شركة ريبوك من الشركات القديمة جداً (تأسست العام 1895) ولكنها كانت تحت اسم مختلف. J.W. Foster.تطورت هذه الشركة كثيراً مع الزمن، وتعتبر الشركة الرقم 2 في الولايات المتحدة بعد شركة "نايك"، وهي تسعى جاهدة لمنافستها في سوق الأحذية الرياضية. ولتحقيق زيادة أكبر من "نايك" في بعض المجالات ضمت الشركة سلسلة مختلفة من المنتجات، فلديها Reebok المتخصصة في الأحذية الرياضية وتوابعها، Ralph Lauren المتخصصة بالألبسة الشبابية، Rockport المتخصصة بأحذية المشي، الغولف، والملابس، و Weebok المتخصصة بأحذية الطفال، وتدير 160 محلاً في الولايات المتحدة.بدأت حكاية "ريبوك" العام 1894 في بريطانيا مع العداء الانكليزي جوزف ويليام فوستر، والذي كان عضواً متحمساً في نادي "بولتون بريمروا هاريرز".

لم يكن فوستر ذلك العداء الخارق، إنما كانت حماسته وعشقه لرياضة الركض يكبران يوماً بعد يوم، وهذا العشق هو ما نمى لديه رغبة في اقتناء حذاء خاص به. ولم يكن لديه المال وكان هناك غياب شبه تام لمصنعي الأحذية في تلك الأيام، وهذان العاملان شكلا السبب الرئيس في انكبابه على التفكير بشيء مميز أوصله إلى حل بسيط، وهو حذاء مصنوع باليد له نتوءات، وبذلك كانت ولادة أول حذاء تحت اسم "فوستر". وعلى الرغم من كونه عداء هاوياً والحذاء الذي صنعه يضم الحياكة والمسامير فقد وجد أن أصدقاءه في نادي هاريرز بدأوا يطلبون حذاءه. ما شجعه على تصميم كمية جديدة من الأحذية.

مرت الأيام، وفي العام 1900 وصلت ثقة جوزف بنفسه إلى حد فتح معمل صغير خاص به في بولتون ينتج من خلاله أحذية مصنوعة باليد للرياضيين المحليين.وباستخدام أرخص أنواع التسويق غير المكلفة (الكلام المتناقلبين الناس Word of mouth) ذاع صيته، وانتشر اسمه كمصنع محترف للأحذية ذات النتوءات، وأصبح الحذاء المفضل لدى الرياضيين المحليين في بولتون. وبسبب حذاء فوستر استطاع رالف شريب الدخول إلى التاريخ الرياضي العام 1904 بحصوله على رقمين قياسيين في ايبروكس بارك. وفي العام 1908 كان حذاء فوستر قد انتشر بين الرياضيين المحترفين والأولمبيين على على مستوى بريطانيا وبعض الدول خارجها.

كان جوزف يقوم بعمله إلى جانب زوجته ماريا. وفي العام 1906 انضم إليهما أولادهما جن ويليام وجيمس ويليام اللذان ولدا بكل معنى الكلمة داخل ورشة فوستر، وشربا أصول العمل من المصدر وتربيا على حب هذا العمل حتى استطاعا الوصول إلى خبرة امتدت نتائجها إلى يومنا هذا. واكتسب الولدان حب رياضة الجري حتى النخاع، حتى أنه قيل لاحقاً عن جون ويليام إنه ولد لابساً حذائين للجري في سريره.

كانت حماسة الوالد جوزف فوستر كالكوليرا التي تنتقل بالعدوى، وكان حبه لإدارة وتطوير الرياضيين في شمالي انكلترا هاجساً مهماً له ولعائلته. سمي جوزف فوستر العجوز جو، وقد اكتسب مكانة مرموقة في مجتمعه، ويقول عنه أحد العدائين المعروفين فرانك موري، أنه القائد العظيم والذي أكسبه حماسه نادرة ما كان له أن يكتسبها لولا وجود جو. إن حبه لعمله وحماسته له، يجب أن يدرسا في المدارس والجامعات.

لبس كثير من الرياضيين أحذية فوستر وكان 6 منهم أبطالاً في رياضة الجري والعدو، ومن بينهم لورد بيرغلي، توم ايفانسون، جاك لافلوك، تومي هامبسون، ايثل جونسون، ايلاو جي سي اليس، نيلي هالستاد، سي بي هولمز، بيل روبررتس، . الخ. كان جو يعرف حاجات الرياضيين، وكان يصمم على أساس احتياجاتهم والمقاسات الشخصية. وكان كل عداء له حذاء خاص بنوع الجري ومسافاته.

تدرج أولاده في النادي الذي ترعرع فيه وزرع فيه أحلامه وحماسته، وأصبح جون ويليام سكرتير نادي هاريبز، وكان يكتب مقالات رياضية في جريدة "الكابتن" وهي جريدة محلية. توفي جو العجوز العام 1933 تاركاً مؤسسته بأيد أمينة هي أيدي جيمس ويبلي ولديه اللذين أكملا رسالته في البحث عن التطوير الفني لكل ما يقومان به.










المرجع: حكايات كفاح
اسم الكاتب: كفاح فياض
دار النشر: قرطبة للنشر و التوزيع
سنة النشر: 1426ه - 2005م
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 186 - 189
كلمات مفتاحية: اكتشاف – ابتكار – المثابرة – مساعدة الآخرين
أرسل بواسطة: أحمد الخطيب
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=486