لا يقتصر تأثير القناعات على عواطفنا وأفعالنا, بل يمكنها أن تغير أجسامنا في غضون لحظات ولقد أسعدني أن أجري مقابلات مع الدكتور (بيرني سيجل) البروفيسور في الحديث عن قوة القناعات روى لي الدكتور بيرني بعض النتائج الأبحاث التي أجراها على أشخاص يعانون من اضطرابات شخصية متعددة الأمر الذي لا يصدق أن فعالية قناعات هؤلاء الأشخاص بأنهم أصبحوا أشخاصا مختلفين أدت إلى تمكنهم من التحكم في جهازهم العصبي بصورة لا جدال فيها بحيث أمكن إحداث تغيير واضح في نتائج الفحوصات الكيميائية الحيوية التي أجريت لهم والنتيجة؟ قد أخذت أجسامهم تتبدل فعلا أمام أعين الباحثين, وبدأت تعكس شخصية مختلفة في غضون لحظات وتوثق الدراسات حوادث ملفتة للنظر مثل تغير لون أعين المرضى فعليا مع التغير الذي يحدث في شخصياتهم, أو ظهور علامات بدنية أو اختفائها! بل آن أمراضا مثل داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم تظهر وتختفي اعتمادا على قناعات الشخص وتبعا للشخصية التي يبديها هؤلاء الأشخاص.

بل إن للقناعات قوة قد تتغلب على تأثير العقاقير على الجسم وعلى الرغم من أن معظم الناس يعتقدون أن العقاقير تحقق الشفاء فإن الدراسات الحديثة في مجال المناعة النفسية العصبية (أي الصلة بين العقل والجسم ) أخذت تثبت ما كان موضع شك لقرون عدة, وهو أن قناعاتنا حول المرض وعلاجه تلعب دورا لا يستهان به, ربما يتفوق على الدور الذي يلعبه العلاج نفسه ولقد أجرى الدكتور (هنري بيشر) الأستاذ بجامعة هارفارد الأمريكية بحوثا مستفيضة توضح بجلاء أننا في الوقت الذي ننسب فيه الفضل للدواء فان قناعات المريض هي التي تحدث أكبر الأثر في حالته الصحية.

إحدى التجارب التي مثلت فتحا في هذا المجال هي تلك التي أجريت على 100 من طلبة الطب الذين طلب منهم المشاركة في اختبار نوعين من الأدوية: وقد وصف أحدهما, والذي كان على شكل كبسولة حمراء, على أنه منشط هائل, بينما وصف الآخر, وهو على شكل كبسولة زرقاء, على أنه مهدئ هائل ودون علم الطلبة تم تبديل محتويات نوعي الكبسولات اذ كانت الكبسولة الحمراء تحوي باربيتورات (دواء مهدئ) بينما حوت الكبسولة الزرقاء في الواقع أمفيتامين (دواء منشط) ومع ذلك فان خمسين في المائة من الطلاب شعروا بردود فعل بدنية تتوافق مع توقعاتهم, أي بعكس رد الفعل الكيميائي الذي تحدثه تلك الأدوية في الجسم عادة! لم يعط هؤلاء الطلاب غفلا (أي لا تأثير له), بل دواء فعليا غير أن قناعاتهم تغلبت على التأثير الكيميائي للدواء على أجسامهم وكما صرح الدكتور بيشر فيما بعد فان فائدة الدواء هي نتيجة مباشرة لقناعة المريض حول فائدة الدواء وفعاليته وليس فقط نتيجة للخواص الكيميائية لهذا الدواء.










المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 69-70
كلمات مفتاحية: معتقدات – قناعات – تواصل مع الداخل – قوة المعتقدات
أرسل بواسطة: رامي حوالي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=223