إن الدوافع الداخلية هي أقوى الدوافع وأكثرها بقاء حيث أنك بالدافع الداخلي تكون موجهاً عن طريق قواك الداخلية الذاتية التي تقودك لتحقيق نتائج عظيمة.
عندما كنت أمارس لعبة تنس الطاولة كان مدربي مهماً جداً بالنسبة لي لدرجة أنني كنت على وشك أن أرفض الاشتراك في إحدى البطولات لأن مدربي لم يكن قد حضر بعد، فقد كان جميع الفريق منتظراً في محطة القطار استعداداً للسفر للاشتراك في بطولة مصر وكنت أنا في انتظار وصول المدرب بفارغ الصبر، ومر الوقت ولم يصل المدرب وكنت على وشك العودة للمنزل لولا أن أحد أصدقائي بالفريق اقترب مني وقال لي «ماذا ستفعل لو أن مدربك توفي في يوم من الأيام؟.. هل ستعتزل اللعبة؟».. في الحقيقة لم يحدث أنني فكرت في مثل هذا الظرف من قبل.. ثم أضاف صديقي «أنت بطل ممتاز وفي استطاعتك الاعتماد على نفسك وليس على أي أحد آخر، لقد تدربت بما فيه الكفاية ولياقتك البدنية في أعلى مستوى، ويمكنك أن تفوز بالبطولة لنفسك، خذا التشجيع ممن حولك، من عائلتك ومدربك حتى لو لم يكونوا حاضرين».
كان كلامه بمثابة منشط منعش بالنسبة لي وقررت الاشتراك، وأثناء البطولة كانت لياقتي عالية لأني قمت بتشجيع نفسي، وكان حماسي مرتفعاً لأكسب البطولة لنفسي ولكل من كان يتمنى لي الفوز، وأيضاً لمدربي واعتمدت على نفسي وفزت ببطولة مصر، واستطعت أن أنجح بنفسي رغم عدم وجود مدربي بجانبي فقد كانت كل القدرات والاستعدادات كامنة في داخلي في انتظار أن أقوم أنا بإخراجها. وهذا مثال لقوة الدوافع الداخلية.
وكمثال آخر.. تلك السيدة التي كانت متزوجة وعندها خمسة أطفال وكانت علاقتها بزوجها على ما يرام حيث أنها كانت تقوم برعايته على أكمل وجه، وأيضاً برعاية الأطفال وشؤون المنزل، ولكن فجأة تركها زوجها وارتبط بامرأة أخرى، وبدلاً من أن تبكي وتحزن على تركه لها قامت بمواجهة التحدي الكبير فبحثت عن عمل ووجدت فرصة كعاملة نظافة في فندق صغير، وفي أقل من خمس سنوات وبمجهودها ودوافعها الداخلية أصبحت المالكة لهذا الفندق.
ويحكي التاريخ قصة هيلين كيلر السيدة الصماء العمياء التي أصبحت من أقوى المعلمات والكاتبات. ولكن قليل من الناس تحدثوا عن آن سولومون وهي التي كانت وراء نجاح هيلين فقد كانت المصاحبة لها ومعلمتها وصديقتها ومصدر إلهامها وظلت معها سنوات طويلة وكانت واثقة من قدرات هيلين، وبالرغم من أنه لم يكن هناك أي إلزام على «آن» أن تأخذ تلك المسؤولية الصعبة إلا أن إيمانها الشخصي النابع من داخلها هو الذي كان يقودها، أي أن دوافعها الداخلية هي التي كانت توجهها.
المرجع: المفاتيح العشرة للنجاح
اسم الكاتب: ابراهيم الفقي
دار النشر: المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية
سنةالنشر: 1999
رقم الصفحة: 35-36
كلمات مفتاحية: الدوافع الداخلية – المرجعية الداخلية – الاعتماد على الذات – المعتقدات – الإيمان الشخصي بالنجاح
أرسل بواسطة: بهاء الشيخ علي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=318
المفضلات