ما هي المبادرة





المبادرة هي ببساطة أن تسارع بعمل الشيء و تسبق غيرك إليه .فهناك مبادرة لفعل الخيرات ترجو بها رضى الخالق أو تسارع بالإعتراف بأخطاء وقعت بها و تعمل على تصحيحها أو تتفاعل مع الناس و تخدمهم أو تتحمل مسئولية حل مشكلة ما أو تبادر في تحقيق حلمك و ذاتك .


كيف تكون مبادراً




لكي تصبح مبادراً عليك أن تتحلى ببعض الصفات الفعالة التي تجعل منك مبادراً صحيحاً ناجحاً و تنول ما تريد و بادرت له و تؤجر كما قال سبحانه عن سيدنا زكريا عليه السلام "إنهم كانوا يسارعون في الخيرات" فكافأه الله بالرزق.


حياته نتاج لقراراته




فهو يعيش حياته و يبنيها كما يريد و وفقاً لاختياراته هو و ليس كما يراد له ، لديه القدرة على التحكم في اتجاهها و توجيهها للطريق الذي يحقق فيه مراده و يحيا بكل حرية ، فهناك من إتخذوا قراراً صعباً في تغيير مسار دراستهم و تحملوا مسئولية هذا التصرف لأن هذا ما يريدون .


"من لم يحدد له اختياراً فقد أختير له" مثل قديم


قراراته بناءاً على مباديء و قيم




فهي ليست قرارات إنفعالية تسيطر عليها بعض المشاعر اللحظية ثم يندم عليها أو يرجع عنها و لكنها تنبع من مباديء ثابتة يؤمن بها كونت لديه أفكاراً و قيماً يسير عليها و يعمل بها ،وقفاً لمباديء دينه و قواعد إيمانية لا يحيد عنها يبتغي بها الله و يعرف أن غيره سيتبعه.
"قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين" يوسف.


أنه فعل و ليس رد فعل








المبادر غير متثاقل عالي الهمة البداية دائماً تجدها عنده يأخذ الخطوة الأولى و بذلك تصبح الإحتمالات متعددة أمامه ثم تنطلق في طريقها من حيث بدأ و إختار هو، يأخذ بزمام الأمور و لا يعتمد على غيره في تيسير أعماله يستطيع بذلك تحريك كل شيء في المجرى الذي حددته و يحصل على ما خطط له.


" الحياة ليست لإيجاد نفسك و إنما لتكوين نفسك" جورج باتون.


لا يحتقر نفسه أمام الصعاب




يعرف أنه انسان ذو قيمة و أنه مكلف بما في وسعه و بما أعطاه الله من قدرات و إمكانيات ، و أنه قادر على مواجهة مصاعب الحياة و مشاكلها و التصدي لها و تحديها فلا يهتز أمامها إذا فوجيء بها و يواجهها بكل ثقة ، المبادر دائماً يعرف أنه هو المقصود فعندما تحين الفرصة تجده لها بالمرصاد .
" إذا القوم قالوا من فتى؟ خلت أنني عُنيت فلم أكسل و لم أتبلد" طرفة بن العبد


لا يبرر فشله بقلة حيلته




لا يلقي باللوم على الظروف أو على الآخرين ليبرر فشله و لكنه يتحمل مسئولية تصرفاته و لا يهابها و يعزز بذلك ثقته بنفسه ، و إذا تأكد من سوء تصرفه أسرع ليصححه و يعمل على تغييره و العودة من جديد دون إحباط أو يأس .
"المبادر هو فرد يبحث فعلاً عن تغيير و يستجيب إليه و يستغل الفرص السانحة للتغيير" بيتر دروكر


لا يتأثر بنقد و أراء الأخرين المخالف له




فهي على العكس لا تحرجه و لا تثبطه أو تقلل من عزيمته و لكنه يتعلم منها و يأخذها بصدر رحب و تكون دافعاً له للأمام ليبدأ من جديد و بقوة أكثر و يمتلك روح العزم و الإصرار .
" هناك أشياء ليس لنا عليها يد" سني


مبادرون




سأذكر لك قصتين لمن بادروا سابقاً و كانت مبادرتهم سبباً لشيئاً عظيما يذكر حتى وقتنا هذا :


أولاً: مبادرة نملة | و هي النملة التي بادرت بتحذير قومها للرجوع سريعاً لمساكنهم حفاظاً عليهم من الهلاك فهي لم تحتقر نفسها أو تقلل من شانها فكانت سبباً في إنقاذ قومها من النمل و استحقت أن تذكر في القرآن مع نبي الله سليمان .
"حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون"النمل(18)


ثانياً: روزا باركس | المرأة السوداء التي أشتهرت بمبادرتها بقول "لا" للظلم و التفرقة العنصرية فهي كانت الشرارة الأولى لتحرير السود و إعطائهم الحرية و تحريرهم من العبودية و أخذ حقوقهم ، في وقت لم يكن لهم حق الحياة وسط غيرهم من البيض فماذا لو لم تبادر و تأخذ حقها في مجرد الجلوس في الحافلة و سكتتو ظلت مثل غيرها خائفة من المواجهة، لظلوا حتى اليوم بلا حقوق و لما كان رئيس أمريكا اليوم منهم .


علمني التاريخ أن تصميم الشخص على تحقيق هدفه يهزم الخوف ، ومعرفته سبل بلوغ هذا الهدف يمحو الخوف . روزا باركس