الشراكة بين وزارة التربية والتعليم ومؤسسات القطاع الخاص.. نجاحات متواصلة

عُمان-سلطنة عُمان 1-يونيو-2009

يعد التعاون بين مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية من الجوانب التي تمثل تفعيلا مباشرا لمبدأ الشراكة بين الجانبين، لتحقيق عدد من الأهداف ذات المنفعة المجتمعية.
وإيمانا من وزارة التربية والتعليم بمساهمة القطاع الخاص في التطور المشهود للتربية والتعليم في السلطنة بفضل التوجيهات الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص للتعبير عن دوره الاجتماعي والوطني من خلال المشاركة الفعالة والتي تتفق مع أهداف وزارة التربية والتعليم والخطط الموضوعة. فإن الوزارة سعت للاستفادة من الإمكانات التي توفرها مؤسسات القطاع الخاص، وأنشأت من أجل ذلك قسم دعم المبادرات بالمديرية العامة لتقنية المعلومات، ومن مهامه: تصميم وتنفيذ استراتيجية التعاون بين الوزارة والقطاع الخاص، وصياغة بنود مذكرات التفاهم بين الوزارة والقطاع الخاص والإشراف على تنفيذها، وتنفيذ مشاريع تربوية لها صفة الاستمرارية مع القطاع الخاص.
وتعتبر المبادرات التعليمية بوزارة التربية والتعليم من المشاريع الحديثة التي تواكب التطور المشهود للتربية والتعليم في السلطنة، وهي فرصة للقطاع الخاص للتعبير عن دوره الوطني والاجتماعي وكذلك فرصة للترويج عن منتجاته، حيث تم خلال السنتين الماضيتين تنفيذ أكثر من عشرين مشروعا يخدم الطالب مباشرة بدعم من القطاع الخاص. وللتعرف أكثر على مجالات هذا التعاون القائم بين هذه المؤسسات الخاصة ووزارة التربية والتعليم، والخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات، وما يتعلق بمبدأ الشراكة القائم بين الجانبين، التقينا بعدد من المعنيين بالموضوع.

الشراكة مع القطاع الخاص

في البداية يقول سالم بن سلطان العبري رئيس قسم دعم المبادرات التعليمية بالمديرية العامة لتقنية المعلومات: منذ إنشاء قسم دعم المبادرات التعليمية بوزارة التربية والتعليم منذ عام ونصف تقريبا و من اختصاصاته تكوين شراكات بين التعليم والقطاع الخاص فقد استطاع القسم إيجاد وتمويل أكثر من 25 فعالية ومشروع مع القطاع الخاص،وهذه المشاريع تتوافق مع الخطة الخمسية السابعة والمشاريع التطويرية التي تنفذها الوزارة بما يتوافق مع الاحتياجات التعليمية والتربوية وكتناغم وكتكملة أو مساندة للمشاريع القائمة وهذا ما تم الأخذ به في المشاريع التي تم توقيع اتفاقياتها مؤخرا بدعم وتمويل من القطاع الخاص. وأضاف رئيس قسم دعم المبادرات التعليمية: أصبحت مشاريع دعم المبادرات التعليمية بوزارة التربية والتعليم نموذجا لكثير من مؤسسات التعليم في المنطقة وهذا نتيجة للرعاية والتوجيه المستمر من قبل المسؤولين بوزارة التربية والتعليم وعلى رأسهم معالي يحيى بن سعود السليمي وزير التربية والتعليم والذي نتشرف أن نتلقى منه التعليمات مباشرة في المراحل الأولى لبناء أي مشروع شراكة وهذا هو السبب الرئيسي لنجاح فريق العمل للمبادرات التعليمية بوزارة التربية والتعليم.

مشاريع استراتيجية

وعن أهم المشروعات التي تنفذ حاليا قال سالم العبري: هناك مجموعة من الخطط التي نتطلع لتنفيذها مستقبلا، ومن الخطط الموضوعة حاليا: تنفيذ مشاريع استراتيجية في جميع المناطق التعليمية لتلبي احتياجات هذه المناطق، وهذا ما تم مؤخرا بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمنطقة جنوب الباطنة فقد تم تجهيز المرصد الفلكي التعليمي وخلال الأيام القليلة القادمة سوف يتم توقيع مذكرة تفاهم مع الشركة العمانية للاتصالات (عمانتل)، حيث ستقوم الشركة بدعم تمويل تجهيز مركز الابتكار والإبداع العلمي بمدرسة عاصم بن عمرو بولاية بوشر بمحافظة مسقط، ويعد هذا المشروع الأول من نوعه ضمن مدارس السلطنة حيث يتيح المشروع للطلبة ممارسة هواياتهم وإبداعاتهم الابتكارية في مجالات الصناعة والاتصالات، كما سيشتمل المركز على معرض يحاكي عملية الاتصالات السلكية واللاسلكية وعمليات استخراج النفط والغاز وكيفية عمل المحركات وأجهزة الطاقة.

