعطيات البديلة التي كنت تنتظرها.

أو أن تتراجع "إلى حين" ريثما تأتيك الفرصة المناسبة،
وتمسك تلابيبها بيدك، ثم تتابع – حينها – ما كنت قد بدأته.


كلاهما يتطلب قدراً كبيراً من الشجاعة..
أن تقرر التغيير أو أن تقرر تأجيله..


الفيصل هنا هو اختيار
الوقت المناسب واللحظة الحاسمة
التي بدونها لن تنجح أهدافك.










::