في الاستراتيجيات خطط بما يخدم مصالحك أما في المبادئ فكن أخلاقياً والتزم بها.

س: ألم يكن كل هذا في الستينات والسبعينات؟
ج: لا شك أننا تكلمنا عن مفاهيممختلفة مثل التعلُم النشط وبيئات التعلُم المرنة آخذين بعين الاعتبار حاجات الأفراد لسنوات عديدة، لكَن التعلُم السريع توسَعت آفاقه إلى ما هو أبعد من ذلك. أولاً: أصبح التعلم السريع مبنياً على دراسات ونظريات علمية في التعلُم، بما فيه فهم كيفية عمل الدماغ (مثلاً: تحدي كبير وتهديد صغير)، بالإضافة إلى ذلك معرفة ما يحفِز الطلاب. ثانياً: يطبِق أفكاراً متباينة في سلسلةٍ من النشاطات الفعّالة (مراحل حلقة التعلُم) والتي تضيف التماسك والسرعة والجدية إلى تحضير الدرس. يمكننا أن نقوم بالنشاطات وفق الترتيب الصحيح باستخدام الحلقة كإطارٍ أو أداة للتخطيط.
س: ألا ترى أننا نقيّد المعلم باستخدام طرق محددة في التعليم؟
ج: في الواقع، يأمل المرء بأن يقوم جميع المدرِسين بتخطيط وتنظيم دروسهم. كما يأمل المرء بأن يستند هذا التخطيط والتنظيم على شيءٍ ملموسٍ وحقيقي، كما يحدث في التعلُم الفعّال! في هذه الحالة، يزودك إطار العمل بهيكل تنظيمي داعم ومفيد إلى حد بعيد. ولكن في حقيقة الأمر ليست هذه إلا البداية فقط. يملك المدرِسون الحرية المطلقة في اختيار أي من مهاراتهم في استراتيجيات التعليم لجعل التعلًم الفعّال يحدث، ولا أحد يجبر المدِرس على استعمال تقنيات كالخريطة الذهنية أو تبادل الأدوار أو التعلُم التعاوني وغيرها. لأن هذه القرارات تركت لحكمه وخبرته المهنية. إن السؤال "ما أفضل تقنية في التعليم؟" يشبه تماماً سؤالك: "أيها أفضل – المطرقة أم مفك البراغي أم السكينة أم الكمَاشة. يعتمد اختيار الأدوات في التعليم كما في النجارة على العمل المطلوب إنجازه والمواد التي يتم التعامل معها، ويبدو أنه كلما ازداد عدد الأدوات في صندوقك كلما كنت قادراً على فهم كيفية استخدامها وتقدير فوائدها وبالتالي تصبح أكثر قدرة على إتمام العمل على أكمل وجه ولطالما مرت بك أيام يتطلب فيها بعض الصفوف، وحتى بعض الأفراد تغييراً مخصصاً لهم.
س: هل يعني ذلك أن التعليم التقليدي خاطئ؟
ج: إطلاقاً قد تكون المحاضرات والدروس باستخدام الكتب طرق رائعة وفعّالة لإيصال المعلومات الجديدة وإثارة الخيال وشحذ التفكير النقدي، لكن فعَالية المحاضرات تكون أقل مع المتعلِمين البصريين بالمقارنة مع السمعيين، لذلك أتمنى من أي شخصٍ يلقى محاضرة أن يطبِق مبدأ النظر والسمع والتطبيق، وأن يستخدم الكثير من المؤثرات البصرية وربما يتيح الفرصة للحركة وإعادة ترتيب وتنظيم أوراق الملاحظات اللاصقة، وهكذا دواليك. يُضاف إلى ذلك أن المحاضرات لن تساعد الطلاب على التعبير عن فهمهم - وتلك مرحلة مهمة من حلقة التعلُم. كما يحتاج الطلاب لبعض الوقت للتفكير ملياً ليس فقط بما تعلَموه، بل بالطريقة التي تعلَموا بها ما تعلموه!
