فكر في الأسئلة التي تطرحها عادة على نفسك في ميدان القضايا المالية والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الميادين المالية، إنما يعود ذلك في كثير من الأحيان إلى أنهم يثيرون الكثير من المخاوف في حياتهم، وهي المخاوف التي تمنعهم بداية من استثمار أموالهم أو التحكم في استثمارها فهم لا يسألون أنفسهم: ما هي الخطة التي أحتاجها لكي أحقق أهدافي المالية النهائية؟

فالأسئلة التي تطرحها ستقرر تركيزك وكيف تفكر, وكيف تشعر, وماذا تفعل.

فإذا كنا نريد أن نغير أوضاعنا المالية فعلينا أن نرفع من مستوى مقاييسنا, ونغير قناعاتنا حول ما هو ممكن, وتطوير استراتيجية أفضل وأحد الأمور التي لاحظتها لدى عمالقة المال في هذه الأيام هو أنهم يوجهون دائما أسئلة تختلف عن تلك التي تطرحها الجماهير العريضة, وهي أسئلة تتعارض في كثير من الأحيان مع (الحكمة) المقبولة ٍعلى نطاق واسع مثال:

لاشك أن الثري الأمريكي دونالد ترامب يواجه الآن تحديات مالية غير أنه كان على القمة الاقتصادية لمدة عقد كامل من الزمن فكيف توصل إلى ذلك؟ كانت هناك عوامل عديدة, غير أن واحدا منها يتفق عليه الجميع هو ما حدث في منتصف السبعينات حين واجهت مدينة نيويورك الافلاس وأخذ معظم المستثمرين يتبرمون قائلين: (كيف يمكننا أن نعيش وهذه المدينة تتهاوى؟ أما ترمب فقد طرح سؤالا فريدا وهو (كيف يمكنني أن أصبح غنيا في الوقت الذي يسيطر فيه الخوف على الآخرين جميعا؟ هذا السؤال وحده ساعده في تشكيل العديد من قرارات أعماله كما قاده إلى موقع السيطرة الاقتصادية التي تمتع بها، لم يتوقف ترمب عند ذلك الحد, بل طرح سؤالا عظيما آخر تجدر محاكاته قبل القيام باستثمار مالي اذ ما أن يقتنع بان لمشروع ما إمكانيات ربح اقتصادي هائل حتى يتساءل: (ما هي نقطة النزول الدنيا, وما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث, وهل أستطيع أن أتحمل ذلك؟ كانت قناعاته أنه إذا علم بأنه يستطيع مواجهة أسوأ العواقب المحتملة فعليه أن يتم الصفقة لأن نقطة الصعود العليا ستعتني بنفسها ولذا فانه إذا سال مثل هذه الأسئلة الحاذقة فماذا يحدث؟

جمع ترمب من الصفقات ما لم يكن لغيره أن يفكر فيها خلال تلك الفترة من الضغط الاقتصادي استلم بناء قديما شهريا هو بناء الكومودور وحوله إلى مبنى حديث هوجراند حياة (وهو أول نجاح اقتصادي رئيسي له) وحين تحولت الموجة كان قد ربح ربحا هائلا غير أنه وقع في متاعب اقتصادية رئيسية في النهاية لماذا ؟ يقول الكثيرون أنه غير ما كان يركز عليه في القيام باستثمارات , وأخذ يطرح أسئلة مثل: ما الذي يمنعني أن أمتلكه؟ بدلا من السؤال (ما هي الصفقة التي توفر أكبر ربح لي؟ والأسوأ من ذلك كما يقول البعض أن ترمب أخذ يعتقد بأنه لا يغلب, ولذا توقف عن طرح أسئلته عن نقطة النزول الأدنى) وهذا التغيير وحده في عملية تقييمه – في الأسئلة التي كان يطرحها – ربما كان هو الذي كلفه جزءا كبيرا من ثروته تذكر أن ما يشكل مصيرك ليس فقط الأسئلة التي تطرحها, بل كذلك الأسئلة التي تفشل في طرحها.









المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنةالنشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 191-192
كلمات مفتاحية: دقة الأسئلة- نوعية الأسئلة – الأسئلة المحفزة .
أرسل بواسطة: محمد طه
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=233