الاستوديو الرقمي

وعن أهم المشاريع التي تم تنفيذها بالشراكة مع القطاع الخاص قال سالم العبري رئيس قسم دعم المبادرات التعليمية بوزارة التربية والتعليم: لعل من المشاريع التي نفتخر بها جميعا هو النجاح في توقيع شراكة مع بنك عمان الدولي (الصديق والشريك) في رعاية مسابقة منتخبات المناطق التعليمية للرياضة المدرسية حيث سيكون البنك الراعي الرئيسي لهذه المسابقة لمدة ثلاث سنوات، وهذا بالتالي سيكون دافعا كبيرا للقائمين على هذه المسابقة من اجل تطويرها بعد ان وصلت إلى مرحلة جيدة من التنظيم الفني واكتشاف عناصر رياضية يمكن أن تصل إلى مستويات يستفاد منها في تعزيز المنتخبات الوطنية الرياضية.
وأضاف العبري: أما المشروع الأبرز الآخر الذي جاء نتيجة الشراكة مع بنك عمان الدولي فهو تجهيز الاستوديو الرقمي التعليمي الذي سوف يحمل اسم الاستوديو الرقمي التعليمي لبنك عمان الدولي لمدة خمس سنوات، وقد وضعت مواصفات هذا الاستوديو من قبل المعنيين بدائرة تقنيات التعليم بالمديرية العامة لتقنية المعلومات وفقا لمتطلبات المرحلة المقبلة وخاصة الاستفادة من إمكانيات الاستوديو العالية في تصميم وبناء المحتويات الإلكترونية الذي يدعم متطلبات التعليم الإلكتروني.

تمويل صدور الملحق الصحفي

وقال الدكتور عامر بن عوض الرواس الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للاتصالات عمانتل عن الشراكة القائمة ما بينهم ووزارة التربية والتعليم: تفخر الشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) بعلاقتها المتميزة مع وزارة التربية والتعليم في مجال الأنشطة، وهذه العلاقة التي بدأت منذ سنوات من خلال إعلان نتائج الشهادة العامة للتعليم العام آنذاك عبر الرسائل النصية القصيرة لمستخدمي عمان موبايل، واستمر هذا المشروع وتطور مع التطور الحاصل في مجال التربية والتعليم بالسلطنة إلى أن تم مؤخرا توقيع اتفاقية إدارة نظام الرسائل النصية القصيرة بالبوابة التعليمية الإلكترونية، وهو مشروع رائد وحيوي بالسلطنة نرى أنه يمس شريحة كبيرة من المجتمع معظمهم ضمن مشتركي عمان موبايل.
وأضاف الدكتور عامر الرواس: هذه العلاقة والشراكة أيضا ترجمها الطرفان من خلال الاستعداد لتوقيع اتفاقية لدعم المبادرات التعليمية، وذلك من أجل تمويل مركز الابتكار الطلابي، وأيضا قامت الشركة مؤخرا بدعم الملحق الصحفي youth The الذي تصدره الوزارة مع صحيفة observer Oman، هذا بالإضافة إلى رعاية عدد من الاحتفالات والفعاليات التربوية والتعليمية خلال الفترة السابقة وإن شاء الله سوف تواصل الشركة دعمها لمشاريع وزارة التربية والتعليم، استلهاما من الفكر السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في خطابه الأخير بمجلس عمان والذي أكد فيه على أهمية دعم العلم والمعرفة واستخدامات التقنية، وعلى هذا الأساس وضعت الشركة العمانية للاتصالات على عاتقها تنفيذ هذه التوجيهات من خلال دعم المبادرات التعليمية المتميزة والتي سوف تظهر فوائدها في المستقبل القريب إن شاء الله.
مبادرات بنك مسقط

وثمن عبدالرزاق بن علي بن عيسى الرئيس التنفيذي لبنك مسقط الشراكة والتعاون الكبيرين بين وزارة التربية والتعليم والبنك في الارتقاء بالعملية التربوية والتعليمية بالسلطنة، مشيرا إلى أن بنك مسقط طرح العديد من المبادرات في قطاع التعليم كجزء من استراتيجيته في دعم أنشطة وفعاليات المجتمع العماني ودعم المشاريع والمبادرات الحكومية، ويعد بنك مسقط المؤسسة الرائدة في السلطنة شريكا استراتيجيا لكافة الجهات الحكومية، مؤكدا أن بنك مسقط يفتخر بالشراكة الحقيقية مع وزارة التربية والتعليم امتثالا للتوجيهات السامية لسلطان البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- الذي دعا القطاع الخاص للقيام بدوره في خدمة المجتمع.