س: لكن بالتأكيد هناك طريقة فضلى في التعليم، أليس كذلك؟
ج: نعلم منذ أمدٍ بعيد أن التنوُع هو بهار التعلُم، ولكننا اليوم نملك نظرية تبين لنا كيف ولماذا يعجب متعلِمون مختلفون بنشاطاتٍ مختلفة وكيف يمكن استخدامها لأغراض مختلفة. فالفكرة الأساسية ليست: التنوُع بهدف التنوُع بل استخدام أنشطة معينة موجَهة نحو الهدف. إن ما يميّز حلقة التعلُم أنها تجعلنا نركِز على كيفية تعلَم الأشخاص وتسافر بنا إلى ما وراء طرق التعليم التي تشمل خيارات: إما/ أو، كالطريقة المستندة إلى الفرد مقابل المجموعة، أو المستندة إلى المحاضرات مقابل الاستفسارات. ليس هناك ما يسمى بالتعليم الشامل الأفضل. نحتاج أن نختار من استراتيجيات التعليم المتنوعة شرط وجود هدف معين في البال، مثلاً: نحن نعلم أن البشر بطبيعتهم كائنات اجتماعية، وأن التعلُم الفطري لا يحدث لوحده بل عبر العمل مع شخصٍ آخر (مثل التلمذة أو التدرُب على يد شخصٍ آخر)، أو التعلم من مجموعة أكبر، كحال الأطفال مع العائلة, لذلك فإنه من المهم أن نجعل من هذا المفهوم لبنة أساسية في بناء إستراتيجيات التعليم. بل إن هذه في الواقع هي أفضل طريقة يتعلًم بها المتعلِم من الآخرين. يمكننا أن نختار استراتيجيات متنوعة تجذب مختلف أنواع المتعلِمين في الدرس نفسه، مثلاً من خلال مجموعةٍ من النشاطات في مرحلة التفعيل من حلقة التعلُم، أو ربما نقوم بنوعٍ معين من النشاطات يجذب المتعلِم البصري مثلاً، ولكننا في المرة القادمة نقوم بنشاطٍ حركيٍ مع المجموعة، وهكذا. إن الفكرة الأساسية هنا أنَ التعليم عملية مخططة وتسلسلية، تقوم على اختيار النشاطات بشكل واعٍ مع وجود هدف محدد مسبقاً بناء على معرفة أنماط التعلُم المختلفة في غرفة الصف.
س: كم تستغرق حلقة التعلُم؟
ج: مثالياً تستغرق في الدرس الواحد خمساً وخمسين أو ستين دقيقة كحدٍ أدنى، على أن تمر بكل مراحل الحلقة، ولكن يفضِل بعض المدرِسين تقسيم الحلقة إلى درسين وقد تستغرق الحلقة في بعض الحالات وقتاً أكبر، عليك عندها أن تُذكِر الطلاب بالمراحل التي مروا بها وبالمراحل القادمة.
س: لدينا مشكلة معيَنة في المدرسة تتعلق بانجازات الصبيان، فهل في هذه الطريقة من معين؟
ج: فيما يلي بعض الممارسات المتعلِقة بالصبيان:

