إن الذي حدث لك في الماضي سواء كان سلبياً أو إيجابيا فقد مدك بحصيلة من التجارب تثير وتنبه الأشكال الثلاثة السابقة من الاعتقاد وتؤثر على سلوكك وتتحكم بتصرفاتك في المستقبل، ولتوضيح ذلك أذكر مثال صديق لي كان قد قضى كل حياته المهنية في مجال الفنادق ما بين الدراسة والعمل والسفر إلى أن حقق هدفه وأصبح مديراً عاماً لأحد الفنادق الكبيرة، وكان يعتقد أن الأمور كانت تسير بالنسبة له على ما يرام إلى أن فصل من عمله في عام 1986 وانقضت ستة أشهر إلى أن تغلب على ألم هذه التجربة، وبعد ذلك وجد عملاً آخر كمدير أيضاً لأحد الفنادق وبمجرد استعادة الثقة بنفسه وبإمكانياته فصل من العمل مرة أخرى، وأصبح منهاراً وروحه المعنوية وتقديره لنفسه في الحضيض، وامتنع عن مقابلة أي شخص حتى أقرب الأصدقاء إليه لمدة طويلة، إلى أن وجد عملاً كمستشارٍ لأحد الشركات التي تقوم بإدارة سلسلة من المطاعم، ولكنه بعد مدة قصيرة فصل مرة أخرى من عمله فقرر أن يترك مجال العمل في الفنادق والمطاعم نهائياً وفكر في أن يبدأ عمله الشخصي، وبالاستعانة بمدخراته قام بشراء محطة بنزين وتقبل مشروعه الجديد الصغير بارتياح وارتفعت روحه المعنوية واستعاد ثقته بنفسه وقرر ألا يعمل أبداً لحساب الغير.

وإذا أردنا تحليل هذه التجربة لنرى كيف أن ما حدث له قد أثر على الثلاث أنواع الأخرى من الاعتقاد سنجد الآتي:
  • اعتقاده في الأسباب: أصبح اعتقاده في الأسباب أن العمل في الفنادق سيسبب له الآلام والأضرار لأنه سيفصل من العمل.
  • اعتقاده في المعاني: أصبح اعتقاده أن العمل في مجال الفنادق والمطاعم يعني الألم.
  • اعتقاده في الذات: أصبح اعتقاده أنه لم يعد كفؤاً في هذا المجال.

اعتقادك عن الماضي سيؤثر على حاضرك ومستقبلك وسيكون السبب في أن تتحرك باتجاه معين أو أن تبتعد تماماً عن هذا الاتجاه نتيجة للخبرات التي مررت بها في الماضي.








المرجع: قوة التحكم بالذات
اسم الكاتب: ابراهيم الفقي
دار النشر: المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية
سنة النشر: 2000
رقم الصفحة: 48-50
كلمات مفتاحية: المعتقدات السلبية - المعتقدات الجديدة – السلوك الجديد
أرسل بواسطة: داري قدور
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=294