كيف تحقق النجاح الأسري ؟
النجاح في المنزل
لعل واحد من مآسي العالم الحديث- خاصة في المملكة المتحدة- هي تحطيم وحدة الأسرة، وإذا نظرت خلفك إلى القرن العشرين- سواء لترى الأيام الخوالي الرائعة أو الأيام التعيسة- فسترى في الحالتين قوة رهيبة وخيراً عظيماً مصدره وحدة الأسرة التقليدية.
وأغلب القرى والشوارع والمدن كانت تسكنها عائلات ظلت هناك لأعوام طويلة، وتجد أيضاً منازل الجد والخالات والعمات والإخوة والأخوات والأقارب. وبفعل حكمة الكبار كانت العديد من المشاكل يتم حلها، وكان يتم توجيه الأطفال وتهذيبهم، وحتى مع وجود عجز في الأموال.

فوائد العائلة
إذا كنت محظوظاً بما فيه الكفاية ولديك عائلة، هل تجدهم ينفعلون ويسعدون بسماع خطواتك قبل الدخول إلى المنزل؟ يا له من هدف نحتاج إلى تحقيقه جميعاً! وأنا أعتبر الحصول على عائلة قوية هو السبب الرئيسي لوجودنا في هذه الحياة.
إنني مؤمن بوجوب هدف ما في حياة كل شخص؛ وهناك أشخاص يؤمنون بأن أهدافهم مادية بشكل بحت، أما بالنسبة لآخرين قد يكون هذا الهدف هو الحصول على التقدير، أو الترقية أو حتى التشجيع على ما يفعل. على أية حال، في سبيلهم لتحقيق هذه الأهداف وبتركيز عقولهم عليها وحدها، يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يخلقوا وراءهم دماراً كبيراً، وربما يتزوجون في طريقهم وينجبوا الأطفال، لكن سيأتي يوم ينظرون فجأة وراءهم ليروا الأعوام التي مرت وليلاحظوا ما فاتهم بالفعل.
وربما يحصل أحد هؤلاء على منصب كبير أو ملايين من الجنيهات، أو يصبح نجماً كبيراً، لكنهم في النهاية سيبقون وحدهم بمفردهم وهم يشعرون بالتعاسة ويقولون: "أوه، لو..." – إذا اعتنى كل أب وأم بأبنائهم وبناتهم حقاً، فستحل الكثير من مشاكل العالم.

الأقارب
الآن، قد لا يكون هناك عائلات لبعض قرائي؛ لكن هذا لا يعني أنهم لن يكونوا قادرين على تحقيق السعادة والنجاح. كل ما أقصده هو: إذا كانت لديك عائلة، حتى ولو عبارة عن أقارب بعيدين ؛ حافظ عليهم و ابق على تواصل معهم و طوال سنوات عمرنا يحظى اغلبنا بأصدقاء و معارف كثيرين ؛ لكننا نعلم أن أصدقاءنا الحقيقيين قد لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة ؛ و لهذا السبب اشدد على الحفاظ على عائلاتنا.

الزواج
في الماضي، كان الناس يتزوجون في سن مبكرة للغاية، أما مؤخراً فقد أصبح الأفراد يتزوجون في سن متأخرة للغاية لبدأوا زيجاتهم بتوقعات وآمال كبيرة للغاية. وكل شخص يتوقع من شريكه أن يجعله غاية في السادة لأنه كان يتطلع إلى العيش معه من قبل الزواج؛ ومع ذلك تجد أن إحصاءات الطلاق وصلت إلى معدلات مرعبة.
إن الزيجات الناجحة لا تعتمد على ما يتوقعه أحد الطرفين من الطرف الآخر، كما لا تعتمد على ما يمكنه أخذه من العلاقة- فالعلاقات تبني وتعتمد على ما تضعه فيها وليس على ما نأخذه منها. ومن أجل بناء علاقة ناجحة في الزواج عليك أن تبذل مجهوداً كبيراً، وستجد أن العائد يستحق ما بذلته فعلاً.