  • جهِز دروساً مخططة بوضوح وعناية وتتعلق بما يتعلَم الطالب وبأهدافٍ واضحة.


  • قدر مدى التحيز لجنس الفرد في المراجع وموضوعات الدراسة.


  • عزز الثقة بالنفس عبر مكافآتهم وعرض أعمالهم.


  • اسمح للطلاب بالحركة الهادفة. وضّح لهم كيف تساعد الحركة في التعلُم.


  • امنح الفرصة للتعلُم "بالتجربة" بدلاً من مجرد التلقين – أي التعلم عن طريق البحث.


  • وسِع مدارك الصبيان للحيِز المكاني: ساعدهم على النجاح في الخطط والمخططات، علِّمهم استخدام الخرائط الذهنية.


  • أضف مجموعة من العناصر والأشياء ليلمسها الطلاب.


  • حوّل الروايات والأحداث والمفاهيم إلى واقعاً حياً بالتمثيل.


  • افسح المجال للمنافسة.


  • استخدم تكنولوجيا الاتصالات كجزء من التعلُم والتعليم.


  • ضع التعلُم في السياق التالي: لماذا نتعلُم هذا؟ قم بتوضيح الصورة الكبيرة.


  • قم بتجزئة التعلُم.


  • طوّر أنظمة تعليم الأفراد لبعضهم البعض بما في ذلك الكتابة المشتركة.


  • استخدم القراءة المشتركة: ضع الطالب الكفء مع ذي الثقة الضعيفة بنفسه.


  • راقب كلامك (كمدرِس). هناك دليلٍ يبين أنه على الرغم من أنَ المدرِسين يعتقدون أنَهم يعاملون الصبيان والبنات المعاملة نفسها، إلَا أنهم نادراً ما يفعلون.


  • اذكر للطلاب أمثلة يمكن أن تكون مثلاً أعلى يحتذى به. يقول ستيفن بيدولف (عالم نفسي سلوكي استرالي متخصص في تنشئة الصبيان): "إن الأطفال قذائف تبحث عن هدفٍ تتوجه إليه!" (راجع، مثلاً، ستيفن بيدولف 1998).


  • علق على الطلاب آمالاً كبيرة، أضف روح التحدي لتحسين وتعزيز الأداء وحدد أهدافاً متسلسلة وقابلة للتحقيق.


  • تحدَث إلى الصبيان أنفسهم لمعرفة توقعاتهم وطموحاتهم ومخاوفهم واهتماماتهم، شجِعهم وادعمهم في كل خطوة.

لاحظ مدى العلاقة الوطيدة بين هذه الممارسات وتقنيات التعلُم السريع!
س: كيف سأجد الوقت لتحضير هذه الدروس؟
ج: أنت تحضِر الدروس في جميع الأحوال أليس كذلك؟ وتتمنى مثل كل المدرِسين أن يستمتع الطلاب بدروسهم وأن يشاركوا ويحققوا تقدماً فيها. تقدم حلقة التعلُم السريع إطار عمل لتحقيق هذه النتائج بنجاح. يستغرق تخطيط الدروس وقتاً طويلاً في البداية، لكن استخدام إطار العمل والنصائح في هذا الكتاب يجعله مع الوقت شيئاً طبيعياً، تماماً مثل تعلُم القيادة : يأخذ في البداية وقتاَ وجهداً، لكنه مع الوقت يصبح أوتوماتيكياً.
قد ترغب أيضاً بتوفير الوقت المبذول في التصحيح لتنفقه في التحضير. كن متروياً في البداية وجرب درساً واحداً في الأسبوع وأنجز واحداً في اليوم. يمكنك أن تقوم بالعملية بالإيقاع الزمني المناسب لك لتستمتع برؤية إبداعك تدب فيه روح الحياة!
س: هل يصلح هذا لجميع الطلاب، حتى المنعزلين منهم؟
ج: من المغري دوماً إعطاء الطلاب غير المهتمين عملاً يشغلهم- مثل النسخ ووضع الملاحظات، أو رسم المخططات. إن هذا ليس له أي علاقة بالتعلُم لكنه مرتبط كلياً بالتحكُم، وعلى المدى الطويل سيؤدي إلى انعزال هؤلاء الطلاب أكثر لعدم ارتباطهم بالعمل. يحفِز التعلُم السريع الجيد الطلاب ويجعل انعزالهم مسألة منسية.
يتجِه التعلُم المركَز بعناية إلى تلبية احتياجات الطلاب ذوي القدرات المختلفة، بمن فيهم
(الموهوبون, النوابغ, وذوو الاحتياجات التعليمية الخاصة). إنَ التعلُم السريع هو للجميع بمن فيهم الطلاب المنعزلين لأنه يولي عناية خاصة بالأفراد عن قرب (أفكارهم المسبقة، أساليب تعلُمهم، ثقتهم بأنفسهم، وتقدُمهم)؛ بناءً على ذلك يلبي التعلُم السريع احتياجات الطلاب المنعزلين أكثر من الطرق التقليدية التي تركِز على احتياجات الصف ككل لا على الأفراد ويدرك التعلُم السريع احتياجات الطلاب الذين يعتمدون على الأساس الحسي الحركي، أولئك الذين يتعلَمون بالتطبيق العملي.

بواسطة المدربة غالية نوام
موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/arabic/show_article.thtml?id=446