لا تكوني سبباً لفوضويته..

يعود طفلك يومياً من المدرسة وقد أضاع نصف أغراضه، أو غالباً ما تتكسر ألعابه ويطالبك بأخرى جديدة، إنه لأمر مقلق، وقد يؤثر سلباً على حياة طفلك الآن وفي المستقبل أيضاً.

لا تكوني سبباً لفوضويته..

يعاني الكثير من الأطفال من مشكلة نسيان أغراضهم أو إضاعتها، أو حتى كسرها، ولكن تزيد حدة هذا الأمر عند بعض الأطفال أكثر من غيرهم، ويصلون إلى حد نسيان أمور مهمة من الصعب نسيانها، كمعطف المدرسة مثلاً، وقد يتكرر الأمر بشكل مقلق ولافت، خصوصاً إذا استمر هذا الأمر إلى ما بعد ست سنوات من عمر طفلك، فكيف توجهين طفلك نحو الحفاظ أكثر على أغراضه، وتعلم تنظيم وترتيب حاجياته؟!!

يتعامل مع أشيائه بعنف
يلجأ بعض الأطفال إلى اللعب بألعابهم بطريقة عنيفة وقاسية، غالباً ما يؤدي ذلك إلى تكسير هذه الألعاب، كما يسبب لدى طفلك حالاً من الحزن والإصرار على الحصول على ألعاب غيرها، وبالطبع، فإن هذا الأمر لا يعتبر صحياً البتة، لذا عليك التعامل معه بجدية أكبر، وعليك أولاً التكلم معه بهدوء، وإفهامه أن أسلوبه في اللعب خاطئ، وأن هذه الألعاب هي بمثابة ثروة بالنسبة إليه، وعليه الحفاظ عليها، ويمكنك أيضاً تشجيعه على ذلك بجعله يلعب بها مع أصدقائه، والطلب منه الحفاظ عليها حتى تبقى جميلة، وأخبريه بأنها إذا كانت مكسورة فسوف يتفادى رفاقه اللعب معه بها، ويمكنك أيضاً اللعب معه بنفسك، وإمساك الألعاب بطريقة معينة أمامه، والتعامل معها بهدوء وحذر ليقوم هو بالتالي بالمثل حين يلعب بها وحده، والأمر الأساسي هوو ضرورة الامتناع عن شراء ألعاب جديدة له بدل الألعاب المكسورة، مهما أصر على طلبه واستدر عطفك، وبهذه الطريقة سيعرف أنه إذا كسر هذه اللعبة فلن يحصل على غيرها، ما يجعله يحافظ عليها ويعتني بها.

تعاني السيدة هند من سلوك ابنها مجد المستهتر، حيث لا يحافظ على أية لعبة من ألعابه، فهي إما تنكسر وترمى في سلة المهملات أو تضيع في الحديقة أو في المدرسة في حال اصطحبها معه، بالاضافة إلى نسيانه الدائم أغراضه في المدرسة، من معطف وأقلام ومسطرة..الخ، وبالرغم من محاولات هند الدائمة في تعليمه تحمل المسؤولية وتعاونها مع معلمته في المدرسة، إلا أنه لا يعطي لمحاولاتها أي اعتبارات، لذا لم تجد أمامها سوى أسلوب العقاب وحرمانه من شراء الألعاب، وعدم شراء أي غرض بدل الذي أضاعه، وتضيف السيدة هند بدأت هذه الطريقة بإعطاء نتائج إيجابية في سلوك طفلي.

لعبة الخمس أصابع
انها لعبة سهلة وجميلة، اتفقي مع طفلك بأن يرمز كل اصبع من أصابع يده الخمس إلى غرض من أغراضه، مثلاً السبابة ترمز إلى معطفه، والوسطى إلى حقيبته، وهكذا دواليك، والعبي معه هذه اللعبة كل صباح قبل خروجه من المنزل، واجعليه يثني اصبعه إذا تأكد من عدم نسيانه هذا الغرض أو ذاك، وهي طريقة جيدة جداً وجميلة أيضاً.

قد تكونين سبباً في نسيانه الدائم
عليك مراقبة نفسك وطريقة تصرفك أمامه، فقد يكون طفلك متأثراً بك من حيث لا تدرين، فهل تكررين كلمة "لقد نسيت" مرات عدة أماه فيالنهار، أو تفتحين حقيبة يدك أكثر من مرة قبل خروجك من المنزل لتتأكدي أن جميع حاجياتك موجودة فيها، أم أنك غالباً ما تعودين من الخارج لأنك نسيت-بالرغم من هذه الإجراءات- نسيت المفتاح، وهذه الأمور جميعها يتشربها طفلك بدون أن تشعري، لتنطبع في شخصيته وتصرفاته طوال حياته، وعليك أيضاً اعطاؤه وقتاً كافياً ليتذكر الأشياء، فإذا سألته عن أمر معين، ولاحظت انه يحاول تذكر مكانه، فلا تستعجليه، ولا تصري عليه، لأنه سيفقد تركيزه حينها، وقد ينسى نهائياً مكان ما يبحث عنه ويحاول تذكره، وبالتالي أنت تحملينه مسؤولية جميع تفاصيل حياته عنه، لأنه سيفقد بدوره الشعور بالمسؤولية تجاه أي أمر.

ينسى حاجياته في المدرسة فقط
قد يعاني طفلك من مشكلة النسيان في المدرسة فقط، وقد يعود الأمر لأسباب عدة، فقد يكون بسبب اندماجه مع أصدقائه بشكل كبير، وينسى أمر إحضارأغراضه، أو أن يكون متحمساً للعودة إلى المنزل بسرعة لرؤيتك، ما ينسيه أغراضه أيضاً، عليك التكلم معه بهدوء، ومساعدته على التركيز أكثر فأكثر، والتكلم مع معلمته لتساعده على التركيز وعدم نسيان أغراضه، ويمكنك أيضاً كتابة اسمه أو تطريزه على ملابسه من الداخل، وكذلك حاجياته، واطلبي منه مساعدتك في ترتيب الملابس في مكانها داخل الخزانة، ما ينعكس ايجابياً عليه في المدرسة أيضاً، وكذلك حين يحين وقت ذهابه إلى المدرسة في الصباح لا تسأليه عن كل غرض على حدة، مثلاً، هل أخذت طعامك وزجاجة الماء..."بل دعيه يتأكد بنفسه من حاجياته، وانه لم ينس شيئاً