التشخيص التربوي/ الأكاديمي هو عملية ديناميكية للتعرف, لإيجاد وفحص استراتيجيات وسلوكيات التعلم لدى الطالب بكل مهارة من المهارات التعليمية الأساسية. يجب على التشخيص أن يكون عاماً وشاملاً وأن يعمل على تطور وتقدم الطالب. من خلال التشخيص يتم مسح نقاط الضعف والقوه لدى الطالب من الناحية التعليمية, وحسب ذلك المساعدة في بناء برنامج تعليمي علاجي يرتكز على نقاط القوة, وذلك للعمل على علاج نقاط الضعف التي تم تشخيصها, والتغلب عليها وإظهار قدرات الطالب بواسطة مهارات أخرى.

ماذا يشمل التشخيص التربوي متعدِّد المجالات؟
يشمل ثلاث مجالات أساسية وهي:
· تشخيص مهارات ذهنية (ذاكرة بصرية وسمعية بكل محتوياتها).
· تشخيص لغة عربية شامل (قراءة, كتابة, فهم مقروء, وعي صوتي, ثروة لغوية).
· تشخيص مهارات حسابية.
الهدف من التشخيص هو:
· إيجاد صعوبات التعلم وإعطاء تفسيرات لمصدرها, وشرح تأثيراتها على عملية التعلم.
· ملائمة وتحضير خطة فردية علاجية للطالب تلائمه وتفي باحتياجاته وتتطرق للصعوبات التي يعاني منها, بهدف تفادي, تخطي ومعالجة هذه الصعوبات.
· تعليم الطالب طرق عمل, استراتيجيات ومهارات تعليمية تساعده في التغلب على الصعوبات التي يعاني منها.
· ملائمة توصيات للعمل مع الطالب, بناء برنامج وطرق للامتحانات.
متى يتم توجيه الطالب للتشخيص التربوي/ الأكاديمي؟
· عندما تلاحَظ فجوة كبيرة بين أدائه وبين الأداء الملائم لأبناء جيله.
· عند ظهور صعوبة بالتعلم وفجوة بين التحصيل التعليمي وبين القدرة العقلية/الذهنية للطالب.
· مواجهة صعوبة في اكتساب المهارات الاساسية في القراءة والكتابة بالصف الاول.
· معاناة الطالبمن فجوة كبيرة بين القدرة على التحدث والتعبير الشفهي وبين القدرة على التعبير الكتابي.
· معاناة الطالب من بطئ في التعلم وكثرة الأخطاء الإملائية.

التشخيص هو الخطوة الأولى في العلاج والتأهيل, وهو بمثابة الخطوة الأولى في التعامل مع الصعوبة, المشكلة أو الاضطراب الذي يعاني منه الطالب.
التشخيص التربوي يتم على يد معلم مؤهل في مجال التربية الخاصة وصعوبات التعلم, حاصل على شهادة في التشخيص, مشخص تربوي/تعليمي (
מאבחן דידקטי). يتم التشخيص التربوي اعتماداً على تقييم لقدرات ومهارات الطالب اللغوية, الكلامية, الحركية, العقلية والإدراكية.
التشخيص التربوي يُمَّكن الفاحص من إيجاد صعوبات ومشاكل لدى الطالب في مجالات عديدة منها: ( الإصغاء والتركيز, صعوبات في تخطيط الحركة, صعوبات في الترتيب- تأقلم "
קשיי התארגנות ", صعوبات في مهارات التذكر). وكذلك يساعد على إبراز أو إيجاد مشاكل نفسية.
بالإضافة لذلك التشخيص يُمَّكن المشخص من إيجاد نقاط القوة لدى الطالب, وفحص مهاراته بالمقارنة مع مهارات أبناء جيله.
ما هو الفرق بين التشخيص التربوي/ الأكاديمي وبين التشخيص النفسي؟
التشخيص التربوي/الأكاديمي يفحص قدرات الطالب التعليمية في القراءة, الكتابة, فهم المقروء والمهارات الحسابية, ويتم عن طريق معلم مؤهل في مجال صعوبات التعلم والحاصل على شهادة في مجال التشخيص التربوي. أما التشخيص النفسي يفحص القدرات النفسية- ذهنية/ الإدراكية -اجتماعية ومستوى الذكاء لدى الطالب, ويتم عن طريق عالم نفس متخصص ومؤهل بهذا المجال ويأتي بشكل عام بعد إجراء تشخيص التربوي لوحِظ فيه أن الطالب يعاني من مشاكل نفسية سلوكية وصعوبات في الاستيعاب تستوجب توجيهه للتشخيص النفسي.
لماذا من المهم/المفضل تشخيص صعوبات تعلم عن طريق تشخيص تربوي؟
التشخيص التربوي يعطي نتائج دقيقة وشاملة, ويشير إلى أسباب الصعوبة أو الإعاقة. وبذلك يتم بناء خطة عمل وبرنامج تدخل شامل لمساعدة الطالب, يمكنه من تخطي الصعوبات التي يعاني منها. كلما نفذ التشخيص في جيل مبكر كلما زادت إمكانية تخطي الطالب للصعوبات التي يعاني أو قد يعاني منها وكلما زادت إمكانية اكتسابه للغة بشكل سليم. ذلك يتم عن طريق تعليم مصحِح (הוראה מתקנת) الملائم لاحتياجات الطالب أو عن طريق استراتيجيات وطرق تعلم التي تساعد في عملية فهم المقروء, وترتيب المادة (ארגון חומר) والقدرة على التعبير الكتابي.
كيف تتم عملية العلاج؟
بعد الانتهاء من عملية التشخيص وتحديد الصعوبة التي يعاني منها الطالب, يقوم المشخص بكتابة تلخيص وتوصيات شاملة والتي من خلالها يتم توجيه الطالب إلى المعالج الملائم, حسب الصعوبة التي يعاني منها. العلاج يتم على يد مجموعة من المختصين في مجالات مختلفة في التربية الخاصة (أخصائي نفسي/اجتماعي, علاج وظيفي/طبيعي, أخصائي اضطرابات الكلام واللغة, أخصائي سمع أو معلم متخصص في صعوبات التعلم).
لكي تتم عملية العلاج بالشكل السليم ولكي تؤدي إلى تقدم الطالب ونجاحه, من المهم إشراك وتعاون ثلاث محاور أساسية بالعلاج: المعالج المختص بالصعوبة, الأهل والمدرسة. وذلك لان لكل واحد منهما دور مهم في علاج الطالب, وتعاونهم معاً يسرع من عملية العلاج, تخطي الصعوبات والتقدم الدراسي/التعليمي للطالب.