أصنع عالمك
العقل مناط السببية
جاء اكتشافي الثالث حيث تعلمت أن السببية (أي علاقات السبب والنتيجة ) إنما تنبع من العقل. فكل ما تبعده في عالمك المادي يبدأ بفكرة من نوع أو آخر. أذا أردت تغيير أمر ما بالخارج، يتعين عليك أن تبدأ بتغييره أولاً بالداخل. عليك أن تغير تفكيرك إذا أردت أن تغير حياتك. هذا هو أهم اكتشاف على الإطلاق.
إنك تصنع عالمك مع تيار متواصل من الأفكار، والمشاعر، والصور التي تمر عبر عقلك. وأنت تحدد مستقبلك وتسيطر على مساره العام من خلال ما يشغل عقلك من أفكار في اللحظة الراهنة. لا شيء مما يحيط بك ينطوي على معنى عدا المعنى الذي تمنحه أنت له بأفكار وعواطفك. فكما كتب "شكسبير" في مسرحيته الشهيرة "هاملت" : "ما من خير هناك ولا شر، لكنها أفكارنا هي ما تجعلها كذلك".


قانون الاعتقاد
تذكر دائماً، أنه أيا كان ما تعتقده فسيتحول إلى حقيقة عندما تمنحه مشاعرك. وكلما اشتدت قوة اعتقادك، وارتفعت العاطفة التي تضيفها إليه، تعاظم بذلك تأثير اعتقادك على سلوكك وعلى كل شيء يحدث لك.
إذا ما آمنت إيماناً مطلقا أن قدرك هو النجاح الكبير، وتشبثت بهذا الإيمان مهما حدث، فعندئذ ما من شيء في العالم يمكن له أن يحول دون وبلوغ هذا النجاح الكبير.
وإذا ما آمنت إيماناً مطلقاُ أنك شخص جيد ذو قدرات هائلة، وانك سوف تنجز أموراُ ذات شأن في حياتك، فلسوف يعرب هذا الاعتقاد عن نفسه عبر كل ما تقوم به من أفعال، وسيصبح حقيقك في نهاية الأمر. إن أضخم مسئولية ملقاة على عاتقك هي أن تغير اعتقاداتك داخلياً، بحيث تتوافق مع الحقائق التي تود أن تنعم بها خارجياً.

وأن أحد أفضل الطرق لكي تحدد ما هي معتقدات الحقة أن تتذكر كيف تتصرف حين تكون غاضباً، مستاًء، أو تتعرض لضغوط من أي نوع. فعندئذ تبزغ معتقداتك وتطل. وكما كنت "تيرانس" : إن الظروف لا تصنع الرجل؛ بل هي فقط تكشفه لنفسه". ( وللآخرين !)
عن طريق استخدام قانون الانعكاس، تستطيع أن تنمي بداخلك من القيم، والاعتقادات، والسمات ما تحظى بإعجابك أكثر من غيرها عن طريق التصرف كما لو كنت تتحلى بها فعلياً، وذلك كلما استدعت ظروف حياتك ذلك. فلكي تكتسب الشجاعة، أرغم نفسك على التصرف بشجاعة، حتى لو شعرت بالرغبة في التعتيم على الحقيقة أو مواربة بعض الأمور. وسرعات ما ستعكس معتقداتك أفعالك، وتعكس أفعالك معتقداتك.


قانون التوقعات
يقول قانون التوقعات إنه أياً كان ما تتوقعه بثقة في نفسك يصير نبوءتك التي تحقق ذاتها بذاتها. فإنك تقرر مصير مستقبلك على الدوام عندما تتحدث بشأن الشاكلة التي سينتهي إليها الأمر فيما يخص ناحية بعينها. إن توقعاتك إذن تحدد اتجاهك النفسي، والذي يحدد بدورة كيف يسلك الناس نحوك بشكل يعكس ما تفكر به داخلياً.
إذا كنت تتوقع أن تكون ناجحًا، فلسوف تكون ناجحاً في النهاية. وإذا توقعت أن تكون سعيداُ ومحبوباُ من الجميع، ستكون كذلك. وإذا توقعت أن تكون بصحة حسنة، وتتمتع رخاء الحال، وأن تكون محط الإعجاب والاحترام ممن هم حولك، فإن هذا هو ما سف يحدث.

وإن بوسعك تحديد الحقيقة عن طريق الإنصات للكلمات التي تستخدمها في وصف أحد الأحداث الوشيكة. احرص دائماً على التفكير والتحدث على نحو إيجابي فيما يخص المستقبل. ابدأ كل يوم بقولك: "أعتقد أن أمراُ ما رائعة سيحدث لي اليوم". وبعدها، وعلى مدار اليوم، توقع الأفضل لك. كن منفتحاً ومتيقظاً لاحتمال أن كل شيء سيحدث، إيجابياُ كان أم سلبياُ، فإنه يحتوي بداخله على أمر طيب. وسوف تندهش من أثر هذه الطريقة في الحياة على اتجاهك النفسي، وعلى الطريقة التي يتعامل بها معك من حولك من الناس.