أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    سالمة ساعدي
    زائر

    افتراضي :: صناعة الفـكــــر::

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله و الصلاة و السلام على من بعثه الله نبياً و رسولاً ليخرج الناس من الظلمات إلى النور و بعد , فإن الله سبحانه و تعالى لما خلق الخلق جعل الإنسان من أكرمهم يقول تعالى(و لقد كرمنا بني آدم )الإسراء 70.

    و ميز الله الإنسان عن غيره من المخلوقات بالعقل الذي جعله أكرم ما في الإنسان , و يمكن لنا أن نقول: أن أكرم شيئٍ خلقه الله في الإنسان هو العقل.
    و العقل هو الهدف المشترك و الذي تتم عليه و حوله و فيه جميع الأفكار المختلفة كل يستهدفه للسيطرة عليه, فمن ملك العقل ملك الإنسان, فهو موضع الصراع و النقطة الملتهبة وساحة القتال و أرض المعركة , ونتيجة هذه المعركة إما أن يهتدي العقل إلى فكر قويم يصلح و يعمر أو أن ينتكس إلى فكر ضال يدمر و يخرب.

    ولأهمية العقل و مكاتنه العظيمة يقول الدكتور يوسف القرضاوي :و المحققون من علماء الأمة رأوا الوحي و العقل هاديين للخلق إلى الحق.

    يقول الإمام الراغب الأصفهاني:

    "لله عز و جل إلى خلقه رسولان , أحدهما : من الباطن و هو العقل , و الثاني : من الظاهر و هو الرسول , و لا سبيل لأحد إلى الانتفاع بالرسول الظاهر مالم يتقدم الانتفاع بالرسول الباطن , فالباطن يعرف صحة دعوى الظاهر , ولولاه لما كانت تلزم الحجة بقوله , ولهذا أحال الله من يشكك في وحدانيته و صحة نبوة أنبيائه على العقل ، فأمره بأن يفزع إليه في معرفة صحتها. فالعقل قائد و الدين مدد , ولو لم يكن العقل لم يكن الدين باقيا, و لو لم يكن الدين لأصبح العقل حائرا , واجتماعهما كما قال تعالى (نور على نور )النور: 35".



    أهمية الفكر في صياغة و تشكيل العقل



    ولإن الفكر هو الذي يسيطرعلى العقل و هو موطنه الأصيل , و هو غذاؤه, فإني لا أتصور إنساناً بلا فكر, و حتى و إن قال قائل: أنا بلا فكر فهو في الحقيقة قد اختار أن يكون غوغائيا بلا مبدأ.
    و لما كانت السيطرة على الفكر تستلزم السيطرة على العقل , و السيطرة على العقل تستلزم السيطرة على الإنسان , و هذا واضح من خلال الغزو الفكري من خلال ما يسمى " بالعولمة " التي تعمل على صهر العالم في بوتقة فكرية معينة، كما أنها تعتبر قمة التطور التي وصلت إليها الرأسمالية، حيث تسعى إلى استبدال المال المحلي برأس المال العالمي، وما يترتب على ذلك من انقلاب في علاقة الإنسان بواقعه وبالآخرين من جهة، وبتاريخه وميراثه الثقافي أو الحضاري أو الفكري من جهة أخرى.
    وقد أطلق "هربرت ماركوز" على هذه الحضارة الجديدة "حضارة الإنسان ذي البعد الواحد" .

    و قد أظهرت هذه السيطرة على فكر الإنسان في الوطن العربي بشكل خاص , السيطرة الفعلية على الموارد الطبيعية من خلال القوة الفكرية المسيطرة على العالم , و التي تمتلك أن تحرك الحياة كيفما شاءت.

    و العولمة تعتمد على محورين رئيسين هما: التجارة العالمية , و الإعلام الذي يحمل الثقافة و الفكر.و هذه هي أدوات التأثير للعولمة و أدوات الانتشار.

    و يمكن أن نعتبر أن العولمة فكر استعماري يغزو جميع جوانب الحياة ,و يسعى للسيطرة عليها أن لم يكن نجح في ذلك بالفعل , لذلك فإني أرى أن السيطرة على الفكر تؤدي إلى السيطرة على العقل و من ثم الإنسان و بالتالي على الحياة بكل جوانبها و إمتلاك كل موارد القوة, و هذا أمر يحتاج إلى إعداد و صناعة قوة مقاومة فكرية لهذا المظهر من مظاهر الإحتلال المعاصر و الذي يعتبر رأس الحربة فيه هو الفكر ,و الهدف هو العقل و بالتالي الإنسان , لذلك فإن الفكر لا يقابل إلا بالفكر.
    لذلك كانت هذه المحاولة لسد هذه الثغرة الخطيرة.
    ****

    هذه مقدمة لموضوع بعنوان " صناعة الفكر " سيرى النور بعد أيام قليلة أهديه إلى كل مستشرف همام , أضع فيه أهمية صناعة الفكر , شروطها و ضوابطها , ومنطلقاتها , ومرتكزاتها , و أولويات صناعة الفكر , و الهدف , و أدوات صناعة الفكر.

