كان الليل دامساً حينما عاد «مايكل» إلى بيته، ولكنه لم يكن وحده، كان قد وجد حصاناً. ولما عاد إلى منزله، توسل إلى أبيه لكي يحتفظ بالحصان. قال والده إنه من الممكن له إبقاء الحصان لهذه الليلة فقط، حيث إن من المتوقع أن يبحث صاحبه عنه.. ثم استطرد الأب: «في الصباح سأقول لك ماذا تفعل».

لم ينم مايكل أبداً هذه الليلة.. وكان همه قضاء أطول فترة ممكنة مع الحصان. ولما ذهب والده إلى الفراش كانت الشمس قد أشرقت واستيقظ الجميع في البيت. وجاء الأب ليرى ابنه وقال له: «أعتقد أنه عليك الآن أن ترجع الحصان إلى أصحابه». وقال مايكل: «ولكن يا والدي، لست أدري أين يقيم صاحب الحصان، لا أدري كيف أرجعه». فنظر الأب إلى ابنه بابتسامة وديعة فترة ثم قال: «مايكل، سر إلى جانب الحصان ودعه يفتح لك الطريق».

ارتدى مايكل ملابسه للرحيل وهو غير مقتنع بما سمعه ولكن بعد خروجه من المنزل فعل مثلما قال والده ومشى إلى جانب الحيوان الجميل. وتعجب الولد حينما رأى الحصان يلف إلى اليسار ثم إلى اليمين - بافتخار، وتابع مايكل الحصان. أخيراً وصل مايكل مبتسماً وفرحاً ومعه الحصان إلى قرية. ولما رأى القرويون الحصان، أتوا راكضين، وشكروا مايكل لإرجاعه الحصان، وأعطوه هدية. ولما عاد مايكل إلى منزله، سأله والده إذا كان أرجع الحصان. فهز مايكل رأسه قائلاً: «فعلت مثلما قلت لي، ووجد الحصان طريقه إلى صاحبه». وبعد فترة من التفكير أضاف:

«أتدري يا أبي، هناك شيء أريد أن أقوله لك - حينما وجدت الحصان أمس كنت سعيداً وكان عندي أمل أنك ستسمح لي بإبقائه معي، ولكنني الآن أكثر سعادة لأنني وفقت في مساعدة هؤلاء الناس في القرية - ولكن يا أبي، أعرف أنك طلبت مني إرجاع الحصان لسبب». فقال الأب مبتسماً: «إن السعادة تنبع - يا مايكل - من العطاء والمساعدة وحينما ساعدت هؤلاء الناس، شعرت بالسعادة وهذا هو درس الأول لك. ودرسي الثاني هو أنه عندما سرت بالقرب من الحصان، وجد سبيله إلى صاحبه بدون أي تأثير منك.. يا بني، يجب أن تتقبل الناس على أحوالهم ولا تحاول تغييرهم بل غير ذاتك».

إذا أردت أن يتقبلك الناس، تقبلهم كما هم، وإذا أردتهم أن يحترموك فاحترمهم أنت، وإذا أردت أن يبتسموا لك فابتسم لهم، وإذا أردتهم أن يحبوك أحبهم - إذا أردت أن تأخذ، فأعطي دون انتظار أي مقابل وسوف تعطي عشرات المرات بالزيادة من الله سبحانه وتعالى.

عملاً بنصيحة والده، ازداد مايكل إدراكاً وتفهماً ومع الوقت أصبح أستاذاً في الاتصال. أنت أيضاً بمقدورك عمل الشيء ذاته - ابدأ اليوم في التأثير على نفسك، لأنك إذا حاولت التأثير على الآخرين سوف تشعر باليأس والتعاسة - كما قال «غاندي»: «كن التغيير الذي تريد حدوثه في العالم». آمن بقوة أنك معجزة وأن لا أحد يشبهك تماماً لا هنا ولا في أي مكان آخر. تقبل الآخرين، أحبهم، أعطهم وركز على نواياهم. إني أضمن لك، ليس فقط أنك سوف تعتبر من أعظم رجال الاتصال في التاريخ، بل أيضاً أنك سوف تعيش حياة مليئة بالفرحة والسعادة.










المرجع: فن الاتصال اللامحدود
اسم الكاتب: ابراهيم الفقي
دار النشر: المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية
سنة النشر: 2001
رقم الصفحة: 165-167
كلمات مفتاحية: التواصل – قيمة العطاء – تقبل الآخرين – تغيير الذات – الإيمان – المعتقدات
أرسل بواسطة: محمد طه
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=287