عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
سيرة الصحابي.أسيد بن حضير رضي اللـه عنه
أسيد بن حضير رضي الله عنه
من دنت منه الملائكة عليهم السلام
هو أحد زعماء الأوس في المدينة، وأحد كبار أشراف العرب في الجاهلية، وأحد مقاتليهم الأشداء، وكان في الجاهلية لقب بالكامل، والكمال صفة لا يليق أن تطلق الا على الفرد الصمد سبحانه تبارك وتعالى.
اسلامه رضي الله عنه
أسلم هو وسعد بن معاذعلى يد مصعب بن عمير رضي الله عنهم.
حكمته رضي الله عنه
وفي غزوة بني المصطلق كان عبد الله بن أبي بن سلول رأس النفاق وحربته قد قال لمن حوله مقولة كي يزرع قلوب جلساءه بنار الحقد على الاسلام وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وكان زيد بن أرقم رضي الله عنه قد فضح ابن سلول ونقل مقولته للنبي صلى الله عليه وسلم، ومفادها: لقد أدخلتموهم بلادكم، وقاسمتوهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا الى غير دياركم، والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذل، فيعاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بها أسيد بن خضير رضي الله عنه، وبحكمته وسداد رأيه رضي الله عنه يحتوي الأزمة قائلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: والله يا رسول الله تخرجه من المدينة انشاء الله ذليلا وأنت العزيز، يا رسول الله أرفق به، فوالله لقد جاء بك الله الينا وقومه ينظمون له الخرز ليتوجونه ملكا علينا، وما منعهم من اتمام ذلك الا دخولكم المدينة، ولذا فهو يرى أن الاسلام قد سلبه ملكه.
بهذا العقل الرزين ، وبهذه الحكمة السديدة ، والتفكير الهادىء الرصين، استطاع أسيد رضي الله عنه أن يمتص حنق وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا اعتاد أسيد رضي الله عنه ان يعالج القضايا الساخنة كهذه.
لقد كان أسيد رضي الله عنه صحابيا جليلا صالحا فذا ضاحكا مليحا، وذات يوم وهو يحدّث أصحابه ويضاحكهم، طعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيدا رضي الله عنه على خاصرته طعنة رقيقة يداعبه بها ويمازحه فيها، فقال له: لقد أوجعتني يا رسول الله، فقال له نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: اقتص يا أسيد! فقال له أسيد رضي الله عنه: انّ عليك قميصا، ولم يكن عليّ قميصا، وما أن رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه حتى احتضنه أسيد رضي الله عنه وأخذ يقبّل كشحه الشريف صلى الله عليه وسلم ( والكشح: هي منطقة بين الخاصرة والابط) ثم قال: بابي وأمي أنت يا رسول الله ما أردت من القصاص الا هذا.
انقلاب العصا بيده الى ضوء
ذات يوم وهو عائد من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الغروب وكان قد أرخى الليل سدوله، وبرفقته عباد بن بشر رضي الله عنهما، بعد حاجة لهما قد قضاها صلى الله عليه وسلم لهما، خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة شديدة الظلمة وفي يد كل منهما عصاه، فانقلبت عصا كل منهما باذن الله عزوجل الى ضوء يضيء كل منهما درب الآخر، ظلت ترافقهما حتى بلغ كل منهما داره.
دنو الملائكة عليهم السلام منه رضي الله عنه
كان أسيد رضي الله عنه يملك صوتا خاشعا باهرا منيرا في ترتيل القرآن الكريم، ولدماثة خلقه كان له موضع تكريم من الصدّيق وعمر رضي الله عنه، ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ان الملائكة دنت من صاحبه ذات ليلة لسانه نصب عينيه.
وفاته رضي الله عنه
لقد بقي رضي الله عنه واضعا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم نصب عينيه:اصبروا حتى تلقوني على الحوض.
في شهر شعبان وفي السنة العشرين للهجرة لبى نداء المولى تبارك وتعالى، وابى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه الا ويحمل نعشه على كتفيه، ومن ثم يواريه الثرى في مقبرة البقيع، ليعود الصحابة رضوان الله عليهم مرددين مقولة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقه رضي الله عنه: نعم الرجل أسيد بن حضير
فرضي الله عن أسيد وصلى الله وسلم على من رباه.
المفضلات