يكون المستقبل عند بعض الناس مشرقاً بمعنى وجود فرصٍ أكثر في الحياة ومستوى أفضل مادياً... ويكون المستقبل عند البعض الآخر مظلماً مع احتمالات ضئيلة جداً للفرص. وإليك هذا المثال:
كنت مدعواً مرة لإلقاء محاضرة عن تحقيق الإنجازات وذلك في إحدى الجامعات. وبعد المحاضرة جاءتني مجموعة من الشباب والفتيات وقالوا أن كل ما ذكرته كان ممتازاً ولكن على الورق فقط ولا يمكن تطبيقه في واقع الحياة... وسألتهم عن السبب الذي جعلهم يعتقدون ذلك... فرد أحد الشبان قائلاً: إن معظم الذين تخرجوا مازالوا بدون عمل وأن نفس الشيء سيحدث لهم أي أن المستقبل يبدو مظلماً... فسألته "هل تعرف أحداً من الخريجين الذين وجدوا عملاً على الفور بعد تخرجهم؟"... وبعد تردد بسيط قال: "نعم... ولكن بنسبةٍ بسيطة وكان الحظ حليفهم لكن أحداً غيرهم لم يجد عملاً"...

وكان ردي عليه:
هو أن أعطيه نبذة عما مررت به أنا شخصياً بعد سفري إلى كندا في عام 1978، فإن كل من قابلتهم في البداية كانوا بدون عمل وقالوا إنهم على ذلك الحال لمدة طويلة ونصحوني بالعودة إلى بلدي لأنني لن أجد عملاً، وكان أمامي خيارين إما أن أقتنع بما يقولون وتهبط عزيمتي وأفقد الأمل أو أنزل فعلياً إلى سوق العمل وأقوم بحملة بحث إلى أن أجد عملاً مناسباً... وقررت العمل بالرأي الثاني وفي أقل من 48 ساعة كان عندي عرضان للعمل وبدأت سلم الكفاح كغاسل أطباق وفي أقل من ثمان سنوات أصبحت مديراً عاماً لأحد الفنادق الكبيرة، وقلت لهم "أنتم أيضاً عندكم الاختيار فإما أن تركزوا على أن تكونوا دائمي الشكوى من المستقبل وعدم وجود الفرص أو أن تقوموا بالتركيز على الذين يجدون العمل ولا وسيلة لتحقيق أحلامهم... فماذا تختارون؟... وردوا علي بوجوه متفائلة "سنبحث عن عمل، ولكن إذا لم نجد العمل المناسب فماذا نفعل؟"... وكان ردي عليهم أن يحاولوا مرة ثانية وثالثة إلى أن يحققوا أهدافهم.. وبعد ثلاثة أشهر من هذا اللقاء اتصل بي أحد الشبان وقال لي "أشكرك جداً على نصيحتك، فقد وجدت عملاً بعد التخرج مباشرة".









المرجع: قوة التحكم بالذات
اسم الكاتب: ابراهيم الفقي
دار النشر: المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية
سنة النشر: 2000
رقم الصفحة: 50-51
كلمات مفتاحية: قوة المعتقدات - المعتقدات الإيجابية - استراتيجيات النجاح – تحقيق الأهداف
أرسل بواسطة: رامي حوالي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=295