إن المرأة هي الكائن الأكثر تأثرا بتقلب الفصول، فمزاجها النفسي يصفو مع تقدم فصل معين، و يتعكر إيقاعها النفسي مع فصل آخر . كما أن التأثر النفسي الذي يطرأ على المرأة بسبب الفصول يتغير من واحدة إلى أخرى …


فلكل فصل جماله الخاص، ومفارقاته التي تتفاوت مظاهرها الطبيعية والنفسية على مدار الكرة الأرضية حيث تتعاقب الفصول، وتختلف ما بين نصف الكرة الشمالي ونصفها الجنوبي، فثمة شتاء هنا، وفي الوقت نفسه، ثمة صيف هناك.


إن المرأة أكثر استعدادا من الرجل للإصابة بالاكتئاب الموسمي الناتج عن تغير الفصول، ويأتي هذا الاستعداد من التغيرات الهرمونية التي تصيبها بسبب الدورة الشهرية وما يصاحبها من نقص هرمون الأستروجين.


تظهر الأعراض الموسمية في تغير طريقة حياتها مثل: اضطراب نظام النوم أو ما يسمى (الأرق) كما ينتج عن اختلاف الفصول تذبذب الحالة الانفعالية، مما يدفعها أحيانا إلى الغضب والثورة لأقل الأسباب، وكذلك يبدو تفكيرها مشوشا غير منظم، و ينعكس هدا في أخذ قرارات غير منطقية في بعض الأوقات.


تظهر هذه الأعراض في بداية تغير الفصل، وتصيب في الأغلب الشخصية الاكتئابية الهوسية، وقد يحتاج الأمر إلى التدخل الطبي للمساعدة العلاجية بالعقاقير الطبية، في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها في أثناء تغير الفصول. لكن نسبة كبيرة من السيدات لا يعين ما يحدث لهن ويتعاملن مع الموقف بجهل، مما قد يؤدي إلى تدهور الحالة إلى ما هو أبعد من أعراض موسمية.


لهدا ينصح الخبراء بمتابعة الأمر وبث الوعي بتأثير الظواهر الكونية في تكويننا النفسي، لأن للجغرافيا تأثيرا واضحا في حياتنا اليومية.


فبالرغم من جماليات الشتاء وما يوحيه من هدوء، بالمقارنة بحرارة الصيف، فإن هناك من يرى العكس، هناك من السيدات من ترى أن فصل الصيف أحسن و أفضل بكثير من فصل الشتاء، كون هدا الأخير بالنسبة إليه موحشا و كئيبا.


فلكل فصل وقعه الخاص على كل سيدة ، ومن السيدات من تكمن مشكلتها في أكثر من فصل، فهي تشعر بضيق شديد من حر الصيف الذي يصيبها بنوبات إغماء متكررة، وتتعاط على استحياء مع فصل الخريف، حيث يثير تساقط أوراق الشجر الخوف والريبة في نفسها، وهناك من تحب فصل الشتاء وبرودته، و تحب الأمطار ولسعة رذاذها، فتعتبر فصل الشتاء بمثابة ضيف خفيف الخطى.


و بالرغم من كون أغلب السيدات يفضلن فصل الصيف، كونه فصل السفر و العطلة و الاستجمام ، إلا أن هنالك كذلك من تعتبره بالممل حيث يصعب عليها التأقلم مع جوه الحار


لهذا و جب على كل زوج مراعاة الحالة النفسية لزوجته، و محاولة التأقلم معها و مساعدتها على التغلب على هذه المشاكل البسيطة التي من السهل أن تتفاقم، إن تعرضت السيدة إلى ضغط العمل و مشاكل المنزل و الأسرة و عدم تفهمها من قبل زوجها، الذي يعتبر أقرب الناس إليها .