نريد أن نحياة حياة كريمة نشعر بطعمها و نعرف معناها و نتسائل لماذا لا نحقق أهدافنا .. لماذا جئنا إلى هذه الدنيا و ماذا علينا فعله بها ؟ أو ما أهميتنا فيها ؟ أجيب عليك من خلال الآية الكريمة التي كان بها الرد المباشر "
و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون" و لكن كيف تكون عبادة الله ؟ هل هي بالصلاة و الصيام فقط ؟ لا طبعاً و لكنها بالعمل أيضاً فأنت خليفة الله في أرضه و عليك تعميرها بالهدف الذي ستصنعه لنفسك لكي تحقق به إرادة الله فيك.

الهدف


أولاً اعرف ما هو الهدف ؟ هو بكل بساطة الغاية التي تعيش من أجل تحقيقها و التي تجعلك تشعر بقيمتك و قيمة الحياة . إن كنت تريده حلماً كبيراً فتأكد أن طريقك سيطول كل حلم و على حسب حجمه اذن .. و لكي تصنع لك هدفاً سام و متميز فعليك أن تبنيه على ثلاثة محاور و أعمدة أساسية لازمة ليقوم بها و أن تستطيع تحديده و يكون لديك صفات خاصة تتحلى بها كي تصنعه و هي كالتالي :

محاور الهدف




1. الله :


بمعنى أن يكون هدفك موصولاً بالله تبتغي فيه إرضاء ربك و أي هدف لكي يكون مباركاً سليماً لا يناله شائبة أو نية غير طيبة لابد أن يكون غايتك فيه رضى الله ليجازيك عليه خيراً في الدنيا و الآخرة .


2. النفس:


فليس من المعقول أن تعيش حياتك و تقضيها على تحقيق هدف ليس لك فيه شيئا و لا تحقق فيه ذاتك و أحلامك الخاصة ، ففي الغالب ستتوقف عن سعيك هذا في منتصف الطريق و لن تكمله لأن نفسك لن تسمح لك و أيضاً عقلك و يمكن من حولك و حتى إن اكملته فلن تشعر بالسعادة المطلوبة أثناء القيام به أو بعد تحقيقه .

3. الناس :


و على العكس إن وقف هدفك عند حد افادتك وحدك فسيكون هدفاً أنانياً و لن تتم به عبادتك لله فهو عمره قصير و ينتهي بانتهاء عمرك أو قد ينتهي قبله بكثير فعليك أن تضع هدفاً يبدأ و ينتهي إلى رضى الله و اسعاد نفسك و خدمة الناس وقتها بسعادة الناس و خدمتهم ستنال حب الله و يحبب بك خلقه كما في الحديث و تصبح معروفاً بين الناس بالخير .
يقول صلى الله عليه و سلم : عند الله خزائن الخير و الشر ، مفاتيحها الرجال ، فطوبى لمن جعله مفتاحا للخير ، و مغلاقا للشر ، وويل لمن جعله مفتاحا للشر و مغلاقا للخير .


تحديد الهدف



تستطيع تحديد الهدف الخاص بك بوضوح و يكون هدفا ملائما لك و يناسب ميولك و ما لديك من قدرات من خلال الآتي:


1. ابحث عما تتميز به:


من مواهب أو قدرات أو ما تستطيع أن تؤدي من خلاله أكبر قدر من الامكانيات مثلاً إن كنت تحب الرسم أو التدوين أو معادلات حسابية أو برمجة كمبيوتر . اقرأ عنه كثيراً و كن على دراية بآخر ما تم فيه و حاول أن تحقق من خلالها هدفك.


2. حدد نقاط القوة و الضعف :


فإن كنت تريد أن تصبح صحفياً مشهوراً ببراعته في الإلقاء و نقل الأخبار من الممكن أن تكون ضعيفاً في اللغة و لكن قوياً في توصيل الفكرة أو لديك قدر لا بأس به من البحث عن مصادر الحقيقة فتقوم بمعالجة نقاط الضعف و العمل على استثمار و تقوية نقاط القوة في هدفك.


3. استشر متخصص :


أو شخص ذو ثقة ليساعدك في كتابة هدفك و تحديده بوضوح و تعرف كيف و من أين تبدأ لأنك ستحتاج لتجزأته و تصحيح ما فيه من أخطاء و كيف تحققه و ما الأدوات التي تلزمك و الاستفسار عن الدورات التي تحتاج إليها و هكذا .


4. الدعاء:


فهو مهم لكي تستمد منه القوة و الأمل فادع الله دائماً و احسن الظن به و تخيل دائماً هدفك و أنت تحققه و بكل تفاصيله فهذا يجعلك تصدقه و تصر عليه .


صفاتك النفسية






لكي يقوم هدفك أيضا فعليك أن تتحلى بعدة صفات مهمة لتستطيع اتمامه حتى و إن كانت ليس فيك فيجب أن تعرفها و تتصف بها طوال طريق تنفيذه و هي بأمر الله ستساعدك و منها :


1. إيمانك بهدفك :


إن كنت أنت لا تؤمن بهدفك و تصدقه فمن الذي سيصدقه؟ و كيف ستسعى و تتحمل طول طريقه لتكمله إن كنت لا تقتنع به .
كثير من الناس لهم معتقدات خاطئة عن ما الذي يجلب السعادة الحقيقة ، السعادة لا تتحقق بإمتاع المرء لذاتة و لكن عن طريق الولاء لهدف يستحق _ هيلين كيلر


2. الصبر و التفاؤل:


و لأن حلمك لن يتحقق في طرفة عين خاصة و إن كان عظيماً فاصبر و مهما طال الطريق تفائل حتى لا تصاب بالاحباط عندما تواجهك المشكلات و الصعاب و إن فشلت في المحاولة الألف لا تتوقف حتى تنفذه.
إن لم تزد في الحياة شيئاً كنت أنت زائداً عليها _ مصطفى صادق الرفاعي


3. بذل المجهود:


ابذل الكثير من الجهد و الوقت و لا تيأس و لا تقل بذلت و تعبت و لم احصد شيئاً لا تتوقف في نصف الطريق و تمل فقد تكون قد اقتربت من تحقيقه في الوقت الذي توقفت فيه فهدفك يستحق كل ما لديك من طاقة.
كلما عظمت الأهداف طال الطريق _ د/ مصطفى محمود


4. التوكل على الله :


افعل ما في وسعك من مجهود و أنت متوكل على الله فأنت تسعى و الله هو من سييسر عليك الأمور و يذلل لك الأسباب و هو من سيجازيك .
من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "97" سورة النحل