كيف تكون سيد نفسك: لاشك إن القدرة على التحكم بالنفس تؤدي إلى السعادة والنجاح في الحياة ، ولكي تصبح سيد نفسك لابد أن تتحكم في عواطفك ، وفيم يلي مجموعة من المبادئ التي يمكن أن تساعدك في ذلك . مبادئ عامة حول العواطف § وظيفة العواطف حماية الإنسان من الأخطار والحفاظ على وجوده . § تلعب العواطف دورها الإيجابي حينما تأتي في الوقت المناسب وبالشدة المناسبة ولفترة مناسبة . § نحن لا نستطيع أن نقرر عواطفنا لكننا نستطيع أن نقرر ماذا نفعل حيالها. § التركيبة الوجدانية للإنسان وراثية ولكن كيفية التعامل معها مكتسبة . § إن التحكم في العواطف لا يعني تجاهلها أو كبتها . § التحكم بالعواطف يعني : 1. قراءتها . 2. معرفة تأثيرها على أفكارك وأقوالك وتصرفاتك . 3. تحييد تأثيرها السلبي عليك وذلك إما : ü بتغيير العاطفة نفسها عن طريق تغيير طريقة النظر إلى الموضوع ü بالقيام بسلوك ما لتحييد الأثر السلبي لهذه العاطفة . قراءة العواطف الخطوة الأولى نحو التحكم بالعواطف هي قراءتها فالذين يجهلون قراءة عواطفهم يعيشون تحت رحمتها. المشاعر السلبية المشاعر الإيجابية الإحباط التشجيع التشاؤم التفاؤل عدم الاحترام الاحترام الخوف الأمان التوتر الاسترخاء الملل الاندفاع الاعتماد على الآخرين الاستقلالية الظلم الإنصاف الشعور بالذنب الفخر الاكتئاب الإثارة الوحدة التواصل التجاهل الاهتمام سوء الفهم التفهم الأسئلة الذكية الأشخاص الأذكياء عاطفياً يعرفون كيف يطرحون الأسئلة الذكية عاطفياً التي تحرك مشاعرهم الإيجابية وتوجههم في الاتجاه الصحيح . أسئلة الإطار السلبي : – ما هي المشكلة ؟ – لماذا لدي هذه المشكلة ؟ – منذ متى لدي هذه المشكلة ؟ – كيف تحد هذه المشكلة من إمكانياتي ؟ – من السبب في وجود هذه المشكلة ؟ – كيف تحول هذه المشكلة بيني وبين تحقيق ما أرغب فيه ؟ – ما أسوأ وقت عشت خلاله هذه المشكلة ؟ إن وضع المشكلة ضمن أسئلة الإطار السلبي يؤدي إلى الشعور بالعجز وإلقاء اللوم على الآخرين وإضاعة الفرص . أسئلة الإطار الإيجابي – ماذا أريد ؟ نحن نصنع عاداتنا – ثم تقوم عاداتنا بصنعنا – متى أريد تحقيق ذلك ؟ – بعد الحصول على ما أريده ما الذي سيتحسن في حياتي ؟ – ما هي المصادر المتاحة لمساعدتي على الوصول إلى ما أريد ؟ – كيف أستخدم الإمكانات التي لدي أحسن استخدام؟ – ما هي التحديات التي يمكن أن تواجهني ؟ – ما هي أفضل طريقة لمواجهة هذه التحديات ؟ – ما الذي يجب القيام به الآن للحصول على ما أريد ؟ إن وضع المشكلة ضمن أسئلة الإطار الإيجابي يدفع الإنسان إلى السير في الاتجاه الذي يريده ويحمله المسئولية ويعطيه الكثير من الخيارات. مركز المشاعر القوية اللوزة في أجسام البشر هي مجموعة من الهياكل المتداخلة تقع فوق جذع الدماغ قرب قاع الحلقة الحوفية.. وهناك لوزتان. واحدة على كل جانب من الدماغ تقع باتجاه جانب الرأس. وتعد اللوزة متخصصة في المسائل الانفعالية الوجدانية، وتعمل اللوزة كمخزن للذكريات الانفعالية، ولذلك فهي ذات أهمية بوظيفتها. فالحياة بدون لوزة الدماغ مجردة من المعاني الشخصية. فإذا بترت اللوزة عن باقي الدماغ، تكون النتيجة عدم القدرة على الإحساس بالأحداث المهمة الوجدانية وتسمى هذه الحالة أحيانا بـ «العمى المؤثر». ويؤدي فقد اللوزة إلى الافتقار لأي تفاعل عاطفي. فعلى سبيل المثال خضع شاب لعملية استؤصلت خلالها اللوزة من دماغه، فأصبح لا يبدي أي رغبة في الاختلاط بالناس، وفضل الجلوس في عزلة بدون أي اتصال مع البشر. وبينما كان قادرا بصورة مثالية على التخاطب والتحادث مع الآخرين، إلا انه لم يعد قادرا على التمييز بين أصدقائه وأقاربه، ولم يعد يتعرف حتى على والدته، وبقي غير مبال بضيق الآخرين . ودعنا نتذكر ذلك الوضع عندما يتحول الذكي إلى مغفل، لقد حدث بدقة عندما طعن الطالب النجيب جاسون أستاذ الفيزياء في المرحلة الثانوية باستخدام ساطور المطبخ، ولكن الحقائق ذكرت في التقرير الذي أفاد أن جاسون الطالب الحاصل على ترتيب مستوى رفيع في مدرسة بكلورال سبرنيغ بولاية فلوريدا كان همه وأمله الوحيد هو دخول كلية الطب، أي أن حلمه كان الدخول إلى كلية الطب بجامعة هارفرد، لكن أستاذ مادة الفيزياء ديفيد بولوجروتو منحه 80 درجة في الاختبار. وعندما اعتقد جاسون ان الدرجة مجرد «b» أحس أن أمله قد خاب فحمل ساطورا إلى المدرسة وفي مواجهة مع بولوجروتو في مختبر الفيزياء طعن الطالب أستاذه في عظمة الترقوة قبل ان يتمكن آخرون من السيطرة على الموقف. وحكم قاض على الطالب جاسون بالبراءة، وقال إن الطالب اصيب بالجنون خلال الحادث وأقسم 4 أطباء نفسانيون وعلماء نفس على انه اصيب باضطراب نفسي خلال الشجار، وزعم جاسون انه كان يخطط للانتحار بسبب نتيجة الاختبار. وذهب إلى أستاذه لإبلاغه بأنه سيقتل نفسه بسبب هذه الدرجة السيئة. ولكن الأستاذ بولوجروتو روى قصة مختلفة: «اعتقد انه كان يحاول الإجهاز عليه بالكامل لأنه اصيب بغضب شديد نتيجة للدرجة السيئة. بعد نقله الى مدرسة خاصة، تخرج جاسون بعد عامين وكان الأول في فصله. وبعد ان حصل على درجات عالية تخرج بمرتبة الشرف وكان أستاذه ديفيد بولوجروتو لا يزال يشتكي بأن طالبه السابق لم يعتذر قط عما فعله أو حتى يتحمل المسئولية عن الحادث. والقضية الآن كيف لطالب شديد الذكاء ومتميز أن يقوم بعمل اخرق مثل ذلك، عمل لا يقوم به سوى مجنون؟ الإجابة هي أن الذكاء الأكاديمي ليس له علاقة بالحياة الوجدانية. فالأشخاص من ذوي الذكاء المتوقد يمكن أن يكونوا ضعفاء بصورة مذهلة في توجيه حياتهم الخاصة. والحقيقة أن هناك استثناءات واسعة النطاق من القاعدة القائلة أن أصحاب الذكاء الرفيع يتوقعون النجاح، بل أن هناك الكثير من الاستثناءات أكثر من الحالات التي تنسجم مع القاعدة. وفي أحسن الحالات فإن الذكاء يسهم بنسبة 20% بالعوامل التي تحدد النجاح في الحياة. ويترك 80% لعوامل أخرى، وكما لاحظ احد الباحثين فإن الغالبية العظمى من العناصر التي تكمن وراء ارتفاع المكانة في المجتمع تحددها عوامل ليس لها صلة بالذكاء وتتراوح ما بين الطبقة الاجتماعية إلى الحظ. وحتى كبار المفكرين، امثال ريتشارد هيرنشتين وتشارلز موريه، لا يعلقون الكثير من الاهمية على الذكاء والاخيران يعترفان بأنه يجوز ان طالبا بدرجات مقبول في الرياضيات، بدلا من التوجه كي يصبح عالماً رياضياً فإنه يدير مشروعه الخاص به فيصبح سيناتورا او يجمع الملايين من الدولارات، ولذلك لا ينبغي ان يفقد احلامه، ان الصلة بين درجات الاختبار وتلك الانجازات تتضاءل في ضوء شمولية السمات الأخرى التي يبعث فيها الحياة. قــراءة في كتــاب: الذكاء الوجداني ( دانييل جولمان) عن سلسلة عالم المعرفة صدر كتاب (الذكاء الوجداني ) ، محتوياً على ثلاثة أقسام مع مقدمة يقدم المؤلف في هذا الكتاب طريقاً جديداً للنظر في جذور أسباب أمراض الأسر والمجتمعات، ويدعو فيه إلى ثقافة العقل والقلب معاً. قام المؤلف في هذا الكتاب برحلة تأمل علمي ثاقب في عواطف الإنسان، نفهم منها معنى الذكاء، وكيفية ارتباطه بالعاطفة، ونطلع عبر صفحاته على مملكة المشاعر وتأثيرها في مسار حياتنا. اعتمد المؤلف على الأبحاث الطبية والدراسات التي أجريت على الدماغ البشري خلال العقدين الماضيين، ليخرج بآخر اكتشافات تركيبة المخ الوجداني ة التي تفسر كيف تهيمن قبضة العاطفة القوية على العقل المفكر، وكيف تكشف تراكيب المخ المتداخلة المتحكمة في لحظات الغضب والخوف أو الحب عن كثير من الحقائق، وأن النقص في الذكاء الوجداني أساس الكثير من مشاكل كل فرد منا، لأنه يدمر الذهن ويهدد الصحة الجسمانية بأخطار جسيمة. ويجيب المؤلف عن السؤال المهم: ما هذه المشاعر الإنسانية؟ وما مكانها في المخ؟ وهل ما ورثناه من طباع قدر محتوم، أم أن دوائر المخ العصبية دوائر مرنة يمكن أن تتعلم وتتغذى، وتقوى وفقاً للبنية التي يتأسس عليها ذكاؤنا الوجداني منذ الطفولة؟. أما أكثر الحقائق إثارة للقلق في هذا الكتاب فهي ذلك المسح البحثي الشامل الذي يكشف كيف بات جيل الأطفال الحالي في العالم كله أكثر غضباً وجنوحاً وقلقاً واندفاعاً وعنفاً.. فهل الذكاء الوجداني يقدم علاجاً؟ . الجواب في صفحات هذا الكتاب الشيق. في المقدمة يستشهد المؤلف بقول لأرسطو في كتابه (الأخلاق إلى نيقو ماخوس): (أن يغضب أي إنسان، فهذا أمر سهل.. لكن أن تغضب من الشخص المناسب، وفي الوقت المناسب، وبالأسلوب المناسب.. فليس هذا بالأمر السهل). ثم يذكر المؤلف حادثة كان شاهداً عليها قبل عشرين عاماً والتي انحفرت في ذهنه ودعته إلى تأليف هذا الكتاب.. تتلخص تلك الحادثة بصعود المؤلف إلى إحدى الحافلات حيث شد انتباهه سائقها وهو يرحب به وترتسم على وجهه ابتسامة دافئة حيث حيّاه