إن الفرق بين الناس هو الفرق في الأسئلة التي يطرحونها باستمرار
فالبعض من الناس يعانون من الاكتئاب على نحو منتظم, لماذا؟ إن جزءا من المشكلة يعود إلى حالاتهم المحدودة فهم يمارسون حياتهم بحركات محدودة وحالة بدنية معرقلة. ولكن الأهم من ذلك أنهم يركزون على أشياء تشعرهم بأنهم مثقلون ومرتبكون, اذ أن نمط تركيزهم وتقييمهم يحد بدرجة خطيرة من خبراتهم العاطفية في الحياة.

فهل يستطيع مثل هذا الشخص أن يغير من ماهية شعوره في لحظة واحدة؟ أجل, بمجرد تغيير تركيزه الذهني. فما هي إذا أسرع طريقة لتبديل التركيز؟ ببساطة, بطرح سؤال جديد فحين يكون الناس مكتئبين فان السبب في ذلك غالبا هو أنهم يطرحون على أنفسهم بانتظام أسئلة محبطة تسلبهم القوة، مثل: ما الفائدة؟ لماذا نحاول مجرد محاولة إذا كان الأمر لا يجدي على أي حال؟ لماذا أنا بالذات يا الهي؟ تذكر اسأل وستتلقى الجواب, فإذا سألت سؤالا مزعجا فستتلقى إجابة مزعجة. فكمبيوترك الذهني مستعد دائما لخدمتك، ومهما كان السؤال الذي توجهه له فانه سيتوصل بالتأكيد لتقديم إجابة. لذا فانك إن سألت (لماذا لا أنجح قط؟ فسيقول لك حتما ولو كان عليه أن يخترع الجواب! وقد يكون جوابه هو لأنك غبي أو لأنك تستحق نتيجة أفضل من هذه على أي حال والآن لماذا لا نقدم أمثلة على أسئلة لماحة؟

هل تعرف ميتشيل الذي وردت قصته في كتاب (قدرات غير محدودة؟) كيف تظن أنه تمكن من العيش بعد أن احترق ثلثا جسمه ومع ذلك ظل يشعر شعورا حسنا ازاء حياته؟ كيف تحمل حادث طائرة واجهه بعد سنوات, بحيث تعطلت ساقاه وأصبح لا يتحرك إلا على كرسي متحرك, ومع ذلك وجد لنفسه طريقة يستطيع من خلالها أن يساهم في مساعدة الآخرين؟ لقد تعلم أن يتحكم بتركيزه في توجيه الأسئلة المناسبة حين وجد نفسه حينذاك في المستشفى وقد احترق جسمه بحيث أصبح يصعب التعرف عليه, يحيط به عدد كبير من المرضى الآخرين الذين ينامون في العنبر ذاته والذين ينعون حظهم ويتساءلون (لماذا أنا بالذات؟ لم الحياة ظالمة على هذه الصورة؟ ما جدوى أن أعيش كسيحا مقعدا!

ولكن ميتشيل اختار أن يسأل نفسه (كيف يمكنني أن أستخدم ذلك؟ ماذا يمكنني أن أفعل للآخرين بسبب ذلك (هذه الأسئلة هي ما يحدث الفرق في مصائر الناس: فالسؤال: (لم أنا بالذات؟ قلما يؤدي إلى جواب إيجابي بينما السؤال: (كيف يمكنني استخدام ذلك؟ يؤدي في العادة إلى تغيير اتجاه الصعوبات بحيث تصبح قوة دافعة تمكننا من تحسين وضعنا ووضع العالم لقد أدرك ميتشيل بأن شعوره بالغضب والأذى والاحباط لن يغير حياته, ولذا فانه بدلا من التركيز على ما يفتقده قال لنفسه ماذا لدي بعد؟ من أنا في الواقع؟ هل أنا جسمي فقط أن أنا أكثر من ذلك؟ ماذا أستطيع أن أفعل الآن حتى أكثر مما كنت أستطيع من قبل؟

بعد أن تعرض لحادث الطائرة وحين كان في المستشفى بعد أن أصيب بالشلل من خصره فما دون, تعرف على امرأة جذابة بدرجة لا تصدق وهي ممرضة اسمها آني وعلى الرغم من الحروق التي شملت وجهه برمته ومن الشلل الذي شمل جسمه من الخصر فما دون, فقد كان من الجرأة بحيث تساءل: كيف يمكنني التقرب منها؟ وقد قالزملاؤه: أنت مجنون وتخدع نفسك! غير أنه نجح في خطبتها بعد عام ونصف العام وهي زوجته حاليا هذه هي القوة التي تمكن خلف طرح أسئلة تمنحك القوة, فهي تمنحنا موارد لا تعوض أي أجوبة وحلول فالأسئلة هي التي تقرر كل ما تفعله في حياتك, من قدراتك إلى علاقاتك إلى دخلك المالي.

فالكثيرون مثلا يخفقون في الالتزام بانسان / انسانة لأنهم يطرحون باستمرار أسئلة تخلق الشك
ماذا لو وجدت شخصا أفضل؟
ماذا لو ألزمت نفسي الآن ثم تبين ي أنني أخطأت؟
مثل هذه الأسئلة هي أسئلة تسلبك القوة بشكل مريع, اذ أنها تشعل الخوف بأن العشب سيكون أكثر خضرة على الجانب الآخر من السياج (أي أن البعيد هو الأفضل) كما تمنعك من الاستمتاع بما تنعم به في حياتك نفسها مثل هؤلاء الأشخاص قد يدمرون علاقاتهم في النهاية بطرح مثل هذه الأسئلة المريعة:
  • لماذا تتصرف دائما بهذه الطريقة معي؟
  • لماذا لا تقدرني حق قدري؟
  • ماذا لو تركتك في هذه اللحظة, كيف تشعر إذا فعلت ذلك؟
  • قارن مثل هذه الأسئلة بالقول: كيف حالفني الحظ لكي أشاركك حياتك؟
  • ماهو أحب شيء إلى زوجتي / زوجي؟
  • كم ستغتني حياتنا باقتراننا؟








المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنةالنشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 189-191
كلمات مفتاحية: دقة الأسئلة - نوعية الأسئلة – الأسئلة المحفزة.
أرسل بواسطة: رامي حوالي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=232