بسم الله الرحمن الرحيم






الشيبة أو الشويلاء أو الشيح الرومي أو الدمسيسة أو المخينزة نوع من نبات الشيح

اسمه العلمي (باللاتينية: Artemisia absinthium).

موطنه

الموطن الأصلي لنبات الدمسيسة أوروبا واليوم ينمو في آسيا الوسطى وشرقي الولايات المتحدة الأمريكية ويزرع في الأقاليم المعتدلة في جميع أنحاء العالم ويتكاثر عن طريق البذور في الربيع أو بتقسيم الجذور في فصل الخريف وتجنى الأوراق والازهار في نهاية الصيف. ينمو على جوانب الطرقات وفي البراري.

الوصف النباتي

نبات معمر يصل ارتفاعه إلى حوالي متر ساقه خضراء إلى رمادية وأوراقه مركبة ريشية مغطاة بشعيرات كثيفة دقيقة بيضاء اللون ولها رائحة مميزة. الأزهار مركبة ذات لون مصفر والنبات له رائحة عطرية. يعرف بالافسنتين والشيبة وبالفرعونية شنايت.

المحتويات الكيميائية للدمسيسة

تحتوي الدمسيسة على زيت طيار يصل نسبته إلى حوالي، 03وزيت ثابت أهم مكوناته مادة السوجون التي لها تأثير قوي في علاج حالات المغص الكلوي وتسهيل خروج الحصوات وإدرار البول. كما يحتوي الزيت الطيار على ابروتامين وبيتابوربونين وسيسكوتربين لاكتون والمعروف بالارتيميزينين وكذلك فيتامين أ. كما يحتوي على جلوكوزيد الأفسنتين.

استعماله في الطب القديم

تعد الدمسيسة من الأعشاب المصرية القديمة التي كانت وما زالت لها شهرة كبيرة في الوصفات الشعبية العلاجية. وقد استخدمت قديما في تفتيت الحصوات والتخلص من أورام الرحم على شكل لبوس موضعي. وكان هذا النبات في الماضي من المنكهات الرئيسية لشراب الفرموت الذي اشتق منه اسم الافستين الألماني، وكان يستخدم لتنقية كثير من المشروبات. ويعد هذا النبات أحد النباتات المرة بحق وله تأثير مقو على الجهاز الهضمي وبالأخص على المعدة والمرارة. يقول ابن البيطار أن عشب الافسنتين يستعمل في الهضم والإدرار وطرد الدود. ويصنع منه شراب كحولي باسمه.

استعماله في الطب الحديث

أثبتت الأبحاث التي أجريت علي الدمسيسة أن هناك مجموعة من المكونات الكيميائية الموجودة فيها تساهم في مفعولها الطبي، كثير منها شديد المرارة ويؤثر على مستقبلات المذاق المر في اللسان ما يطلق منعكسا فينبه المعدة والافرازات الهضمية الأخرى. إن الازونيات مضادة الالتهاب والسيسكوتربينات ذات مفعول مضاد للأورام، كما أنها من أفضل النباتات إبادة للحشرات أما مركب التوجون فهو منبه للدماغ وهو مأمون الاستعمال بجرع صغيرة ولكنه سام "بجرعات كبيرة". إن نبات الدمسيسة مهم جدا للذين يعانون من ضعف الهضم فهو يزيد من حمض المعدة وإفراز الصفراء، لذا يحسن الهضم وامتصاص المواد الغذائية وهذا ما يجعله مفيداً في كثير من الحالات بما في ذلك فقر الدم كما يخفف الأرياح والانتفاخات وإذا أخذت الوصفة بانتظام فإنها تقوي الهضم ببطء وتساعد الجسم في استعادة حيويته الكاملة بعد مرض طويل. كما ان الدمسيسة قد اشتهر بعلاجها للديدان.. بالإضافة إلى ذلك فان هذا النبات مبيد حشري جيد كما يستخدم هذا النبات كمضاد معتدل للاكتئاب، كما انه يستخدم مع بعض الأدوية الأخرى كمخفض للحرارة وفي حالات فقر الدم. هل هناك أنواع أخرى ذات علاقة بنبات الدمسيسة؟ - نعم يوجد عدة أنواع من اشهرها القيصوم والشيح الصيني والشيح الشاذ والشيح الشعري والشيح الشرقي والشويلا، والطرخون.

