أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

النتائج 1 إلى 1 من 1

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    مدربون معتمدون المدربون المعتمدون الصورة الرمزية يوسف دواره
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    الامارات العربية المتحدة - دبي
    المشاركات
    365
    معدل تقييم المستوى
    31

    Thumbs up شرح الحكمة الأولى من الحكم العطائية لأبن عطاء الله السكندري

    يقول ابن عطاء الله السكندري:
    1- (من علامة الاعتماد على العمل ،نقصان الرجاء عند وجود الزلل):
    يعني أن من علامات تعويل العامل على عمله أن ينقص رجاؤه في رحمة الله عند وجود زلله .
    ومفهومه رجحان الرجاء عند التحلي بالعمل والتخلي عن الزلل ، وهذه الحكمة إنما تناسب العارفين
    الذين يشاهدون أن الأعمال كلها من رب العالمين ، لملاحظتهم قوله سبحانه في كتابه المكنون
    : (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) الصافات (96)

    فلا يعظم رجاؤهم بالأعمال الصالحة حيث إنهم لا يشاهدون لأنفسهم عملاً ، ولا ينقص أملهم في
    رحمة الله إذا قصروا في الطاعة أو اكتسبوا زللا ، لأنهم غرقى في بحار الرضا بالأقدار ،
    متمسكون بحبل قضاء { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ } القصص (68)
    فإن الرضا بالقضاء واجب من حيث إرادته له ، ومذموم من حيث الكسب ، ما انفكت الجهة .
    وقد قال المصنف في بعض قصائده :
    ولا يَمْنَعْهُ ذنبٌ من رَجَاءٍ فإنَّ الله غَفارُ الذُّنوب
    وأما السالكون فإنما يناسبهم الفرح بصالح العمل ، وتقديم الخوف المستلزم لنقصان الرجاء عند وجود الزلل ،
    على حد قول الإمام الدردير :
    وغَلِّبِ الخوفَ على الرجاءِ وسِرْ لمولاك بلا تناءِ
    لا سيما في هذه الأزمنة التي رقت فيها الديانة ، وكثرت الجراءة على المعاصي ، وقلَّتْ فيه الأمانة .
    فإن الله تعالى جعل الأعمال الصالحة سبباً لرفع الدرجات بدار القرار ، والأعمال الطالحة موجبة للدرك
    الأسفل من النار ، قال تعالى : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى(5)وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى(6)فَسَنُيَسِّ ُهُ لِلْيُسْرَى(7)
    وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى(8)وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى(9)فَسَنُيَسِّ ُهُ لِلْعُسْرَى (10) } الليل
    وإنما بدأ المصنف بما يناسب مقام العارفين ، وإن كان مقتضى الترقي البداءة بمقام السالكين من الحث
    على حسن المتاب ، والتمسك بالأسباب الموصلة إلى الكريم التواب ، ليكون السالك حسن البداية
    التي بها تشرق النهاية . فمقصوده بهذه الحكمة تنشيط السالك المجد في الأعمال ،
    ورفع همته عن الاعتماد عليها ، واعتماده على محض فضل ذي العزة والجلال .
    كما أشار لذلك ابن الفارض بقوله :‏
    تمسَّكْ بأذيالِ الهوى واخلَعِ الحَيا وخلِّ سبيلَ النَّاسكينَ وإنْ جَلُّوا
    فإنه لم يُرِدْ الأمرَ بترك العبادة ، لأنه كان من أعظم العُبَّاد ، بل أراد عدم التعويل عليها ،
    والاعتماد على فضل الكريم الجواد . وفي الحديث : " لن يُدْخِلَ أحداً عملُهُ الجنة "
    قالوا : ولا أنت يا رسول الله . قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضله ورحمته " .
    وقد جُمع بين هذا الحديث و آية : { ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }النحل (32)
    بأن العمل لا يكون معتبراً إلا إذا كان مقبولاً ، وقبوله بمحض الفضل ،
    فصح أن دخول الجنة بمحض فضل الله، وأن العمل سبب ظاهري متوقَّف عليه .
    والله تعالى يوفقنا لما فيه رضاه .


    المصدر:
    شرح حكم الإمام ابن عطاء الله السكندري للشيخ عبد المجيد الشرنوبي


    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف دواره ; 14-Mar-2011 الساعة 12:08 AM
    يوسف علي دوارة
    مدرّب تنمية بشرية وتطوير الذات
    ممارس في التعلّم السريع والتعلم النشط

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178