إن مهمة شركات الاعلان هي أن تؤثر على ما نربطه بالألم والمتعة إذ يدرك المعلنون إدراكا واضحا أن ما يدفعنا ليس ذهننا في المقام الأول, بل الاحساس الذي نربطه بمنتجاتهم ونتيجة لذلك فقد أصبحوا خبراء في تعلم كيفية استخدام الموسيقى المثيرة أو المهدئة أو الصور السريعة أو الأنيقة أو الألوان البراقة أو المختلفة، والعديد من العناصر الأخرى المتنوعة لوضعنا في حالة عاطفية معينة وعند ذلك, وحين تصل عواطفنا إلى قمتها, وتصبح الأحاسيس في غاية قوتها يومضون لصورة تمثل منتجهم بصورة مستمرة إلى أن تربط بين هذه الصورة وبين هذه المشاعر المرغوب فيها، لقد لجأت شركة بيبسي كولا لهذه الاستراتيجية بصورة ذكية بحيث استطاعت أن تقتنص الحصة الأكبر من سوق المشروبات الغازية المربح من منافستها الرئيسية, شركة كوكاكولا فقد لاحظت شركة بيبسي النجاح الباهر الذي حققه المغني الأمريكي مايكل جاكسون, وهو شاب قضى حياته كلها وهو يتعلم كيف يثير عواطف الناس بالطريقة التي كان يستخدم بها صوته وجسمه ووجهه وملامحه ومايكل جاكسون يغني ويرقص بطريقة تثير أعداد هائلة من الناس, ولذا فإنهم كثيرا ما يلجؤون لشراء أشرطة أغانيه تساءلت شركة بيبسي: كيف يمكننا تحويل تلك المشاعر الى منتجات؟

وكان ما يدور ببالهم هو: إذا ربط الناس تلك المشاعر الممتعة بالبيبسي كما يربطونها بمايكل جاكسون فانهم سيشترون البيبسي كما يشترون اشرطته الغنائية والعملية الخاصة بترسيخ مشاعر جديدة لمنتج أو فكرة هي عبارة عن تحويل كامل وضوروي للتأهيل والترويض الكلي. غير أن عليك أن تضع ما يلي في اعتبارك الآن وهو: في أي وقت نقع فيه تحت تأثير حالة عاطفية شديدة حين نشعر بأحاسيس عميقة بالألم أو المتعة, فان أي شيء فريد يحدث باستمرار سيصبح مرتبطا عصبيا ولذا فانه حين يحدث هذا الشيء الفريد من جديد فإن الحالة العاطفية ستعود وتتجدد مرة أخرى.









المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 53-54
كلمات مفتاحية: اتصال – واعي – لاواعي - منبه – استجابة - مثير - ألم - متعة - اعلان - مبيعات – توليد العادات
أرسل بواسطة: محمد طه
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=216