جرعة نبات الدمسيسة

ملء ملعقة من مسحوق النبات لكل كوب من الماء الساخن بدرجة الغليان ويترك خمس دقائق ثم يصفى ويشرب. وهناك استعمالات داخلية وأخرى خارجية لنبات الدمسيسة فمثلا يستعمل مغلي الدمسيسة لطرد دودة الاسكارس ولعلاج آلام المعدة والهضم وفقر الدم والاكتئاب وكمسكن للباطنة وينقي الجسم من السموم وعلى الأخص السموم الرصاصية والزئبقية التي كانت تستخدم في مرض الزهري ومضاعفاته.. كما أن شرب مغلي الدمسيسة يقوي الذاكرة ويقلل النسيان والشعور بالخجل وينشط الشعور النفساني بوجه عام فيرفع معنويات شاربه. أما الاستعمالات الخارجية فتستعمل الدمسيسة على هيئة كمادات تعالج بها آلام المعدة الشديدة والإسهال المصحوب بمغص حيث توضع كمادات مغلي الدمسيسة فوق أعلى البطن وهذا التكميد مفيد أيضا لآلام المرارة ومعالجة الإمساك العصبي وفي اضطرابات الكبد التي تسبب طفحا وحكة في الجلد. ِ
ويستعمل شاي الدمسيسة لتسكين المغص والتقلصات وتفتيت الحصوات وإنزال الرمال من الجهاز البولي ـ كما استعمله الأطباء العرب قديما في تهدئة الآلام والروماتيزم وعلاج مرض السكر والأزمات الصدرية وقد تمكنت مجموعة من صيدلة القاهرة من فصل مركب الامبراوزين والدمسين من النبات ثم تمكنت مجموعة من قسم صحة المناطق الحارة من المعهد العالي للصحة العامة بالإسكندرية من دراسة تأثير النبات وعنصره الفعال الأمبراوزين ووجدوا أنهما يقضيان على قواقع البلهارسيا وقواقع الديدان الكبدية معمليا وبالحقل ويقضيان على الميرسيديا والسركاريا بالمعمل ويظل أثر النبات فعالا بالمجاري المائية لفترة طويلة وقد أجروا تجربة زراعة الدمسيسة على شواطيء المجاري المائية فوجدوا أنها قضت على القواقع. كما وجدوا أيضا أن منقوع النبات يقضي على يرقات وعذاري بعوضة الأنوفيل (الفرعوني) وهي إحدى ناقلات الملاريا وكل هذا بدون تلوث للبيئة أو أي تأثير ضار على الأسماك.

الدمسيسة تكافح البلهارسيا

بعض البحوث العلمية ترى ان انعدام البلهارسيا شمال الخرطوم وحتى الشمالية يعود لنمو نبات(الدمسيسة) بكثرة في المنطقة الممتدة من الخرطوم وحتى الحدود المصرية شمالاً، وفي نفس الوقت يرجعون انتشار مرض البلهارسيا في الجزيرة إلى عدم وجود هذه الشجيرات هناك.. فقد ثبت ان مجرد وجود شجيرات الدمسيسة على حواف الترع ومجاري المياه يقتل القواقع التي تعيش داخلها ديدان البلهارسيا، وهذا يفسر عدم وجود هذا المرض شمال الخرطوم.. وقد جرت محاولات لزراعة شجيرات الدمسيسة بالجزيرة لمكافحة البلهارسيا بواسطتها، الا انها باءت بالفشل ولم تنمو!! ومعروف ان هذا النبات ينمو بكثرة على شاطيء النيل، خاصة الجزء الشمالي من الخرطوم وحتى مصر، واثبت فعالية في علاج بعض الأمراض مثل: آلام المعدة، خاصة قرحة المعدة، والإسهال المصحوب بالمغص، ويعمل كمسكن لآلام المرارة، واضطرا بات الكبد، والإمساك العصبي، خاصة عند النساء، والرمد خاصة عند الشيوخ.. وامراض القوباء في الرأس، وطارد للديدان، وينقي الجسم من السموم خاصة (السموم الرصاصية) الموجودة بمصانع البطاريات والمطابع، ويقوي الجهاز الهضمي ويقوي الذاكرة، ويقلل النسيان والشعور بالخجل، ويرفع الروح المعنوية.. كما ان منقوعه يساعد في تنظيف الرحم من بقايا المشيمة بعد الولادة، ويسهل الولادة أيضا، ويقوي الطلق، ويساعد على خروج الجنين الميت من الرحم!!.. ومن غرائب نبات الدمسيسة ان الإكثار من شرب منقوعه يؤدي إلى الجنون!!.. ومعروف أن الدمسيسة تحتوى على نسبة كبيرة من السميات، واستخدامها في العلاج لا يتم إلا بعد عزل المادة السامة منها!!