إن التجارب الجديدة التي يقوم بها الناس لا تضمن تغيير القناعات فقد يواجه بعض الناس تجارب معاكسة تماما لقناعاتهم ولكنهم يعيدون تفسيرها بالطريقة التي تناسبهم والتي يريدونها لكي يدعموا معتقداتهم القائمة وفي إحدى محاضراتي أظهرت إحدى الحاضرات حالة ذهنية وعقلية فريدة اذ ادعت أنني نازي وأنني أسمم الحاضرين في القاعة عن طريق غاز غير مرئي يتدفق عبر فتحات تكييف الهواء حاولت تهدئتها بتبديل نمط نبرة صوتي وهذه طريقة تتبع في العادة لتهدئة شخص ما – ولكنها اندفعت تقول: هل ترى, لقد بدأ كلامك يتراخى بسبب الغاز! وبذا, ومهما كان يحدث فأنها كانت تستخدمه لدعم قناعاتها بأننا نتعرض للتسمم وقد استطعت في النهاية أن أكسر نمط كلامها...

التجارب الجديدة تحدث تغييرا إن أدت إلى تساؤل حول قناعاتنا (تذكر أننا حين نقتنع بشيء ما فأننا لا نخضعه لأي تساؤل على الإطلاق) وفي اللحظة التي نبدأ فيها بالتساؤل بصدق حول قناعاتنا فأننا بذلك لا نشعر باليقين الكامل بها, بل نأخذ في هز الأرجل المرجعية لطاولتنا الإدراكية وبذلك نفقد شيئا فشيئا إحساسنا باليقين المطلق هل ارتبت في أي يوم من الأيام في قدرتك على القيام بأي عمل؟

كيف حدث لك ذلك؟ ربما تكون قد طرحت على نفسك أسئلة سيئة مثل (هل سأفشل؟) ماذا لو لم تجر الأمور كما آن استخدمتها لاختبار صحة قناعات ربما كنا قد تقبلناها بصورة عمياء وبدون تمحيص وفي الواقع فان الكثير من قناعاتنا يستند على معلومات تلقيناها من آخرين ولم نحاول التساؤل حولها في ذلك الوقت غير أننا إذا محصناها فقد يتبين لنا أن ما اقتنعنا به في اللاوعي لسنوات إنما بني على مجموعة زائفة من الافتراضات.










المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 80-81
كلمات مفتاحية: الإيمان بالقناعات – دقة القناعات – القناعات المعوقة – القناعات الدافعة
أرسل بواسطة: رامي حوالي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=228