زواج المتخلفين عقلياً:

سعادة الانسان هي حصيلة قدرته على الملائمة والتوازن بين جميع مركبات شخصيته بما في ذلك من الناحية الجنسية.

مشاعر الانسان وأحاسيسه اتجه نفسه لها أثر كبير في علاقته مع الآخرين وعليه فإننا نرى أن الحياة لزوجية للانسان المعاق عقلياً هو موضوع يستحق الدراسة للآثار التي يتركها هذا الزواج على المدى البعيد على تور المجتمعات المحلية.

كما هو معروف فإن الزواح يعتبر شرطاً أولياً لقيام اسرة واعتبارها للتفاعل الزوجي، وكلن من ناحية أخرى فإن زواج العاقين عقلياً ينتشر بكثرة بين الاعاقة البسيطة في المتوسطة، والتي تصل هذه الفئة من الاشخاص الى الاستقلالية في قضاء الحاجات اليومية والأعمال البسيطة ويمكنهم الاندماج في المجتمع رغم أن قدرتهم الذهنية منخفضة.

- يأتي زواج المتخلفين عقلياً بهدف تلبية الحاجات الجنسية فقط وليس لاستمرار النسل، وذلك خوفاً من تزايد عدد المعاقين اذا تم انجاب وولادة أطفال معاقين جدد للمجتمع.

تاريخياً كان هناك طريقتان أساسيتان واللتان كان هدفهما تقليل عدد المعاقين في العالم قدر الامكان، احدى هذه الطرق هي منع المعاقين عقلياً من الزواج اطلاقاً، أما الطرقة الثانية فهي عن طريق تعقيم المعاقين من أجل منعهم من انجاب الأطفال، هذه الطرق القديمة واضح أنها لم تعر أي انتباه أو قيمة لحاجيات المعاق النفسية والجنسية، وكل هدفها كان هو الحد من المعاقين في المجتمع بأي طريقة كانت.

1. منع المعاقين عقلياً من الزواج:

حسب الأبحاث التي أجريت في الولايات المتحدة تبين أن ثلاثين مدينة في الولايات المتحدة قد أقرت قوانين تمنع المعاقين عقلياً من الزواج، لكن في سنة 1967 أقر أحد القضاة بانه ليس من سلطاته مع زوجين معاقين عقلياً من الزواج بما أنهم من ناحية أداء يستطيعون القيام بالفعاليات المطلوبة.

في سنة 1977 أقرت المحكمة العليا في الولايات المتحدة ان زواج المعاقين عقلياً مشروط بقدرات ومستوى أداء المعاقين، وليس قائم على حقهم في ذلك لكن اشترطت أيضاً وجود متابعة وعناية لهم من قبل شخص ما. كل ذلك القرار نابع عن الحاجة لحماية هذا الزوج من التضرر من الزواج.

2. تعقيم المعاقين عقلياً:

ان توجه اؤلئك الين زعموا تعقيم المعاقين قائم أيضاً على اعتقادهم بان المعاقين غير قادرين على التربية والعناية السليمة بالأطفال، وأ، أطفالهم أيضاً سيكونون عبئاً على المجتمع.

لقد تعددت الآراء بالنسبة لزواج المعاقين عقلياً ومن هذه المواقف موقف الدين من زواج المعاقين وموقف القانون.

رأي الدين من زواج الكتخلفين عقلياً:

هنالك عدة شروط توجبها الشريعة لعقد الزواج وشروط توجبها في العاقدين، ومن أهم الشروط التي يجب توافرها في العاقدين:

- أهلية المتعاقدين ولا تكفي أهلية الوجوب، بل لا بد من توافر أهلية الأداء ولا يشترط اكتمالها، فيكفي أن يكون المتعاقد لنفسه أو لغيره أهلاً لمباشرة العقد، وذلك بالتمييز فحسب، فلا ينعقد الزواج بأرادة فاقد الأهلية الأداء كالصبي الغير مميز أو المجنون، واذا أدم عليه فاقد الأهلية كان الزواج باطلاً والقصد المعتبر شرعاً.

