5 أنماط من الشخصيات الصعبة تقابلهم في حياتك وكيفية التعامل معهم
نقابل أناس في حياتنا ونتسائل كيف كانت حياتنا ستتغير للأفضل إذا قابلناهم مبكراً، وآخرين يجعلونا نكره أنفسنا ونكره الحياة وتلك اللحظة التي جمعتنا فيها الظروف بهم، دعونا هنا نسميهم “الشخصيات الصعبة”، هذه الشخصيات متعبة في التعامل معها وتسبب مشاكل لمن حولها طوال الوقت.
والموضوع ليس بالأمر الهين، فهذه الشخصيات قد تكون في محل عملك مديرك مثلاً أو أحد الزملاء، أو داخل أسرتك زوجتك على سبيل المثال، أو ربما ابنك وفي هذه الحالة لا مفر، لا يمكنك أن تقطع علاقاتك بهم ولابد أن تتعامل معاهم، لذا دعنا نفكر بشكل إيجابي لنجد طرقاً مثلى للتعامل مع الطباع الصعبة.
يقولون الطبع أقوى من التطبع، ويُشاع أيضا أن من شب على شيء شاب عليه، ولكن هناك دائماً مخرج قد يستغرق تنفيذه وقتاً طويلاً ولكن يكفينا شرف المحاولة، سنحاول جاهدين في هذا المقال اقتراح بعض الطرق التي تساعدنا على التكيف مع الشخصيات الصعبة حتى لا تسبب لنا صداعاً مزمناً طوال الوقت.
وهذه الشخصيات الصعبة هي كثيرة ومتعددة ولكني فضلتُ هنا التركيز على خمسة أنواع منها فقط، حتى يمكننا التركيز عليها وتناول تفاصيلها بدقة وهي كالتالي: الشخصية المتكبرة، المتشائمة، الانتقادية، المترددة، وشديدة الحساسية.
النوع الأول: المتكبر (المتعاليّ)
هذا الصنف من الناس يشعر أنه الغالب وأنه الأعلى والآخرين دونه، والأمر لا يتعلق أبداً بمهارات يمتلكها أو أشياء تجعله مميزاً عن الآخرين، فالقصة كلها بداخله فهو يشعر بالعجز والنقص في ثناياه، فيلجأ إلى صنع حاجز وهمي يحميه من الداخل ويجعله يشعر بالأمان ويجعل الناس على مسافة بعيدة عنه ويظهر ذلك في صورة تعالي على الناس ليشعر بقيمته ويعوض احتياجاً داخلياً.
هذا الصنف من الناس مسكين يحتاج إلى بعض الحنان، الاحتواء، يلجأ لهذا الأسلوب ليشعر بقيمته، وأنت عليك دور، اشعره بقيمته التي يحتاج إليها ليس كما يدعي ويتظاهر بل بقيمته الإنسانية بصرف النظر عن شهاداته وخبراته وأمواله، هو بالأخير إنسان يحتاج إلى يد حانية وإلى تقدير معنوي وسترى كيف سيتغير تعامله معك.
النوع الثاني: المتشائم
يشعر أن الحياة سوداء وشعاره في الحياة “فطريقك مسدود… مسدود يا ولدي”، هذا الشخص ربما قابل خيبات كثيرة في حياته جعلته لا ينتظر أي خير ويتوقع الأسوأ دائماً، يرى أننا وُلدنا لنعذب ثم نموت، هذا الشخص يحتاج إلى بعض الثقة، يحتاج إلى أن يحاط بأشخاص إيجابيين “أنت واحد منهم” هو لن يغير حياته بين ليلة وضحاها، الأمر يستغرق وقتاً، عندما يضع أمامك العقبة ضع أمامه الحل، عندما يقلل من قيمة الحل أو إمكانية تنفيذه قدم له بدائل، ويمكنك أيضًا أن تطبق أحد هذه الحلول أمامه ليرى بعينيه.
احك له دائمًا عن قصص النجاح وقصص الفشل التي تحولت لنجاح، ساعده من وقت لآخر، قدّر تجاربه ومحاولاته فالأمر يحتاج إلى وقت.
النوع الثالث: الانتقادي
هذا النوع من الناس لا يعجبه أي شيء، ويرى عيوب الشيء قبل مزاياه، عندما تسأله عن رأيه في شيء سيبادرك بأفكار سلبية جداً قد تصيبك بالاحباط، لا تحزن، الأمر ليس له علاقة بك أو بذوقك، هذه طبيعة فيه فمهما اعتقدت أنك فعلت كل شيء على ما يرام، سيجد لك شيئاً آخر لينتقده لم يخطر لك على بال أصلًا.
