لطالما نجد ما يغرينا على الاعتقاد بأن الحوادث هي التي تسيطر على حياتنا وأن محيطنا هو الذي يشكل ما أصبحنا عليه اليوم. ولكن هذه هي كذبة الأكاذيب (فليست الأحداث التي تجري في حياتنا هي التي تشكلنا, بل قناعاتنا حول ما تعنيه هذه الأحداث التي تجري في حياتنا هي التي تشكلنا, بل قناعاتنا حول ما تعنيه هذه الأحداث هي التي تفعل ذلك)، طياران أمريكيان أسقطت طائراتهما في فيتنام وسجنا في نفس السجن هناك وهو سجن هاو لو حيث تعرض لنفس ظروف الاعتقال غير أن قناعات كل منهما بالنتيجة كانت مختلفة تماما عن قناعات الآخر فيما يتعلق بتجربتهما فأحدهما اعتبر حياته منتهية ولنتجنب المزيد من الألم أقدم على الانتحار,

بينما استخلص الثاني من تجربته المزيد من قوة الاقتناع بنفسه وبالإنسان وبالخالق عز وجل ويستخدم الضابط جيرالد كوفي تجربته تلك لتذكير الآخرين بقوة روح الإنسان وقدرتها على التغلب على كل أنواع الألم, أو أي تحد أو أية مشكلة قد تواجهك.

امرأتان تبلغان السبعين من العمر غير أن كلا منهما تستنبط معنى مختلفا من هذا الأمر إحداهما تعرف: أن عمرها وصل إلى نهايته, فالعقود السبعة التي انقضت من حياتها تعني بالنسبة لها أن بدنها أخذ يتداعى وأن من الأفضل لها أن تنهي ما بقي لها من شئون أما الأخرى فهي تقرر أن ما بإمكان المرء أن يفعله في أي سن إنما يعتمد على قناعاته هو نفسه, ولذا تقرر لنفسها مقاييس أعلى لحياتها إنها تعتبر تسلق الجبال رياضة مناسبة تبدؤها في هذه السن وتخصص السنوات الخمس والعشرين التالية من عمرها لهذه المغامرة فتتسلق عددا من أعلى القمم في العالم بحيث أصبحت الآن وهي في الخامسة والتسعين من عمرها أكبر امرأة تتسلق قمة جبل فوجي (باليابان).

وكما ترى, فليس المحيط ولا الأحداث التي تكتنف حياتنا, بل المعنى الذي نعطيه لهذه الأحداث – كيف نفسرها ونفهمها – هو الذي يشكل من نحن الآن وماذا سنصبح عليه غدا فالقناعات هي التي تقرر ما إن كنا سنعيش حياة تتسم بالبهجة أم بالبؤس والدمار والقناعات هي التي تفصل بين الموسيقار الشهير موتزارت وبين حجار بسيط. القناعات هي التي تدفع البعض لأن يصبحوا أبطالا بينما (ينتهج آخرون حياة تتسم باليأس والقنوط الصامتين).










المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 66-67
كلمات مفتاحية: معتقدات – قناعات – الصورة الذهنية – تحويل المناط – البرامج العليا (إعادة تشكيل المحتوى)
أرسل بواسطة: داري قدور
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=222