مشرف
- معدل تقييم المستوى
- 35
الجاذبية الشخصية والقيادة
الجاذبية الشخصية والقيادة
أثارت العلاقة بين القيادة والجاذبية الشخصية الدكتور جون سوسيك لأعوام عديدة . فالجاذبية الشخصية , وفقا لسوسيك هي أحد نواحي القيادة التغييرية, وهي الموضوع الذي كتب سوسيك عنه رسالة الدكتوره. ويقول سوسيك "إن القيادة التغييرية تتضمن تطوير الناس فكرياً وتطوير مهاراتهم المحتملة". وقد أنهى سوسيك مؤخراً دراسة تبحث في دور الجاذبية الشخصية في القيادة . وفيما يلي نص مقابلة أجرتها معه مجلة (القياد الإيجابية) وناقشته فيها حول نتائج بحثه .
كيف قمت بتعريف الجاذبية الشخصية في دراستك ؟
سوسيك: لقد عرفنا الجاذبية الشخصية بناء على ثلاث صفات . الأولى هي الحافز الإلهامي أو القدرة على إيجاد رؤية تنشط وتحفز الناس وتجمعهم بالتالي حولك للعمل كفريق واحد . أما الصفة الثانية فهي التأثير المثالي . فعلى القائد أن يحوز مبادئ معينة وأن يكون صاحب رسالة شخصية قوية . أما الصفة الثالثة فهي نظرة الأفراد. أي هل ينظر الأفراد إلى القائد كمثال يحتذى به ؟
ماذا تمخض عن الدراسة ؟
لقد قمنا باستطلاع 64 مديراً قاموا بتقييم أنفسهم في مجالي الجاذبية الشخصية والذكاء العاطفي , ومن ثم جعلنا مرؤوسيهم المباشرين يقومون بتقييمهم في نفس المجالات.ولقد وجدنا أن المبادئ القوية والهدف الاجتماعي النبيل في الحياة بدلاًُ من الأهداف الشخصية هي خصائص حيوية لقيادة ذات جاذبية . وخلاصة الأمر هو أن يكون هناك هدف في الحياة , وأن تمتلك معتقدات وقناعات قوية , وهذه نقطة مركزية . لقد تميز الرئيس الأمريكي السابق "رونالد ريغان" في ذلك لأنه امتلك القدرة على التركيز على هدف مركزي واحد يلتف حوله الناس .
ما الدور الذي تلعبه الجاذبية الشخصية في عالم التجارة ؟
إن العمل يحتاج لوجود قادة ذوي جاذبية في المواقع الريادية . ففي السبعينات من هذا القرن الميلادي كان لدى "ستيف جوبز" الدافع لتطوير "حاسب آلي لبقية الناس" , وكان حلمه وحماسه هما اللذان ساعدا شركة كومبيوترات أبل – هذه الشركة الاستثمارية الصغيرة – على أن تصبح منافساً للشركة العملاقة أي.بي .ام. أما في الثمانينات فقد أصبحت أبل أكثر بيروقراطية وهيكلية وبالتالي احتاجت لأنواع أخرى من القادة. ولكن عندما واجهت أبل المشاكل قبل سنتين أو ثلاثة , من الذي عاد إلى السلطة ؟ إنه ستيف جوبز . وهذا شبيه بما قام به لي آياكوكا في شركة كرايزلر. إن لمثل هؤلاء القادة فعالية في الأزمات.
هل يمكن أن تكون قائداً فعالاً دون أن تمتلك الكثير من الجاذبية الشخصية ؟
سوسيك : بالتأكيد . فقد تكون ما يطلق عليه قائداً تعاملياً. فهذا النوع من القادة يستخدم أسلوب وضع الأهداف والمكافآت . وهؤلاء القادة لا يطرون البشر , فهم يقومون بمعظم العمل . وهم مديرون أكثر منهم قادة . ويطلق ستيفن كوفي على ذلك نظرية "العصا والجزرة في الإدارة" . وبإمكانك أن تنجز الأمور بهذه الطريقة . لقد كان "بوب دول" المرشح للرئاسة الأمريكية السابق – قائداً تعاملياً فعالاً . أما المدير التنفيذي السابق لمؤسسة يونسيس "جيم أنوره", فقد ركز على النتائج المالية والمحافظة على نظام تقليدي ولم يصنع أو يدخل الكثير من التغيير . وقد كان شديد الفعالية كقائد تعاملي.
هل بمقدور القادة تحسين جاذبيتهم الشخصية ؟
سوسيك : هناك مهارات معينة يمكن أن يتدرب عليها الشخص . فهناك التمثيل , وبكلمات أخرى فإن بمقدورك أن تتعلم ما هي القيم المهمة في الشركة ومن ثم تقوم بتمثيل هذه القيم . إن الأسلوب عنصر مهم جداً وهو يبرز القائد واثقاً من نفسه فليس هناك أي مجال لأن يرغب الأتباع بالقيام بأعمال إضافية من أجله .
لكن هل هناك بعض النواحي في الجاذبية الشخصية لا يمكن تعلمها ؟
سوسيك :قد يحاول بعض الناس بأنك يجب أن تكون مولوداً بهذه الصفات. والكثير من الأمور التي تحدثت عنها هي صفات شخصية . وتنزع هذه الصفات إلى الثبات عبر الزمن . إحدى هذه الخصائص المهمة على سبيل المثال هي الإدراك الذاتي . والإدراك الذاتي يمكن قياسه من خلال صفتين شخصيتين . واحدة يطلق عليها الوعي الذاتي الخاص . وبكلام آخر هل يدرك الشخص ما هي معتقداته ومبادئه . وهل يفكر بها فعلياً ويحاول أن يكون متوافقاً معها؟ أما الناحية الأخرى فهي الوعي الذاتي العام . أي هل أنت مدرك للطريقة التي تقدم بها نفسك للآخرين ؟ فمندوبي المبيعات على سبيل المثال أو أوليك الذين تراهم على الأخبار التلفزيونية شديدو الإدراك للطريقة التي يقدمون بها أنفسهم . فهم يبرزون صورة عامة ويريدون أن يظهروا بشكل معين. وهذا مهم جداً للقادة الجذابين , وذلك لأن عليهم إتباع القول بالفعل والعمل على تجسيد هذه القيم , ويفترض بالعاملين في المنطقة أن يتطلعوا إليهم كمثال يحتذى به .
لقد تكلمت عن الجاذبية الشخصية كأحد نواحي القيادة التغييرية .ما هي النواحي الأخرى ؟
سوسيك : تتضمن القيادة التغييرية تطوير الناس فكرياً وتطوير مهاراتهم المحتملة . وهناك إضافة للجاذبية الشخصية ناحيتان أولهما التحفيز الفكري . أي أن تساعد أتباعك على الإبداع وأن ينظروا للأمور من زوايا مختلفة وأن يعيدوا النظر في افتراضاتهم .وبهذا الأسلوب يصبحون أكثر تجديداً . أما الناحية الأخرى فهي السلوك الاعتباري الفردي . فالقائد المجدد يقضي وقتا في تعليم وتدريب الأتباع والاستماع لهم وتقدير الاختلاف بين الناس . إذ عليك أن تنتبه للأمور التي تحمسهم للعمل وأن تحاول إرضاءهم كأفراد .
( المصدر : نشرة النخبة الإدارية العدد رقم : 3)
Accept the pain and get ready for success
المفضلات