امنحيهم فترات هدوء بعيداً عن الصخب

تعد ضوضاء الأطفال تعبيراً عن حبهم للحياة واستمتاعهم بها، ومع ذلك يحتاجون أيضاً إلى أن ينعموا بقسط من الهدوء والاسترخاء. ويرى الاختصاصيون النفسيون في جامعة "بيوردو" الأمريكية أن الصخب والضجيج والفوضى تضعف النمو الإدراكي والمهارات اللغوية عند الأطفال.

كما أوضح د. ثيودور واشز أستاذ العلوم النفسية في الجامعة أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة إزعاج وفوضى أو ما يعرف بـ " التلوث الضجيجي" يعانون القلق ويصابون بمشكلات في التنظيم والتكيف مع متغيرات الحياة و ضغوطاتها.

وينصح المركز الاتحادي للتوعية الصحية في مدينة كولونيا غربي ألمانيا بضرورة أن يكون الآباء في طريقة تعاملهم مع الهدوء أو الضوضاء نموذجاً يحتذي أطفالهم به. وطالب المركز الاتحادي الآباء بعدم شراء الألعاب التي تحدث ضوضاء مثل صناديق الموسيقى و الحيوانات التي تصدر صريراً، فضلاً عن الأبواق أو مسدسات الأطفال، مؤكدين أهمية حصول الآباء مع أطفالهم كلاً حسب طريقته على قسط من الراحة والخدوء لمدة 30 دقيقة بعد قضاء يوم شاق، لكن الشيء المهم حينئذ هو الحد من مستويات الضوضاء.

وأشار المركز الاتحادي إلى أنه بعد انتهاء فترة الراحة والاسترخاء سرعان ما يلاحظ الأطفال أن آباءهم أصبحوا أقل إثارة وأكثر استعداداً للإصغاء إليهم باهتمام شديد وصدر رحب، لافتاً إلى أن استخدام الإضاءة الخافتة يمكن أن يحد أيضاً من مستوى الضوضاء، مثل تناول أفراد الأسرة العشاء على ضوء الشموع مع تجاذب أطراف الحديث في ظل جوهادئ ولطيف.

وعرض الخبراء في مجلة "العلوم اليوم" الأمريكية عدداً من الاقتراحات لتقليل الضجيج في المنزل منها، إطفاء جهاز التلفزيون الذي يشكل في معظم الأحيان السبب الأساسي للضجة والصخب، باعتباره سبباً مباشراً للخبل والاضطرابات الذهنية عند الأطفال، وربما قد يؤدي إلى إصابتهم بالذهول والارتباك، مع ضرورة إنشاء مكان هادئ لجلوس الأطفال وانفرادهم بأنفسهم، والسماح لهم بالتعبير عن شعورهم واحتياجاتهم، كما ينصح الخبراء الآباء بالقراءة لأطفالهم الصغار في أماكن هادئة حتى لا تتشتت أذهانهم، وكذلك بتعليمهم كيفية ترتيب الملابس والألعاب وبرفع الزائد منها وعدم وضعها جميعاً في مكان واحد، بحيث يتم استبدالها كلما سئموا من اللعب بها.