لكي تنجح في التعامل مع هذا الشخص لا تعطِ أهمية كبرى لرأيه، استمع إليه في هدوء وتجنب أن تناقشه فالنقاش يعطيه الفرصة ليأكد ويبرر رأيه، ولا تحاول أن تثنيه، فلن تستطيع مجاراته هو مدرب على إيصالك إلى طريق مسدود، فحتى تتجنب الصدام معه لا تغضب منه، ولا تناقشه، وحوّل مجرى الكلام إلى مواضيع ونقاط الاتفاق، وتذكر جيداً أن المشكلة لا تخصك أو تخص تصرفاتك، مهما فعلت لن يرضى عنك هذه قاعدة، لذا لتحافظ على علاقتك به، ابحث عن الأشياء الجميلة التي تربطكما وتحدث عنها وأكد عليها، وإياك أن تسأل عن رأيه في أي شيء، فالعواقب تتحملها أنت وحدك.
النوع الرابع: المتردد
هو ذلك الشخص الذي يرى كل الأشياء الجميلة في شيء واحد وكل الأشياء السيئة أيضاً في نفس ذلك الشيء، دائمًا يخشى الخسارة، ويهتم جداً بالعواقب، يقف أمام قائمة الطعام وقتاً لا بأس به، يشعر وكأنه قد تٌرك في وسط المحيط الأطلنطي وحيداً، هل حساء الخضروات أم حساء الدجاج، يقف ضائعاً أمام هذا الاختيار، يحب حساء الخضروات ويريده ولكنه يختار حساء الدجاج لأنه حلو المذاق، ثم يندم بعدها لأنه جاء أصلًا لتناول حساء الخضروات،
وإذا اختار العكس يظل يفكر وقتاً طويلاً في خسارته لذلك الحساء الشهي، أكثر شيء يقلق هذه الشخصية عندما يوضع في موقف يختار فيه بين أمرين، وطبْق الأمر على الأمور الكبرى في حياته، وفي كثير من الأحيان يفضل الهروب من الموقف ولا يأخذ قرار تجنباً لأي خسارة تنتج عن اختياره.
إذا كنت قريب من أحد الشخصيات المترددة فعليك أن تقنعه وتكرر على مسامعه الرسالة التالية: “الاختيار الخاطئ أفضل من اللا اختيار”، فكيف سيتعلم الإنسان وتتكون لديه الخبرة بدون التجربة وبالتأكيد بدون الخطأ والاختيارات غير الموفقة! فالأمر يتطلب وقت، اعط لنفسك هذا الوقت مبكراً، فهذا يعطيك فرصاً أكبر في الحياة، هذا الشخص يحتاج إلى دعم طول الوقت في كل مرة يختار فيها، اشعره بأنه فعل شيئاً جيداً، وأنه مازالت أمامه الفرص ليُحسّن من اختيارات الأمس.
يحتاج أيضاً إلى ناصح أمين يهتم لأمره، يساعده على اتخاذ قرارات سريعة، من خلال إشارات تساعده على الاختيار، ولكن لا تفعل ذلك بالنيابة عنه، ساعده فقط، ودائماً ضع نصب عينيه أسوأ النتائج المترتبة على اختياره ليطمئن لما هو مقبل عليه.
النوع الخامس: شديد الحساسية
هذا الشخص في أغلب الأحوال من قليلي الثقة بالنفس، ربما لحادث جلّل في حياته أو ربما لسوء تربية في صغره، لا يهم السبب المهم أنه إنسان سريعاً ما ينفعل بما يُقال له أو يحدث معه، كلمة تأخذه للسماء وأخرى تلقي به في باطن الأرض، يفكر كثيراً في تصرفات الناس ومقاصدهم وكيف يعاملونه وينظرون إليه، يعتقد أن كل كلمة سيئة للعموم هي موجهة له بالأساس، يشك في أن وجوده في بعض التجمعات الاجتماعية مرغوب فيه، كثيراً ما يحمل نفسه أكثر من طاقته ويتحمل أعباءً لا قبل له بها.
على الرغم من أنه طيب القلب جداً ولدية شعور قوي جداً بالناس ويراعي مشاعرهم وأحاسيسهم، إلا أنه يسبب قلقاً متواصلاً لمن حوله، لأنهم طوال الوقت يحتاجون أن ينتقوا كلماتهم وحركاتهم بعناية حتى لا يُساء فهمها من قبله.
هذا الشخص يحتاج ممن يهمهم أمره إلى التعبير من وقت لأخر عن مكانته لديهم وأثره في حياتهم، ومدى حبهم له وارتباطهم به، بهذه الطريقة سيكون أقل حساسية، والحوار دوماً وسيلة للحل إذا أساء فهم بعض الأشياء تحدث إليه واشرح له قصدك، واحذر أن تقلّل مما يحزنه، فهذا سيجعلك تخسره للأبد.
المفضلات