كثيرا ما تتطور لدى بعض الناس قناعات تحد من قدراتهم حول شخصياتهم وإمكانياتهم وهم يعتقدون بأنهم لن يحققوا نجاحا في المستقبل ماداموا لم ينجحوا في الماضي ولذلك, ونتيجة لخوفهم من الألم يأخذون في التركيز باستمرار على أن يكونوا (واقعيين) ومعظم الناس الذين يقولون باستمرار (فلنكن واقعيين) إنما يعيشون في الحقيقية في حالة فزع, اذ يرتعدون خوفا من أن يصابوا بالإحباط من جديد ونتيجة لهذا الخوف تنمو لديهم قناعات تدفعهم إلى التردد بحيث أنهم لا يقدمون كل ما لديهم, ولذلك فإنهم يحققون نتائج محدودة.

أما القادة العظام فإنهم نادرا ما يكونون (واقعيين) إنهم أذكياء ويتمتعون بالدقة, غير أنهم لا يعتبرون واقعيين طبقا لمقاييس الناس الآخرين كما أن ما يعتبر أمرا واقعيا بالنسبة لشخص ما يختلف كليا عما هو واقعي بالنسبة لشخص آخر وذلك تبعا لمرجعية كل منهما فغاندي مثلا آمن بأنه يستطيع تحقيق حق تقرير المصير للهند دون مقاومة عنيفة لبريطانيا العظمى, وهو أمر لم يحدث من قبل قط، لم يكن غاندي واقعيا في تصوره, ولكنه أثبت بالتأكيد بأنه دقيق في تحليله.

وبالمثل لم يكن من الواقعي بالنسبة لإنسان ما أن يقتنع بأن بإمكانه أن يمنح السعادة للناس ببناء حديقة للمرح تروي قصة معينة في وسط بستان برتقال, وأن يطلب من الناس أن يدفعوا ليس فقط أجور الألعاب التي يركبونها في هذه الحديقة, بل ثمن بطاقة الدخول إليها. لم تكن قد أنشأت في العالم أية حديقة مماثلة من قبل قط, غير أنه كان لدى والت ديزني إحساس باليقين شأن قلائل ممن عاشوا على مدى التاريخ, وبذلك تمكن من تحويل ظروفه بالاستعانة بتفاؤله.









المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 75-76
كلمات مفتاحية: الإيمان بالقناعات – دقة القناعات – القناعات المعوقة – القناعات الدافعة
أرسل بواسطة: داري قدور
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=227