زملاء الدّراسة “السّامّون” من هم، وكيف تتعامل معهم؟




خلال مسيرتك التّعليميّة لابدّ وأنّك قد قابلت أنماطاً معينة من الطّلاب لاحظت أنّها ذات تأثير سلبي واضح، ولسنا نتحدّث هنا عمّن يتغيب عن الحصص الدراسيّة، أو عن صديقك الذّي لا يتوقف عن التكلّم معك أثناء المحاضرة، بل عن الأشخاص “السّامين” الذين يغرقونك في مشاكلهم وسلبيّاتهم ويحاولون الدفع بك إلى الهاوية.


هؤلاء هم من يجب عليك أن تحذرهم وتبتعد عن خطاهم، ولكننّا نقضي مع زملاء الدراسة أغلب يومنا ونندمج في هذه الشّبكة الاجتماعيّة التي تجبرنا على أن نكون في احتكاك دائم معهم لذا علينا أن نتّعرف من تحديداً هؤلاء الأشخاص، وكيف نتعامل معهم!


الأنواع


المنتقدون

لا نتحدّث هنا عمّن يبدي رأيه بصراحة بل عمّن يجدون دائماً خطباً ما في كلّ شيء، وخاصةً بك أنت! يلقون بتعليقاتهم السّلبية طوال النّهار، عن أسلوبك في الدّراسة ودرجاتك وتصرّفاتك وصولاً إلى خطّ يدك!


دائماً ما يحاولون تحطيم ثقتك بنفسك وطبعاً غالباً ما يعقب هذا الكلام جملة: “أما أنا فكذا… وأفعل كذا….” فهذا النّوع لا يفوّت أيّ فرصة ليدّعي أن طريقته هي المثلى فإيّاك أن تأقلم حياتك وفقاً لأساليبهم.


الضّحايا المساكين




كلنا قابلنا في حياتنا شخصاً واحداً على الأقل يمثّل هذا النّموذج؛ الضّحيّة المسكين الذّي لا قوة، من اجتمع العالم كله على تحطيمه، من يرى أنّ لا ذنب له في أيّ شيء وهو غير قادر على إدراك تقصيره وأخطائه.


فإمّا الخطأ في المنهج أو تقصيرٌ من المدرّس أو ظروف حياته المبكية بل قد يلقي اللّوم على النّظام التّعليمي بأكمله. احذر فهذا النوع قد يجرّك معه إلى حفلة الشّفقة الخاصّة به.


أصحاب العقليّة السلبيّة




هذا النّوع ينشر الأفكار السّلبية كالعدوى ومن الصّعب ألاّ نتأثر بهم فهم دائماً مكتئبون قلقون متشائمون تتردّد على ألسنتهم عبارات مثل:


  • من المستحيل أن ننجح بهذا الاختبار
  • لا يمكن أن ننجز المشروع على الوقت المحدد
  • ما الفائدة؟ حتى لو تخرّجنا لن نحصل على وظيفة
  • هذا المقرر صعبٌ جداً

وإلى آخره من عبارات الإثباط التي لا تنتهي وقد تتفاجأ بنفسك أنك ستفكّر مثلهم مع الوقت.
المتلاعبون والمستغلّون






هؤلاء من أصعب الأنماط لأنّه من الصّعب أن ندرك أنّهم كذلك! فهم غالباً ما يدّعون صداقتك ويتقرّبون منك من أجل مصالحهم الشّخصية، خاصّةً من يحاولون التّفوق بأيّ ثمن.


قد يقنعوك بالعدول عن خوض الاختبار أو دراسة فقرة ما وأكثرهم من يلهون بالعلن ويذاكرون بالسّر حتى تطمئن وتؤجّل دراستك كما تعتقد أنهم يفعلون لذا إن وجدت نفسك تنجز مشروعاً جماعياً لوحدك أو حاصلاً على ادنى درجة ما بين أصدقائك الذين أقسموا أنهم لم يكونوا مستعدّين للاختبار فأعلم أنك وقعت في شراكهم.
أصحاب الدراما والمآسي






هذه الفئة تعشق إثارة الفضائح واختلاق المشاكل من أبسط الأشياء ويخلقون حساسيّة دائمة في بيئة الصف عدا عن كونهم في حديث دائم ومستمر عن مشاكل حياتهم العاطفيّة والأسريّة وهم غالباً لا يريدون حلولاً ولا اقتراحات بل يحاولون إشراكك في متاعبهم وجعلك تنصت إلى تذمّرهم الذي لا ينتهي.



الحلول




  • ارسم حدوداً واضحة


كُلّما كانت المعاملة بينك وبين هذه النماذج رسمية ومهنية كلما كان أفضل فهناك حد رفيع بين الإنصات لمشاكل الزملاء وبين الغرق فيها، لا تحاول أن تجعل من الجميع اصدقائك المقرّبين ولا توزع رقم هاتفك على كلّ من بالصّف، اختر بعناية!



  • لا تتوقع التغيير


غالباً ما تكون هذه الصفات متأصّلة في أعماق هؤلاء الأشخاص ومشّكلةً جزءً كبيراً من شخصياتهم وأسلوبهم في الحياة وهي الحقيقة المُرّة التي عليك أن تتعامل معها إن كنت مصراً على صداقتهم ورؤية الجانب الجيّد منهم.



  • ثق بنفسك وبآرائك


كُن منفتحاً للتّغيير والتّحسين من أساليبك (فقط) مع الاشخاص الّذين يهمّهم أمرك.
عدا عن ذلك لا تدع آراء المشكّكين تؤثّر بك وأرهم أنّ انتقاداتهم غير بنّاءة وأنّها بصراحة مزعجة وغير ضروريّة وحبّذا لو يحتفظون بها لأنفسهم.



  • أنشئ نظاماً داعماً


أحط نفسك بمجموعةٍ من الطّلاب الإيجابييّن والطّموحين وكوّن بيئةً دراسيةً خاليةً من “السّموم” مبنيّةً على الاستفادة المتبادلة.
وكما يقول خبير التنّمية البشريّة جيم رون:
“أنت متوسّط أكثر خمسة أشخاص تقضي معهم وقتك.”
  • لا تنخدع بالعواطف المزيّفة


لا تدع التملّق والمديح المستمر يعميك عن حقيقة أنّ هذا الشّخص يحاول كسبك بأيّ طريقة ليس محبةً بك طبعاً بل لأجل غايةٍ ما.

أعتقد أن أيّاً منّا لديه تجربة واحدة على الأقل مع زميل دراسي من أحد هذه الأنواع ومدرك لكميّة الوقت والتّعب النفسي اللذان استنزفتهما منه هذه العلاقة ناهيك عن التأخّر الدّراسي التي سببّته لذا لابد لكلّ طالب أن يتّعلم هذا الدرس وأن يكون انتقائياً أكثر في من يبقيه بصحبته.