موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
الحضانة والاستعداد للدراسة
الحضانة مؤسسة تربوية اجتماعية هامة في حياة الأطفال ، خاصة أطفال الأمهات العاملات ، فالحضانة ليست فقط مجرد مكان لإيواء الطفل فترة من الزمن تقضي خلالها الأم أعمالها ، إنما هي مؤسسة تربوية أثبتت الدراسات التربوية أهميتها في تعزيز الكثير من الصفات المهمة في شخصية الطفل كالتمتع
بالاستقلالية .
و ينصح المتخصصون التربويون بوضع الطفل في الحضانة بعد سن ثلاث سنوات ، فطفلك بحاجة لرعايتك خلال الثلاث سنوات الأولى من عمره ، بالفطرة يحتاج إلى رعايتك و محبتك و حنان صدرك و دفء قلبك ، لذلك أوصى الله عز و جل الأمهات أن يفطمن أطفالهن بعد بلوغهم عامين ؛ لأنهم يكونون في أمس الحاجة لقربهم و تواجدهم المستمر بين أحضان أمهاتهم ، فتلبية احتياجاتهم النفسية من الرعاية والحب في هذا العمر تساعدهم مستقبلا على النمو بشكل طبيعي .
بعد عامين يبدأ الطفل بتعلم الكلمات ، والتمتع بالقدرة الحركية التي تساعده على المشي ، والتي تعد جزءا هاما من نمو الطفل ، كما أنها تساعده على الاكتشاف والبحث عن معرفة حقيقة محيطه البيئي ... في التعرف على ما هو سخن و ما هو بارد ، ما هو صلب و ما هو مرن ... و هكذا ، إلى أن يصل لسن الثالثة التي فيها يستطيع أن ينضم إلى مجموعة من الأقران ، و يبدأ أولى خطوات الاستقلالية عن الأم والأسرة والتي غالبا ما تتسم بالصعوبة في بدايتها ، والحضانة تساعد على اجتياز تلك الخطوات .
عزيزتي الأم :
للحضانة دور هام في حياة الطفل ، و لكن إذا كان بوسع الأم رعاية طفلها والاستغناء عن الحضانة ، و لديها القدرة والرغبة في رعاية طفلها ، و هذه الرعاية تشكل لها تحقيقا للذات كالعمل خارج المنزل ، فيفضل أن تفعل هذا ، خاصة في سنوات الطفل الأولى "من الميلاد إلى ثلاث سنوات" ، فرعايتك في هذه السن مهم للغاية ... لشخصية الابن ولنموه السليم .
لذلك أنصحك و أنصح كل الأمهات بالاستغناء عن الحضانة في سنوات أطفالهن الأولى ، و أن يقمن برعاية أطفالهن بأنفسهن ، و أن يؤجل الالتحاق بالحضانة إلى ما بعد الثلاث سنوات ، فدور الحضانة تعليمي تربوي اجتماعي كالمدرسة ، لذلك ممكن الاستغناء عنها إذا لم تكن الأم عاملة أو بقدرتها الاستغناء عن العمل من أجل رعاية أفضل لطفلها .
و لكن في حالة أنك أم عاملة أو ترغبين في العمل ، فعليك اختيار حضانة مناسبة وفق الشروط التي سأناقشك فيها الآن :
ـ اختاري حضانة لطفلك تتمتع بمكان جميل و مناسب للطفل ، تكون تهويته جيدة ، و يكون واسعا و نظيفا ، و أن تكون غرف الدراسة فيها متسعة مناسبة لعدد الأطفال ، و ساحة اللعب والألعاب المتوفرة فيها عنصر الأمان ، و لا بد أن تلاحظي اهتمام الحضانة بالأشجار والورود ، فالطبيعة هامة جدا لتكوين الطفل النفسي والاجتماعي ، فلكل منطقة العديد من الحضانات ، فحاولي زيارة كل منها واختاري الأفضل لطفلك .
ـ صاحب الحضانة : "شخص مهم جدا" ، لذلك اختاري الحضانة التي يتمتع صاحبها أو المسئول فيها بالخبرة في مجال التربية ، واسألي دائما عن الخدمات والأنشطة التي تقدمها الحضانة للطفل من خلال الاطلاع على تلك المعلومات تستطيعي أن تقرري ... هل هذه الحضانة تناسب طفلك أم لا .
ـ المعلمة : كل حضانة تهتم بأن تضم مجموعة من المعلمات والمربيات ذوات الكفاءة ، اختاري لطفلك حضانة تهتم بمستوى تعليم معلماتها و بنمو خبرتهن في مجال تربية الطفل ، و هذا يتضح من تعاملك مع المربيات ، و من سمعة الحضانة و خبرة العاملين فيها .
ـ مستوى النظافة : من أهم العوامل التي تساعد طفلك على النمو السليم في الحضانة ، و كما يقول المثل "الجواب يظهر من عنوانه" أي أن الحضانة لو كانت نظيفة يتضح من دخولك لها ، و عليك ملاحظة كل شيء ... مكان تحضير وجبات طفلك ، المكان الذي ينام فيه ، و هكذا فمستوى النظافة يشكل عاملا هاما في اختيار الحضانة .
ـ الرعاية الطبية : اختاري الحضانة التي تهتم بتوفير الرعاية الطبية بوجود متخصص في طب الأطفال ضمن كادرها العامل ، فالحضانة التي تهتم بذلك بالتأكيد طفلك في أمان بين أرجائها .
أختي :
الحضانة دورها مكمل لدور المدرسة ، و لكنها تختلف في أنها أكثر رعاية لطفلك من الناحية النفسية والجسدية من المدرسة التي تهتم أكثر بالناحية الاجتماعية والتعليمية لطفلك ، و هي تعلم الطفل الاستقلالية والبعد عن تبعية الأم التي اعتمد عليها في سنواته الماضية ، و تهتم الحضانة بتوفير العديد من الأنشطة التي تعتمد على اللعب ، واللعب مهم في حياة طفلك ، فهو يساعد على النمو النفسي والاجتماعي بشكل كبير ، والأطفال عادة يحبون التعلم من خلال اللعب أكثر من أي أسلوب آخر في التعلم ، و في الحضانة يلتقي طفلك بأطفال آخرين من عمره فيلهو و يلعب و يتعلم معهم ، و هذا يساعده على أن يكون شخصية اجتماعية .
و أخيرا ... فالحضانة لطفل الثالثة عبارة عن مرحلة تمهيدية للمدرسة ، بل تعتبر مهمة حتى لا يصدم الطفل بالبعد عن أسرته مرة واحدة ، فكلما تعود في سن أصغر من السادسة كان أفضل له ؛ لأن الأمر سيفيده عندما يقترب من سن دخول المدرسة ، فسيكون قد تهيأ لدخولها بدون مشاكل نفسية بسبب البعد عن الأم أو الأسرة .
المفضلات