كيف تستجيب للتغير؟
يحدد التوجه الذي تتبناه تجاه التغير ما إذا كنت تسمح للظروف والأحداث بالتحكم في حياتك أم أن زمام الأمور في يدك أنت.
هناك أربع سبل للاستجابة للتغير:

1. تبني توجه محايد
عندما أُعلن عن أول عملية تقليص للعمالة بشركة " آي بي إم" ibm، ظن بعض زملائي بالعمل أنه لا مساس بحياتهم، ولقد استبعدوا جدّياً أي أثر لهذه التغيرات عليهم، وقرروا تجاهل التغير الهائل الذي طرأ على فلسفة الشركة الأساسية، ولكنهم لم يستطيعوا أن يتعاملوا بحياد مع هذا الموقف طويلاً. عاجلاً أو آجلاً، تبدلت وظائفهم وحياتهم نتيجة لهذا التغير.


2. تبني توجه سلبي
لقد كانت الاستجابة الغالبة بين زملائي في العمل سلبية – وهي الاستجابة التلقائية العادية للتغير، وهي منطقية جدّاً. وتراوحت ردود الأفعال السلبية ما بين سخرية وغضب شديد من جانب هؤلاء الذين شعروا بالتهديد وأنه تم الغدر بهم أكثر من غيرهم، وكثير منهم لم يكف عن الشكوى.


3. تبني توجه عقيم
قيل لبعض العاملين في أحد الأقسام إنه سيتم الاستغناء عن ۳۰٪ منهم في غضون ستة أشهر، فصار التوجه الشائع بينهم يميل إلى الهدم والتخريب. لقد قرروا أنه طالما أن الشركة ستقوم بتسريحهم ضارية بثقتهم بها عرض الحائط، فإنهم لن يقوموا بالأعمال المنوطة بهم، وبذلك فقد قللوا من شأن التغير، ومن فرص حصولهم على شهادات توصية للعمل في أماكن اخرى خارج شركة " آي بي إم" ibm.


4. تبني توجه إيجابي
من الواضح أن هذه هي الاستجابة التي أعتقد أنها ستفيدك أكثر من غيرها، وقد لا تمثل هذه الاستجابة ردة فعلك الأولى. ولكن، بعد أن يتاح لك مجال للوقت من أجل التفكير، من الممكن عامة إيجاد وسيلة إيجابية للاستجابة للتغير. إن العاملين بشركة " آي بي إم" ibm ممن كانوا يتمتعون بثقة في مهاراتهم بدا أنهم يتبنون التوجه الأكثر إيجابية. لقد كان لديهم إيمان بقيمتهم في سوق العمل، وتطلع بعضهم إلى تحدي العثور على وظيفة جديدة، وربما كانت وظيفة توفر لهم المزيد من الأمان أو مكاناً أفضل لتربية الأولاد. لقد مارسوا قوة الاختيار لديهم، واستجابوا بشكل تأكيدي، ولا شك في أن القلق كان ينتابهم بشأن بعض الأمور، ولكنهم قبلوا تحدي التغير، وشرعوا في مواجهته