الألم هو أقوى السبل لتغيير قناعاتنا ومن الأمثلة البارزة على قوة التغيير في القناعات ما أظهرته امرأة أثناء عرض أطلق عليه اسم ساتي جيسي رافييل, حيث وقفت تلك المرأة الشجاعة في الاستديو أمام الجمهور لتعلن نبذها لحركة كوكلوكس كلان العنصرية المعادية للسود والأقليات الأخرى في الولايات المتحدة ومن المثير أن هذه المرأة كانت قبل شهر من ذلك من المشاركين في ذلك العرض حيث كانت تشارك في هيئة من نساء هذه المنظمة والتي توجه اللوم لكل من لا يشاركها معتقداتها العنصرية صارخات بأن المزج العنصري – في الميادين التعليمية والاقتصادية والاجتماعية – سيكون فيه مقتل الولايات المتحدة وشعبها و فما الذي غير قناعاتها بهذا الشكل الجذري؟ أمور ثلاثة:

أولها أن امرأة شابة كانت بين الجمهور أثناء العرض الأساسي وقفت وأخذت تبكي وتتوسل لهم لكي يتفهموا وضعها فزوجها وطفلها من أصل أسباني, وقد أخذت تبكي بحرقة وهي تقول إنها لا تستطيع أن تصدق بأن من الممكن لمجموعة من الناس أن تبلغ هذا الدرك من الكراهية.
ثانيا: أثناء عودتها إلى مكان سكناها أخذت تعنف ابنها (الذي كان قد شارك في العرض إلى جانبها ولكنه لا يشاركها وجهات نظرها) لأنه أحرجها أثناء مقابلة تليفزيونية. فقد أخذت بقية النسوة في المجموعة يعنفنه لأنه لم يبد احتراما لوالدته قائلات بأن من الواجب عليه احترام أمه وأبيه ولكن الشاب البالغ من العمر ستة عشر عاما أجاب بأن الله سبحانه وتعالى لم يأمره بأن يحترم الشر الذي كانت أمه تدافع عنه, وما لبث أن غادر الطائرة في مدينة دالاس مقسما بأنه لن يعود إلى بيته بعد وبينما كانت المرأة ما تزال على متن الطائرة عائدة إلى مكان سكناها، كان ذهنها يراجع أحداث اليوم بسرعة أخذت تفكر فيما أعلنه أحد الحاضرين وقد وقف ليعلن بأن هؤلاء الملوينين يعملون في كل مكان, حتى في القوات المسلحة, لا من أجل أنفسهم فحسب بل من أجلها هي أيضا كما فكرت بابنها وبمدى حبها له وبحدتها في معاملته هل ستسمح لذلك الشجار بينهما على متن الطائرة بأن يكون آخر كلام بينهما؟

مجرد تذكر ذلك كان يسبب لها ألما لا تستطيع احتماله, ولذا كان عليها أن تقدم على تغيير فوري، وبناء على تلك التجربة, كما قالت للجمهور, ألهمها الله سبحانه وتعالى أن تترك هذه المجموعة العنصرية وأن تبدأ بحب الناس جميعا سواء بسواء وكأنهم إخوتها أو أخوانها وعلى الرغم من أن المجموعة ستحاربها وتعزلها إلا أنها تقول أن روحها قد استجابت للحق وأنها ستبدأ حياة جديدة بضمير نقي إن إعادة النظر في قناعاتنا ونتائجها أمر حيوي وذلك للتأكد من أنها تمنحها القوة, ولكن كيف تعرف أي القناعات تتبنى؟ الجواب هو أن تعثر على شخص حقق النتائج التي تتوق لتحقيقها في حياتك فمثل هؤلاء الأشخاص قد يمثلون القدوة بالنسبة لك وسيوفرون لك بعض الإجابات التي تسعى للحصول عليها فخلف جميع الأشخاص الناجحين لابد أن تكمن مجموعة من القناعات التي تعطيهم القوة.

السبيل لتوسيع حياتنا هو أن نتمثل بحياة أولئك الناس الذين يحققون نجاحات بالفعل وهذا الأمر يعطينا القوة والمتعة, والناس الناجحون متوفرون حولنا. ولا يعدو الأمر توجيه أسئلة: (ما الذي تعتقد أنه يميزك عن الآخرين؟ ما هي القناعات التي تعتقد أنك تنفرد بها) لقد قرأت منذ سنوات كتابا يحمل عنوان (مقابلات مع أشخاص مرموقين), استخدمت هذا الكتاب كقدوة أحتذيها في تشكيل حياتي ومنذ ذلك الحين أصبحت صيادا للأشخاص المتميزين, حيث أبحث باستمرار عن النساء والرجال المتميزين في الولايات المتحدة لكي أتبين قناعاتهم وقيمهم والاستراتيجيات التي اتبعوها للتوصل لنجاحاتهم.

ثم بدأت منذ عامين برنامجي (حديث القوة) وهو مجلة شهرية مسموعة أقابل فيها هؤلاء العمالقة ولابد من الإشارة إلى العديد من المميزات الرئيسية التي ترد في هذا الكتاب, هي في الواقع نتاج مقابلاتي مع بعض هؤلاء الأشخاص الذين يعتبرون مثلا أعلى, كل في ميدانه الخاص وبالتزامي بإجراء هذه المقابلات, وكذلك بالتزامي بتقديم آخر ما لدى من آراء وبتقديم لمحة موجزة شهرية عن الكتاب يتصدر الكتب الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة عملت على تطوير نفسي باستمرار وسيكون من دواعي سعادتي أن أساعدك في تقديم نماذج عن أشخاص ناجحين عن طريق برنامجي المذكور أعلاه, ولكن تذكر ألا تقتصر على ما أقدمه لك من آراء فالأشخاص الذين تود أن تقتدي بهم يحيطون بك في كل يوم وكل ساعة.











المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 86-88
كلمات مفتاحية: تغيير القناعات – تبني القناعات – استنباط قناعات الآخرين
أرسل بواسطة: عماد الشيخ حسين
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=229