ما هى صورتك الذهنية ؟
" محمد علي كلاي"

في عام 2000، أطلق لقب" ، فضل رياضي في التاريخ" على " محمد علي كلاي" ، ويمر بخاطري الكثير جداً من الرياضيين الذين لهم الحق في الحصول على هذا اللقب منذ ذلك الحين، لذا دعونا نفترض أنه لا يزال محتفظاً بهذا الشرف.

ما الذي جعله على هذه الدرجة من التميز؟

يتمتع" محمد علي" بالكثير من الخصائص التي جعلت منه شخصاً عظيماً (أو الأعظم) ولكن تفوقت على كل هذه الخصائص قدرته على تخيل الناتج بالضبط كيفما أراده أن يكون.فقد قال ذات مرة بعد مؤتمر صحفي إنه سيعود إلى غرفته بالفندق ويتخيل الإعداد للمباراة القادمة بالضبط كيفما يريدها أن يكون، كان بإمكانه أن يرى نفسه يتدرب بجد وإصرار في صالة التدريب ويلكم كيس الملاكمة الكبير ويزيد من قوة تحمله وصلابته، وكان بمقدوره أن يتخيل شعوره أثناء عودته من تدريب العَدْو الذي يؤديه في الصباح بينما خصمه قد نهض لتوه من فراشه.

ثم يتخيل يوم المباراة وسيارته تتوقف أمام مكان المباراة ويسمع المشجعين وهم يهتفون باسمه: " علي، علي، علي" ويرى نفسه في حجرة تغيير الملابس ثم يتخيل الروائح التي سيشمها والمذاقات التي سيستشعرها في فمه والضوضاء تداعب أذنيه، ويتخيل شعوره والضمادات تلف حول يديه والقفازات تربط حول يديه، ثم يرى نفسه يسير إلى الحلبة ويسمع الجماهير وهي تهتف له، وما إن يعتلي الحلبة، حتى يرى خصمه أمامه وقد بدا أصغر حجماً وأضعف منه.ثم يتخيل كيف دارت المباراة، ويتخيل كل جولة من المباراة حتى تأتي اللحظة التي يؤمن بأنه سيحرز فيها النصر ليرى خصمه يسقط أمامه، وبعدها يسمع الحكم وهو يعد ويعرف أنه قد فاز بالفعل- يثبت هذه الصورة ويحيطها بهالة بيضاء رائعة.


تاريخ المستقبل

هذه هي الصورة التي يكونها وهو يتدرب، هذه هي الصورة التي كان سيراها كل صباح عندما يستيقظ من سباته وكل مساء عندما يأوي إلى فراشه، وقد أطلق على ذلك تكوين" تاريخ المستقبل" ، وهو مستقبل كان واثقاً تماماً مما سيحدث فيه، إنه مستقبل يبدو كما لو أن المؤرخين قد سجلوه بالتفصيل في كتبهم.

هل تتخيل أهدافك على هذا النحو؟

يسهل التخيل على بعض الناس. فأنت تقوم بإغماض عينيك فحسب ويمكنك أن ترى ما يراه" عقلك بعينيه" . وإن كنت محظوظاً لتتمكن من أن تقوم بذلك، فسيكون هذا الكلام يسيراً عليك، أما إن أغمضت عينيك ولم تر سوى الظلام الدامس، فلا تقلق؛ فلديَّ بعض الأفكار التي ستساعدك.أعتقد أنك الآن تعرف ما تريد: فأنت تتمتع برؤى قصيرة المدى ومتوسطة المدى وطويلة المدى وبوصف لأهدافك وبخطة عمل، وستكون المرحلة الأخيرة هي أن تكون قادراً على تخيل الأمر وكأنه قد تم بالفعل.


خرائط تاريخ المستقبل

هل تستطيع استخدام مقص وصمغ وأقلام جاف ملونة؟ إن كنت تستطيع، فأنت مؤهل تماماً لإعداد خريطتك الخاصة لتاريخ مستقبلك، وإليك ما ستفعله: أوجد أكبر عدد ممكن من الصور الذهنية لتمثل بها أهدافك وقصها بشكل لطيف. يمكنك استخدام المجلات أو الصور الفوتوغرافية أو المطبوعات من الكمبيوتر أو حتى الرسومات لهذا الغرض.أحضر بطاقة حجمa3 ، ثم أدرها لتتخذ وضعاً أفقياً وارسم عليها صورة مركبة للصور التي جمعتها. وقد تود أن تصنع واحدة لرؤيتك قصيرة المدى وأخرى لرؤيتك متوسطة المدى وثالثة لرؤيتك طويلة المدى.

ثم، باستخدام قلم فاتح اللون، اكتب السطر الأول من هدفك، وفي النهاية اكتب التاريخ الذي ستحقق فيه هذا الهدف، وتذكر أن تكتب التاريخ، وليس " ثلاثة شهور" أو " عام واحد" .والآن اصنع عدة نسخ من خرائطك لتاريخ المستقبل بأحجام مختلفة وضعها في أماكن يمكنك رؤيتها فيها كل يوم. الصق الصغيرة منها على مرآتك، وضع إحداها على باب خزانة ملابسك، أعد ورقة بأهدافك في حجم a4 لتقرأها كل ليلة.

التخيل بالمساء

عندما تنظر إلى الهدف المكتوب أمامك وتقرأ وصفك له، أغمض عينيك لترى نفسك وأنت تحققه. اجعل الأمر حقيقيًا قدر ما تستطيع وأضف التفاصيل من عندك وأسهب في استخدام الألوان وأضف مذاقًا تستشعره في فيك ورائحة يشمها أنفك ومشاعر تحسها، وبعدما تشعر بأن هذا الصورة المتخيلة قد أصبحت جزءًا منك انتقل إلى الصورة التالية.
ومن خلال قيامك بذلك بانتظام )يوميًا( ستركز تفكيرك تمامًا على تحقيق أهدافك ورغم أن هذا التخيل لا يقوم بالعمل بالنيابة عنك فإنه يدفعك للقيام به، فهذا التخيل يحافظ على تركيزك ويعمل على مستوى العقل الباطن ويساعدك على أن تواصل مسيرتك نحو هدفك دون أن تحيد عنه.

نصيحة رائعة

انتبه للأشخاص الذين ستعرض عليهم خرائط تاريخ مستقبلك. فإن لم تكن لهم رؤيتك نفسها، بالسرعة نفسها التي ترى بها هدفك يقترب منك، فقد يعملون على دفع هدفك بعيدًا عنك.

" أتخيل أشياء تحدث لي، وهذا الأمر يجعلني أشعر بتحسن فحسب، ويكون للتخيل نتيجة إن عملت بجد لتحقيقه، وهنا يكمن مفتاح تحقيق الهدف؛ فليس من المعقول أن تتخيل، ثم تذهب لتتناول شطيرة" ." جيم كاري" في حديث مع " أوبرا وينفري"