عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
توقف عن طرح أسئلة تعيقك
توقف عن طرح أسئلة تعيقك
” الحياة محفوفة بالمخاطر بطبيعتها .هناك خطر كبير واحد يجب تجنبه بأي ثمن ،وهو الخطر من عدم القيام بأي شيء . ”
دنيس واتلي
كثيرا ما نقرأ قصص الناجحين الذين أصروا على التغيير و حققوا أحلامهم ،وكانت مصدر إلهام لنا وعلى مستواها تبين أن بإمكاننا أيضا تحقيق أهدافنا .
ومع ذلك فنادرا ما تساعدنا في التعامل مع ما يدور في الوسط ،بين نقطة البداية تلك التي نقف بها عندما نكون في كامل الطاقة ،والنجاح .
الجزء الأوسط عموما ليس بالجمال الكافي .إذن كيف يمكنك معالجته ؟
دعونا نقول أنك اتخدت الخطوة الأولى نحو حلمك، و رسمته بفرشاتك و ألوانك بالشكل الذي تريده و وقعت على المسار الذي ستتبعه وأعلنت نية البدء .
كنت متحمسا جدا وتبتسم عندما تفكر في المستقبل .
ثم فجأة سؤال أو اثنين دفعا كل ذلك الحماس وتلك الإبتسامة عن شفتيك ،وأوقفا كل القتالات التي كنت مستعدا لخوضها خلال مشوارك .
فمن الأسئلة ما تجمدك وتمتص حماسك وطاقتك .
” هل أنا جيد بما فيه الكفاية ؟ ،هل أنا حقا جعلت لهذا العمل ؟ ،هل لدي الخبرة الكافية ؟ ،ماذا لو فشلت ؟ .. ”
كل هذه الأسئلة تخرجك من منطقة الراحة وتستحوذ فكرك .
وهي ليست سوى استراتيجية عقلنا تبقينا متوغلين فيما نحن فيه . تمنعنا من مواجهة الخطر وخوض الحياة بلا كلل .
المشكل هو أنك تشغل نفسك بالتساؤلات اللامجدية التي تهدر طاقتك وتمنعك من رصد الفرص المتاحة التي ستساعدك في التغلب على التحديات التي تواجهك على طول الطريق .
تركز على الجنوب عندما تريد حقا الذهاب للشمال . لذلك ماذا ستفعل حيال هذا ؟
1- الشيء الأكثر أهمية هو أن تكون مدركا لمثل هذه الأسئلة عندما تدق بابك .
هناك احتمال أنك لن تتمكن من سماع صوت طرق السؤال للباب في بادئ الأمر حتى تشعر بالغرق المفاجئ وفقدان الأمل والطاقة .
قد تبدأ التفكير في أن الفكرة كلها غبية أو سخيفة و لا تستحق كل هذا الجهد . وباختصار، فإن حالتكم تتغير.
مع الممارسة يمكنك أن تصبح على علم عند حدوث تلك الحالة المتغيرة.
2- بمجرد أن تعي بهذا التغيير، توقف لحظة لاستكشاف ما فكرت فيه .
3- اسأل نفسك: “هل هذا سؤال أو هذه الحالة ستساعدني على المضي قدما؟ ” .
4- إذا كان الجواب بالنفي، تابع مع: “ما هو السؤال الذي يمكنني استبداله والذي من شأنه أن يساعدني ؟ “.
وهذه استراتيجية ساعدتني في حياتي .
فالأسئلة مغنطيس يريد المزيد من وعيك ،لاتتبعها حيث تريد أن تأخذك ولكن خذها أنت حيث تريد .
منذ اثني عشر عاما كنت أعمل كطبيب نفسي في شركة بي بي سي. بعدما نمت تجربتي طلب مني القيام ببعض الدورات التدريبية لمختلف الإدارات في المؤسسة.
أذكر الخوف الذي صعقني عند سماعي الفكرة .. لم أنم ليال طويلة ، كانت ضربات قلبي تتسارع بشكل جنوني و عانيت من نوبات القلق المرهقة.
كنت خائفا من أن أقف أمام حشد من الناس .
لكن ثابرت بعد أن ذكرت نفسي بأن هذا فعلا ما كنت أريده وأطمح له .
وأيقنت أن العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين هو ذاهب ويبعد عنه شوائب الخوف .
مع مرور الوقت أدركت أن الأسئلة التي كنت أسأل نفسي إياها هي التي كانت تأخدني للجنوب وتغض عن عيني الشمال الراغبة فيه .
” هل أنا جيد بما فيه الكفاية ؟ ،ماذا إذا نسيت ما أنا من المفترض أن أقوله ؟ ، ماذا لو لم أنجح ؟ .. ”
كل تلك الأسئلة التي كنت أراها تراعي مصلحتي لم تكن كذلك .
بعد أن بدا انعكاسها في إبطاء خطواتي ,غيرتها وبدأت أسأل نفسي بالطريقة التي يمكن من خلالها أن أحسن منها.
” كيف يمكنني المحافظة على جمهوري ؟ ،ما الطريقة التي ستجعل جمهوري يثق بي ؟ .. ”
غيرت أسئلتي فتغيرت مشاعري وكذا أدائي .وذلك من خلال تركيزي على الشمال الذي أريد أن أسلكه .
إذ كل ما تراه في عالمك الخارجي أنت منشئه بداخلك، بالأشياء التي تركز عليها ،فالداخل هو أفكارك وتخيلاتك ،ومشاعرك واعتقاداتك وأينما ذهبت ستجدها أمامك .
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++
المفضلات