حساب المعلم

وأوضح الرئيس التنفيذي لبنك مسقط: إن مبادراتنا في قطاع التعليم كثيرة ولا حصر لها، ولكن يمكن أن نذكر مبادرة بنك مسقط في دعم مشروع وزارة التربية والتعليم في مجال السلامة المرورية للطلبة بهدف المساهمة في الجهود التي تقوم بها الوزارة في هذا الخصوص، بينما تتمثل المبادرة الأخرى في قيام البنك بإنشاء حساب خاص يسمى (حساب المعلم)، يتميز عن بقية الحسابات البنكية بعدة امتيازات وعروض جذابة لفئة المعلمين من أهمها: تمويل شراء أجهزة الحاسب الآلي لكل معلم بدون فوائد بنكية، وإجراء سحوبات خاصة على هذا الحساب وغيرها من الامتيازات.

الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال

الشيخ علي بن صالح بن ناصر الحشار مدير الشؤون التجارية بالشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال (LNG) تحدث عن أهمية الشراكة بين الشركة ووزارة التربية والتعليم في مجال دعم المشاريع التربوية والتعليمية قال: تنبع أهمية الشراكة بين وزارة التربية والتعليم والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، كون أن الشركة ملتزمة تجاه دعم المشاريع الاجتماعية والوطنية والتربوية ودعم المبادرات التي تعود بالنفع على كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، والمساهمة في التنمية الشاملة المستدامة التي تنفذها الحكومة، وشراكتنا مع وزارة التربية والتعليم نابعة من هذا الأساس، فهناك مشاريع تطويرية تقوم بها الوزارة ونفتخر أن تكون الشركة راعيا وممولا رئيسيا لهذه المشاريع بما يعود بالنفع على أبنائنا الطلبة،ودعما للعملية التعليمية التربوية، ومساهمة في البرامج التطويرية التي تنفذها وزارة التربية والتعليم.

المرصد الفلكي التعليمي

وعن أبرز المشاريع التي تقوم الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال (LNG) بتنفيذها حاليا قال مدير الشؤون التجارية بالشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال: أبرز المشاريع التي قامت الشركة بتمويلها وتنفيذها هي: مشروع الصف التفاعلي، ومشروع صفوف التهيئة لبعض المناطق في السلطنة، كذلك تم الانتهاء من المرحلة الأولى من إنشاء المرصد الفلكي التعليمي بنيابة الحوقين بولاية الرستاق، والمسؤولون بالشركة مع المختصين بوزارة التربية والتعليم على قناعة تامة على أن الجانب الفلكي مهم في وقتنا الحاضر، و نحن حريصون على دراسة كيفية تفعيل وتطوير المرصد الفلكي الموجود في قرية الحوقين بولاية الرستاق، هذا إلى جانب أن الشركة مستمرة في بناء مظلات لطابور الصباح في المدارس التي لا توجد بها هذه المظلات بالإضافة إلى مشروع منقيات المياه.

تطوير الشراكة والمستقبل

وعن كيفية تطوير الشراكة في المستقبل مع وزارة التربية والتعليم في مجال دعم المبادرات التعليمية أوضح الشيخ علي بن صالح بن ناصر الحشار مدير الشؤون التجارية بالشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال (LNG): إن هدف الشركة بلا شك هو تطوير هذه الشراكة وتمويل مبادرات جديدة تساعد على دعم خطط وزارة التربية والتعليم المستقبلية لتتكامل مع المشاريع القائمة والقادمة للوزارة، والمسؤولون بالشركة ينظرون دائما لهذه المشاريع بكل اهتمام ورغبة نحو الاستمرار وبناء مشاريع مستقبلية عليها، والمختصون من الطرفين دائما في اجتماعات دورية من أجل متابعة الأعمال المنفذة وخلق مشاريع جديدة.
أما عبدالرزاق بن علي بن عيسى الرئيس التنفيذي لبنك مسقط فقال: إن بنك مسقط لديه خطط واستراتيجية لدعم الأنشطة الاجتماعية من خلال اعتماد برامج مدروسة تقدم كافة الدعم لأنشطة وفعاليات المجتمع العماني وبلا شك إن مبادراتنا وتعاوننا مستمر لإنجاح كافة خطط وزارة التربية والتعليم الهادفة إلى تطوير العملية التربوية والتعليمية والارتقاء بها.
واختتم سالم بن سلطان العبري رئيس قسم دعم المبادرات التعليمية بالمديرية العامة لتقنية المعلومات حديثه قائلا: إن المرحلة المقبلة من الشراكات بإذن الله سوف تكون متميزة أيضا لدعم التطور الحاصل في التربية والتعليم بالسلطنة بما يساهم بتجويد العملية التعليمية والتربوية حيث يعمل من اجل ذلك الجميع بوزارة التربية والتعليم.