    ولذلك لما رأيت الخلط الواضح في بعض الأمور عند أصحاب القلوب الملذوعة في الفكر ,, أهديه لكل السائرين حتى تكون المسير على هدى و نور

    فكونوا على الموعد ,, و إلى أن يحين اللقاء ,, أسألكم الدعاء



  2. #2
    مدربون معتمدون المدربون المعتمدون
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    330
    معدل تقييم المستوى
    33

    افتراضي

    لفت انتباهي بطريقة غريبة قول الإمام الراغب الأصفهاني:

    "لله عز و جل إلى خلقه رسولان , أحدهما : من الباطن و هو العقل , و الثاني : من الظاهر و هو الرسول , و لا سبيل لأحد إلى اِلانتفاع بالرسول الظاهر مالم يتقدم الانتفاع بالرسول الباطن , فالباطن يعرف صحة دعوى الظاهر , ولولاه لما كانت تلزم الحجة بقوله , ولهذا أحال الله من يشكك في وحدانيته و صحة نبوة أنبيائه على العقل ، فأمره بأن يفزع إليه في معرفة صحتها. فالعقل قائد و الدين مدد , ولو لم يكن العقل لم يكن الدين باقيا, و لو لم يكن الدين لأصبح العقل حائرا , واجتماعهما كما قال تعالى (نور على نور )النور: 35".

    ان ماقاله الإمام الراغب الأصفهاني رائع في بلاغته، رائع في قوة تفسيره ليس لفكرة وانما لحالة واقعية أعتقد بأن معظم الناس استشعروها دون أن يتمكنوا من استيعاب عمقها وأبعادها، بالطبع أنا أعني حالة الشعور الرائع بنعمة العقل وروعة الرسالة دون التمكن من ايجاد ذلك الرابط الذي تحدث عنه الإمام الراغب الأصفهاني في هذه العبارة الفلسفية العميقة لأقصى درجات العمق، وتفسيرها بذلك التبسيط البليغ الذي جعلها سهلة الفهم على أي قارئ استشعر الحالة(حالة الشعور الرائع بنعمة العقل وروعة الرسالة).
    الأهم من ذلك أن الموضوع بالعموم ينبه الى خلل خطير وهو أننا كأمة عربية واسلامية لاتزال مع الأسف غير جاهزة لمواجهة غزو العولمة، وحتى شبه عاجزة عن ايجاد رؤية واضحة جماعية لمشروعها الحضاري الفكري القادر على مواجهة العولمة، تماماُ مثلما هي شبه عاجزة عن ايجاد مشروع نهضوي يثبت للعالم أن للعروبة والاسلام قدرة هائلة على تحقيق تقدم علمي موازي لما حققه الغرب، وكذلك تحقيق عدالة اجتماعية وانسانية لم تتمكن العولمة من ارسائها لأن العولمة أساساً تعمل وباسم الديموقراطية على الغاء الديموقراطية وجعل البشرية جمعاء تفكر وتعيش بالطريقة الغربية وبدقة أكثر بالطريقة الأمريكية، مع دأبها الشديد بكل وسائلها المضللة على اظهار كل من لايواكب العولمة بصورة المتخلف عن الحضارة والعاجز عن هضمها وتمثلها، وهذه العولمة تصل في ترويج هذا النهج و أيضاً باسم الديموقراطية الى درجة استباحة حقوق كل من لايرغب بالانضواء تحت لوائها باللجوء لكوكتيل من الحروب النفسية والفكرية والعسكرية و.......وبالتالي يمكن تلخيص رسالة العولمة بأن كل من يتخلف عن اللحاق بها ( وبغض النظر عن الأسباب) عليه أن يدفع أفدح الأثمان، في كل مناحي حياته، وفي الحقيقة فان العولمة تشبه الى حد كبير الشيوعية في أيام انتشارها حيث كانت الشيوعية تعتبر أن الدكتاتورية شيئ منبوذ وبغيض في الوقت الذي تدعو فيه الى تطبيق وارساء حكم دكتاتورية البروليتاريا أو مامعناه دكتاتورية الطبقة العاملة، واليوم تعمل العولمة بكل الوسائل على أمركة البشرية وعلى نشر مايسمونه مبادئ الحرية التي يجب أن تعني بالنسبة للبشرية جمعاء(حسب رأيهم) أن الانسان السوي والناجح والذي يستحق الحياة هو فقط وفقط وفقط من يفكر ويعيش على الطريقة الأمريكية والا فهو متخلف الفكر وارهابي السلوك وجبت محاربته بكل الوسائل(كل الوسائل سواء كانت شرعية أو غير شرعية) حتى يتوب عن كل مايعتقده ويؤمن به، ويعود الى رشده ويصبح عولمياً بكل المقاييس، وبذلك فقط يصبح انساناً أو مجتمعاً (((حراً تقدمياً))) يستحق الحياة، واِلاَ....
    والآن هل هناك من يستطيع أن يقول لنا (كأبناء أمة يفترض بأنها واحدة) أين نحن من كل ذلك، وأين سيكون أبناؤنا وأحفادنا اذا استمرت الأمور على حالها؟ هل سيكونون أبناؤنا وأحفادنا برابطة الدم أم بموروثهم الثقافي؟ وهل سيأتي علينا ذلك اليوم الذي سيفرض علينا فيه أن نتعامل معهم حسب ماتأمرنا به العولمة والا فالمقاطعة؟ وهل نعتقد جميعاً بأن الحلول موجودة أو يمكن ايجادها، وعلينا الاتفاق عليها وعلى كيفية تطبيقها؟ وهل وهل ....ولاأدري كم من الأسئلة بات من واجبنا الديني والأخلاقي والتاريخي أن نصوغها ونجيب عليها حتى نشعر بأننا على الطريق القويم الذي نرسمه نحن وليس الذي يرسمه لنا الآخرون.
    شكراً للأخت سالمة على طرح هذا الموضوع الرائع وللأخت صليحة على هذه المشاركة الغنية.



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178