بسم الله الرحمن الرحيم





تنتشر الجعدة بكثرة في شمال افريقيا، وخصوصاً في المغرب، ومصر وبلاد الشام، كما تتواجد في جنوب أوروبا والهند الغربية، وتنمو في المنحدرات الصخرية والمرتفعات، وتزخر بالمواد الكيماوية المفيدة لصحة الانسان.



وتقسم الجعدة الى قسمين: جُعدة وبرية وجُعدة بلوطية.

الجعدة الوبرية Teucrium Polium



وتعرف بأسماء: فوليون، وأرطالس، وجعدة بيضاء، وحشيشة الريح. واسمها الشائع هو حشيشة الريح. وهي نوعان: الأبيض وهو الأشهر والأوسع انتشاراً، والأغبر.

وتوصف هذه العشبة بأنها معمرة ليفية الساق، تنفرش فروعها على الأرض، ثم تلتف نحو الداخل مكسوة بوبر قطني أبيض، وأوراقها موبّرة بيضاء متقابلة مستطيلة ضيقة ومستديرة الطرف، لينة وناعمة، وعلى أطرافها سنينات دقيقة منفرجة ومتباعدة. وأزهارها صغيرة بيضاء وتنتظم في مجموعات كروية رأسية مرّة المذاق عطرة، وتزهر في شهري حزيران وتموز، وأوان اجتنائها يكون عند بدء ازهارها، والمستعمل منها جميع أجزائها ما عدا الجذور.

أما العناصر الفعالة فيها فهي: زيت طيار، تانين، عنصر مر، ومواد أخرى عديدة. وخصائصها العلاجية هي: مطهرة، مضادة للحميات، مقوية، مدرة للبول، طاردة للديدان والغازات، وتوصف لعلاج أمراض المعدة والزكام والحمى.

وقد وردت الجعدة الوبرية في كتب الأقدمين العرب. وجاء في كتاب "القانون" لابن سينا انها "نوع من الشيح، يفتح جميع أنواع السدد الباطنة، ويدمل رطبه الجراحات الطرية، ويابسه القروح الخبيثة، وينفع من اليرقان الأسود والاستسقاء، ويدر البول والطمث، وينفع من حب القرع جداً ومن الحميات المزمنة".

وجاء في كتاب "الجامع" لابن البيطار: "الجعدة.. طبيخها اذا شرب نفع من الاستسقاء واليرقان، وتخرج الحيات وحب القرع من البطن، وتبرىء الحميات المزمنة وتحلل الرياح من جميع الأعضاء، وتنفع من وجع الجنبين وتذكي الذهن وتنفع من النسيان واليرقان الأسود".

استعمالاتها

مستحلب: تضاف ملعقة صغيرة من مسحوق الجعدة الوبرية الى فنجان من الماء الساخن بدرجة الغليان، ويكمر الوعاء، ويصبر على النقيع عشر دقائق، ثم يصفّى ويحلى ويشرب منه فنجانان الى ثلاثة فناجين يومياً لعلاج المعدة والأمعاء والغازات والديدان المعوية، ووجع القلب وضعف الشهية، وكسل الجهاز الهضمي، والحصى والرمل البولي والحمى والزكام والديزنطاريا.



الجُعدة البلوطية Teucrium Chamaedrys



وتعرف بأسماء عدة منها: بلوط الأرض وجعدة الحيطان، واسمها الشائع حشيشة الموالح. وتنبت في منحدرات التلال والجبال المهملة ذات التربة الكلسية الرملية الجافة، وفي الحيطان العتيقة وثقوب الصخور.

وهذه النبتة عشبة معمرة، فيها مرارة وعطرية وأوراقها متقابلة بيضية. وهي خضراء لماعة من أعلى، موبرة باهتة من اسفل، وأزهارها حمراء تنتظم في سنابل قصيرة مورقة. وسميت "جعدة بلوطية" لشبه بين أوراقها وأوراق البلوط، والمستعمل منها كامل أجزائها ما عدا الجذور، وتزهر في شهري نيسان وحزيران.

أما عناصرها الفعالة فهي: تانين، زيت طيار، ومواد مرّة مقوية وأخرى مطهرة منقية. وتعتبر مضادة للحمى ومقوية ومشهية للطعام ومدرة للصفراء وللبول، ومنظمة ومقوية للجهاز الهضمي.

استعمالاتها

مستحلب: ينقع ثلاثون غراماً من العشبة (مقطعة أو مسحوقة) في ليتر الماء في حالة الغليان (أو ملعقة صغيرة في كل فنجان) ويصبر عليها عشر دقائق، ثم يصفى ويشرب، ويمكن تحليته بالعسل أو بسكر النبات، ويؤخذ منها فنجانان الى ثلاثة يومياً لعلاج: ضعف الشهية للطعام، واحتقان الكبد، والمرارة، وكسل المعدة واحتباس البول، وداء الحصى والرمل البولي، والاملاح والنقرس، والروماتيزم، والحمى، والنزلة الرئوية الحادة، وانحطاط القوى والشعور بالتعب.



محاذير:

تعتبر هذه العشبة من الأعشاب الآمنة الاستعمال، حسب ادارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بالنسبة للبالغين، باستثناء الحوامل أو المرضعات. وتعتبر آمنة لهم (البالغون) اذا استعملت بالجرعات الموصى بها بالضبط. وعلى المستخدم لهذه العشبة أن يستشير الطبيب قبل تناول الجرعات العلاجية، وإذا سببت له هذه العشبة اضطراباً بسيطاً، مثل اضطراب المعدة أو الاسهال، فعليه تقليل الجرعة أو الامتناع عن تناولها نهائياً، وعليه أن يعلم الطبيب إذا شعر بأية أعراض جانبية، أو اذا لم تتحسن الأعراض، التي من أجلها استعملت هذه العشبة بصورة واضحة خلال اسبوعين.