- شرط النفاذ: هي شروط اذا توافرت ترتب عليها اثر العقد وأنها تكتمل بالعقل والبلوغ واذا توافرت في المسلم اكتملت له أهلية الأداء.

واذا كان العاقد فاقد الأهلية كان العقد باطلاً لا ترد فيه اجازة أو تصحيح واذا كان العاقد ناقص الأهلية كالصبي المميز أو المجنون يأخذ زواجه حكم العقد الموقوف فلا تترتب عليه آثار الزوجية الا اذا أجازه من بيده الاجازة كالولي فإن اجازه نفذ والا لم ينفذ

وفيما يتعلق بزواج المعاقين أو المصابين بأمراض وراثية فالأصل جواز تزويجهم ولا سيما اذا ظهرت عليهم اماارت الشهوة الداعية للتزويج، أما ما يتعلق بالانجاب فإنه اذا ثبت يقيناً أو ظناً راجحاً ان هناك خطراً بالغاً على الذرية فيجدر منع الانجاب بوسيلة م\امومة العافية.

وقد ذهب جمهور الفقهاء الى عدم اشتراط العقل نصحه الزواج فيجوز للولي أن تزوج المجنون والمجنونة والمعتوه.

وقال الشافعية يلزم الأب والجد ومثلهما الحاكم بتزويج مجنون أو معتوه ظهرت حاجتهما للزواج.

وقال المالكية للحاكم يجب أن يجبر المجنون أو المعتوه على الزواج أن تعين الزواج طريقاً لصيانته من الزنا والضياع.

موقف القانون:

لم يحدد القانون الدولي الذي يجوز له أن يزوج المجنون أو المعتوه، فلم ينص على أن الأب والجد، لكنه اشترط في زواجهم موافقة القاضي وإذنه، ولا يأذن القاضي الا بناءاً على تقرير طبي يثبت فيه أ، زواجه مصلحة له.

وهذا يتفق مع رأي الشافعية الى حد ما، غير أن القنون لم يفرق بين المجنون المطبق والمجنون المتقطع، الا أنه اعتبر أن حكم المعتوه وهو حكم المجنون وكذلك لم يفرق القانون من الذكر والأنثى في الجنون وانما جاء نصه عاماً.

حسب البحث الذي قامت به ايمان الباشا (2002) في منطقة القدس بما يتعلق بزواج المتخلفين عقلياً، فقد توصلت الى النتائج الآتية:

1- ترتبط المرأة بالرجل المعاق نتيجة لظروف أسرية اجتماعية اقتصادية وثقافية تدفعها الى الزواج به.

2- خوف المرأة من ضياع فرصتها بالزواج نتيجة تأخر الزواج جعلتها ترضى لقبول الزواج المعاق لمجرد كونه رجل.

3- ان عامل الدين كان أحد العناصر في عملية الموافقة على الزواج أحياناً بسبب ميول الأهل الدينية وزهدهم بالدنيا.

4- اشارة الى نظرة المجتمع الى المعاق بشفقة وبالتالي فإن تزويجه عملية تنطوي على كسب الأجر من الله لذلك رضيت بعض النساء الارتباط بالشاب لتلك الأسباب.

ومن البحث الذي قامت به الباشا (2002) ظهرت هناك عدة ايجابيات تراها المرأة الطبيعية المتزوجة لرجل معاق عقلي وهي كالآتي:

- ربحت الزوجة وضع اجتماعي نتيجة تحولها من كونها عانس أو مطلقة الى كونها زوجة وبحماية زوج وعائلة.

- كسب المرأة سيطرة على أمور البيت وعلى ادارة الميزانية.

- كسب الزوجة التي كانت من الضفة هوية اسرائيلية.

- عدم قيام الزوج بواجباته والمهام المنوطة به كزوج في الاسرة العربية.