إذا كنت تريد أن تأخذ زمام أمور حياتك بين يديك, وإذا كنت تريد أن تتحكم في أمالك بشكل جيد, وأن تكون مفاوضا جيدا, وأن تؤثر في أبنائك, وإذا كنت تريد أن تقيم علاقة وثيقة مع زوجتك / زوجك فعليك أن تتأكد من استكشافك لقواعدهم في علاقاتهم معك بصورة واضحة وجلية, وأن تطلعهم على قواعدك أنت أيضا. لا تتوقع من الآخرين أن يستجيبوا لقواعدك إن لم تطلعهم عليها بكل وضوح لا تتوقع من الناس أن يعيشوا طبقا لقواعدك آن لم تكن مستعدا للتوصل إلى حل وسط وللتعايش مع قواعدهم فأنا مثلا أحاول في بداية أي علاقة أن أبين للطرف الآخر ما لدي من قواعد بشأن هذه الوضعية, كما أحاول أن أستكشف كل ما يمكنني من القواعد التي يتبعها هذا الطرف فأنا أسأل مثلا: ما الذي يمكن له أن يجعلك تعتقد بأن العلاقة بيننا تسير في اتجاهها الصحيح؟ كم مرة تعتقد أن علينا أن نتواصل؟ ما هو الضروري؟

كنت أتحدث مرة مثلا مع أحد أصدقائي وهو من المشاهير المرموقين, وقد أفضى إلي بأنه لا يشعر بأن لديه الكثيرين من الأصدقاء وحينذاك سألته: (هل أنت متأكد بأن ليس لديك الكثيرون من الأصدقاء؟ إنني أرى الكثيرين حولك ممن يهتمون بك فعلا فهل هذا لأن لديك قواعد تلغي الكثيرين من الناس الذين يمكن لهم أن يكونوا أصدقائك؟ قال: الواقع أنني لا أشعر أنهم أصدقائي (قلت: ماذا يجب أن يحدث لكي تشعر بأنهم أصدقاؤك؟ أجاب: حسنا, أعتقد بأنني لا أعرف ما هي قواعدي بصورة واعية؟

وبعد أن فكر في الأمر بعض الشيء تعرف على إحدى القواعد التي يضعها في المقام الأول فيما يتعلق بالصداقة, وهي أنك إن كنت صديقه فعليك أن تتصل به مرتين أو ثلاث مرات كل أسبوع قلت له (هذا أمر مثير للاهتمام ولكن لدي من ناحيتي أصدقاء في مختلف أنحاء العالم ممن أحبهم حقا. غير أن شهرا أو يزيد يمر في بعض الأحيان دون أن تتاح لنا الفرصة أنا وأعز أصدقائي, لكي نتصل ببعضنا البعض, لمجرد انشغالنا الشديد اذ إنني أقضي في الحلقات الدراسية في بعض الأحيان يومي كله منذ الصباح الباكر والى وقت متأخر أثناء الليل, وقد أتلقى ما يصل إلى 100 مكالمة هاتفية في ذلك اليوم, وليس هنالك سبيل يمكنني بدنيا من التحدث إلى هؤلاء الأصدقاء غير أنهم يعرفون جميعا بأنني صديقهم، ومن ثم سألته: هل تعتقد بأنني صديقك؟ قال: حسنا, من الناحية الفكرية أعرف أنك صديقي, ولكن الأمر لا يبدو كذلك في بعض الأحيان لأننا لا نتصل ببعضنا البعض على نحو متكرر (قلت: لكنني لم أكن أعرف ذلك قط* لو أنك لم تقل لي ذلك فإنني لن أعرف عن هذا الأمر شيئا: أتحدى بأن هناك الكثيرين من الأصدقاء ممن يودون أن يلبوا متطلبات قواعدك الخاصة بالصداقة لو أنهم كانوا فقط يعرفون هذه القواعد).

تعريفي للصداقة بسيط جدا: إن كنت صديقا فانك تحب ذلك الشخص دون شروط, وستفعل أي شيء بوسعك أن تفعله لكي تسانده فان اتصل بك في وقت الشدة أو الحاجة فلا شك أنك ستكون جاهزا لتقديم كل ما يحتاجه وتمضي الشهور ولكن الصداقة لن تضعف حين تقرر بأن شخصا ما هو صديقك حقا وهذا هو كل ما في الأمر لن تضع هذه الصداقة موضع التساؤل قط من جديد وأنا أعتقد أن لدي الكثيرين من الأصدقاء لأن قواعدي فيما يتعلق بالصداقة تسهل تلبيتها * كل ما عليك أن تفعله هو أن تهتم بأمري وتحبني, وسأهتم بأمرك, وأحبك, وهكذا نصبح أصدقاء.

من المهم جدا أن تفصح عن قواعدك الخاصة بأي وضعية من وضعيات الحياة, سواء أكانت في مجالات الحب, أم الصداقة أم العمل وبالمناسبة, ألا يمكن أن تحدث حالات سوء فهم حتى بعد أن توضح قواعدك مقدما؟ لا شك بأن هذا يمكن أن يحدث قد تنسى بعض الأحيان أن توضح إحدى قواعدك, وقد يحدث كذلك ألا تكون بعض قواعدك واضحة لك أنت نفسك ولذا فان التواصل المستمر أمر في منتهى الضرورة لاتحاول الافتراض حين يتعلق الأمر بالقواعد, بل تواصل مع الطرف الآخر.








المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 420-421
كلمات مفتاحية: التواصل – تبني القواعد – معرفة قواعد الآخرين – التأثير – استراتيجيات الآخرين
أرسل بواسطة: عماد الشيخ حسين
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=259