ذكّر نفسك بجنةٍ عرضُها السماواتُ والأرضُ ..
إن جعتَ في هذه الدّار أو افتقرتَ أو حزنتَ أو مرضّتَ أو بخسّتَ حقّاً أو ذقّتَ ظلماً .. فذكّر نفسك بالنعيم .. إنك إن اعتقدت هذه العقيدة وعملت لهذا المصير .. تحولت خسائرك إلى أرباح ، وبلاياك إلى عطايا ،إن أعقل الناس هم الذين يعملون للآخرة لأنها خيرٌ وأبقى ، وأما الذين يرون أن هذه الدنيا هي قرارهم ودارهم ومنتهى أمانيهم .. فهم أجزع الناس عند المصائب ، وأندمهم عند الحوادث لأنهم لايرون إلا حياتهم الزهيدة الحقيرة ، لاينظرون إلا إلى هذه الدار الفانية , لايتفكرون في غيرها ولا يعملون لسواها , فلا يريدون أن يُعكّر لهم سرورهم ولا يُكدر عليهم فرحهم , ولو أنهم خلعوا حجاب الرّان عن قلوبهم , وغطاء الجهل عن عيونهم .. لحدّثوا أنفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها وقصورها , ولسمعوا وأنصتوا لخطاب الوحي في وصفها .. إنها والله الجنة .. الدار التي تستحق الاهتمام والكد والجهد ..
إذا كان المصير إلى هذه الدار , فلتخف المصائب على المصابين , ولتقّر عيون المنكوبين ...
فيا أيها المبتلون بالفقر , المبتلون بالمصائب .. اعملوا صالحاً .. لتسكنوا جنة الله وتجاوروه تقدست اسماؤه ( سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعمَ عقبى الدار ) .