بود، وقد انتبه المؤلف إلى أن السائق كان يرحب بكل راكب حين صعوده.. بينما ارتسم على وجوه الركاب المزاج الكئيب فلم تكن تلقى تحيته وداً إلا من قليل منهم. ولكن مع تقدم الحافلة ببطء في مسيرها واستمرار السائق بتحية الركاب والتعليق على ما تمر عليه الحافلة من أسواق، ودور سينما.. حدث تحول بطيء وسحري داخل الحافلة، ومع الوقت انتقلت عدوى ابتهاجه بما يتمتع به من إمكانات ثرية إلى الركاب.. ونزل كل فرد في محطته وقد خلع عن وجهه ذلك القناع المتجهم الذي صعد به. وعندما كان السائق يودع كلاً منهم بقوله: إلى اللقاء.. يوماً سعيداً.. كان الرد يأتيه بابتسامة جميلة على الوجوه.. ويعلق المؤلف على هذه الحادثة بقوله: لقد انطبع هذا الموقف في ذاكرتي قرابة عشرين عاماً، وكنت وقتها قد انتهيت رأساً من إعداد رسالتين لنيل الدكتوراه في علم النفس.. لكن الدراسات السيكولوجية في تلك الأيام لم تكن تبدي اهتماماً يذكر بالكيفية التي يمكن أن يحدث بها مثل هذا التحول.. إذ لم يكن العلم السيكولوجي يعرف سوى القليل، وربما لم يكن يعرف شيئاً أصلاً، عن آليات العاطفة.. ومع ذلك فكلما تخيلت انتشار (فيروس) المشاعر الطيبة بين ركاب الحافلة الذي لابد أنه سرى عبر المدينة، بدءاً من ركاب تلك الحافلة، اعتبرت ذلك السائق مصلحاً يجوب المدينة (أو باعث السلام في مجموعة من البشر) بمقدرته السحرية على التخفيف من حالة التجهم الشديد البادي على وجوه الركاب، فإذا بقلوبهم تتفتح قليلاً، ويتحول التجهم المرسوم على الوجوه إلى ابتسامة، وفي تناقض صارخ مع هذه الحادثة تنبئنا بعض فقرات الصحف بما يلي: - أحد المراهقين يطلق النار على جمهور أحد النوادي في مدينة مانهاتن ويصيب ثمانية من الصبية لأن كرامته أهينت كما تصور.. - جاء في تقرير حول ضحايا جرائم ما قبل سن الثانية عشرة، أن 75 % من صبية هذه المرحلة السنية هم ضحايا آبائهم أو أزواج أمهاتهم.. وفي 50% من الحالات الواردة في التقرير يقول الآباء أنهم لم يفعلوا شيئاً سوى محاولة أداء واجبهم في تربية أولادهم، بمعاقبتهم بالضرب حين يخالفون أوامرهم.. - وشاب ألماني يقتل خمس نساء تركيات، من خلال إشعال النار فيهن وهن نائمات.. وقد اعترف الشاب أثناء محاكمته، وهو عضو في مجموعة نازية جديدة، بأنه فشل في الحصول على عمل، وأنه يتعاطى الخمور، وأنه يحمّل الأجانب مسؤولية حظه السيء. لقد أصبحت أخبار الصحف تحمل لنا كل يوم مثل هذه التقارير حول انهيار الحس الحضاري وفقدان الإحساس بالأمان، بما يشبه موجة من الدوافع النفسية المتدنية الآخذة في الاستفحال.. غير أن هذه الأخبار تعكس في النهاية إحساسنا المتزايد بانتشار هذه الانفعالات غير المحكومة على صعيد حياتنا الخاصة، وحياة الآخرين المحيطين بنا.. وليس هناك أحد بيننا بمنأى عن ذلك المد المتفلت من الانفجار الانفعالي، إذ هو يصيب مختلف مناحي حياتنا بشكل أو بآخر..