يوم الجمعة يوم عبادة وذكر وليس بيوم غضب وتحدي كما يبتدعون

لماذا اصبحنا نسمي يوم الجمعة بغير اسمه الذي انزله الله تبارك وتعالى؟ فيوم الجمعة من افضل الايام عند الله عزوجل, بل هو سيد الايام اطلاقا, وذكر بعض العلماء أن الجمعة تسمية إسلامية لم تطلق على هذا اليوم قبل الإسلام، ولم يرد ذكر اي يوم من ايام الاسبوع في القرآن الكريم الا يومان, يوم الجمعة ويوم السبت, وما ذكر يوم السبت الا لذم بني اسرائيل لانتهاكهم حرمته المقررة في شريعتهم

يوم الجمعة يوم عبادة وذكر وليس بيوم غضب وتحدي كما يبتدعون
يقول المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم في سورة فاطر 43


فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلاً

وقال تعالى في موضع آخر من كتابه الكريم

سُنَّةُ الله التي خلتْ منْ قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم

واياكم ومحدثات الأمور, فان كلّ مُحدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النار


لماذا أصبحنا في هذا الزمن نسمي الأشياء بغير اسمها الأصلي لدرجة انه قد التبس الأمرعلى كثير من الناس فأصبحوا يرون الحق باطلاً والباطل حقاً؟

لماذا اصبحنا نسمي يوم الجمعة بغير اسمه الذي انزله الله تبارك وتعالى؟ فيوم الجمعة من افضل الايام عند الله عزوجل, بل هو سيد الايام اطلاقا, وذكر بعض العلماء أن الجمعة تسمية إسلامية لم تطلق على هذا اليوم قبل الإسلام، ولم يرد ذكر اي يوم من ايام الاسبوع في القرآن الكريم الا يومان, يوم الجمعة ويوم السبت, وما ذكر يوم السبت الا لذم بني اسرائيل لانتهاكهم حرمته المقررة في شريعتهم, اما يوم الجمعة فقد اختصه عزوجل في كتابه الكريم وافرد فيه سورة كاملة من القرآن الكريم, هي سورة الجمعة, والتي تضمنت الحث على حضور صلاة الجمعة، وترك الانشغال بما عداها في وقتها. حيث يقول تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ

ويوم الجمعة من الايام المباركة فهو عيد المسلمين , ففيه خلق الله عزوجل آدم عليه السلام , وفيه أهبط الله عزوجل آدم عليه السلام الى الأرض , وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم الا غفر له, ومن مات يوم الجمعة أو ليلتها فقد أمن من فتنة القبر, وفيه تقوم الساعة ان شاء الله تعالى, فلماذا نغيّر اسمها ونطلق عليها اسما لا يليق بقدسيتها؟ فتارة نسميها بجمعة الغضب وتارة بجمعة التحدي واخرى بجمعة المحاكمة وما الى ذلك من مسميات بدعية ما انزل الله بها من سلطان
تابعوا معنا اخوتي واخواتي في الله هذا الفصل عن فضائل يوم الجمعة مدعما باحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم
جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
خير يوم طلعت عليه الشمس، يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة،
وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة

وجاء في صحيح سنن ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن يوم الجمعة سيد الأيام, وأعظمها عند الله, وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خلال: خلق الله فيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئاً إلا أعطاه ما لم يسأل حراماً، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يُشفقن من يوم الجمعة

وفيه عن الإمام علي رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن يوم الجمعة سيد الأيام يضاعف الله فيه الحسنات , ويمحو فيه السيئات , ويرفع فيه الدرجات , ويستجيب فيه الدعوات , ويكشف فيه الكربات , ويقضي فيه الحوائج العظام

وفيه عن عبدالله بن سنان رضي الله عنه, أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فضّل الله الجمعة على غيرها من الأيام، وإن الجنان لتزخرف وتزيّن يوم الجمعة لمن أتاها، وإنكم تتسابقون إلى الجنة على قدر سبقكم إلى الجمعة، وإن أبواب السماء لتفتح لصعود أعمال العباد

وخطب أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في الجمعة فكان مما قال:
ألا إن هذا اليوم يوم جعله الله لكم عيداً، وهو سيد أيامكم، وأفضل أعيادكم، وقد أمركم الله في كتابه بالسعي فيه إلى ذكره، فلتعظُم رغبتكم فيه، ولتُخلص نيتكم فيه، وأكثروا فيه التضرع والدعاء، ومسألة الرحمة والغفران، فإن الله عز وجل يستجيب لكل من دعاه، ويورد النار من عصاه وكل مستكبر عن عبادته، قال الله عز وجل
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
وفيه ساعة مباركة لا يسأل الله عبد مؤمن فيها شيئاً إلا أعطاه

وتشير أحاديث وروايات كثيرة إلى أن في يوم الجمعة ساعة يستجيب الله تعالى فيها دعاء الداعين، ويلبي طلباتهم، ولأنها ساعة لم تحددها النصوص، فإن على الإنسان أن يشتغل بالدعاء في مختلف ساعات الجمعة عسى أن يحظى
بموافقة تلك الساعة.
ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال
فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه

نسأل الله تعالى الحنان المنان ذو الجلال والاكرام أن يمنحنا بركات يوم الجمعة وليلته, وأن يشملنا بعفوه وكرمه ورضاه وأن يوفقنا برحمته التي وسعت كل شيء فيها لصالح الأعمال, انه وليُّ ذلك والقادر عليه.
سنابل الخير للقرآن الكريم