الانضباط المدرسي والمشكلات السلوكية ..


إن البحث العلمي يشير إلى أن كافة أنواع المشاكل السلوكية والانحرافات تمارس في مدارسنا بنسب متفاوتة لكنها موجودة . وستزداد حدة هذه المشكلات ، الأمر الذي سيطرح مشكلة الانضباط المدرسي كمشكلة كبرى على كافة أطراف العملية التربوية ، وستكون بحاجة ماسة إلى وضع آليات جديدة لمواجهة المشكلة . وخاصة في عملية تأهيل المعلمين تأهيلا يمكنهم من السيطرة على صفوفهم .
وفي هذا المجال ستزداد الحاجة إلى الإرشاد النفسي في مدارسنا نتيجة لازدياد الظواهر التي تحتاج إلى متخصصين لمواجهتها .

الديمقراطية والتربية
إن الميدان المستهدف من العملية الديمقراطية هو الفرد ، من حيث المحافظة على حقوقه وأمنه وغذائه وعمله وحريته في التعبير . ان الديمقراطية كما أشرنا سابقا لازالت في حدودها الدنيا وهي الديمقراطية النيابية . إلا أن الديمقراطية الحقيقية بمعناها الواسع لازالت موضوعا من مواضيع جدول أعمال المؤسسات التربوية في كيفية تنشئة جيل يتعامل بديمقراطية مع الآخرين ، فيحترم الرأي الآخر ، ويحتكم إلى العقل ويعبر عن نفسه تعبيرا حقيقيا دون أن يكون تابعا لفئة أو عشيرة ، وأن يقدم العام على الخاص ، وأن يحترم المال العام ، وان يؤمن بالتعددية بكافة أشكالها وأن يحتكم إلى القانون لا إلى شريعة الغاب . إن كافة هذه القضايا من تحديات العملية الديمقراطية التي ستبقى محل اهتمام المؤسسة التربوية مع باقي المؤسسات الاجتماعية والسياسية .



مهنية التعليم
إن تطور العلوم التربوية والنفسية قد أوشك أن يوطن مهنية التعليم ، فبالإضافة إلى نوع المعرفة فان ضغوط العاملين في ميدان التربية للاعتراف بالتعليم كمهنة أصبح واضحا بحيث لا يقوى أحد على تجاهله ، ومن هنا فان هذه المطالبة ستتحقق إلا أنه سيصاحبها تحديدا أدق لمهنية التعليم ، وسيستوجب ذلك تطوير آليات لتصنيف أنواع المعلمين ورتبهم ورواتبهم لتمييز من يستطيع أن يكون عضوا تربويا مهنيا .



البحث العلمي والمعلوماتية
إن قيمة البحث العلمي ستتغير جوهريا وستتغير النظرة له في المستقبل القريب ، لأن المجتمع الذي يبغي بناء معيارية ومرجعية لكافة نواحي حياته لابد أن يستند إلى البحث العلمي في بناء المعايير المطلوبة . وسيكون لمراكز المعلومات ومصادرها وشبكات الحواسيب والانترنت أهمية يومية لا يقوى أي شخص على تجاوزها .