عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
البرمجه الربانية .......
لكل إنسان مستويان من الاتصالات
الواعي واللاواعي أو الحاضر والباطن
يقول سبحانه وتعالى مخبرا عن يوسف عليه السلام :
إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (8)اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10) قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18).
وقد جاء في تفسير هذه الآيات :
إذ قال إخوة يوسف من أبيه فيما بينهم: إن يوسف وأخاه الشقيق أحب إلى أبينا من، يفضِّلهما علين، ونحن جماعة ذوو عدد، إن أبانا لفي خطأ بيِّن حيث فضَّلهما علينا من غير موجب نراه.
اقتلوا يوسف أو ألقوا به في أرض مجهولة بعيدة عن العُمران يخلُص لكم حب أبيكم وإقباله عليكم، ولا يلتفت عنكم إلى غيركم، وتكونوا مِنْ بعد قَتْل يوسف أو إبعاده تائبين إلى الله، مستغفرين له من بعد ذنبكم.
قال قائل من إخوة يوسف: لا تقتلوا يوسف وألقوه في جوف البئر يلتقطه بعض المارَّة من المسافرين فتستريحوا منه، ولا حاجة إلى قتله، إن كنتم عازمين على فعل ما تقولون.
قال إخوة يوسف -بعد اتفاقهم على إبعاده-: يا أبانا ما لك لا تجعلنا أمناء على يوسف مع أنه أخون، ونحن نريد له الخير ونشفق عليه ونرعاه، ونخصه بخالص النصح.
أرسله معنا غدًا عندما نخرج إلى مراعينا يَسْعَ وينشط ويفرح، ويلعب بالاستباق ونحوه من اللعب المباح، وإنا لحافظون له من كل ما تخاف عليه.
قال يعقوب: إني لَيؤلم نفسي مفارقته لي إذا ذهبتم به إلى المراعي، وأخشى أن يأكله الذئب، وأنتم عنه غافلون منشغلون.
قال إخوة يوسف لوالدهم: لئن أكله الذئب، ونحن جماعة قوية إنا إذًا لخاسرون، لا خير فين، ولا نفع يُرْجَى منا.
فأرْسَلَهُ معهم. فلما ذهبوا به وأجمعوا على إلقائه في جوف البئر، وأوحينا إلى يوسف لتخبرنَّ إخوتك مستقبلا بفعلهم هذا الذي فعلوه بك، وهم لا يُحِسُّون بذلك الأمر ولا يشعرون به.
وجاء إخوة يوسف إلى أبيهم في وقت العِشاء من أول الليل، يبكون ويظهرون الأسف والجزع.
قالوا: يا أبانا إنا ذهبنا نتسابق في الجَرْي والرمي بالسهام، وتركنا يوسف عند زادنا وثيابنا فلم نقصِّر في حفظه، بل تركناه في مأمنن، وما فارقناه إلا وقتًا يسيرً، فأكله الذئب، وما أنت بمصدِّق لنا ولو كنا موصوفين بالصدق; لشدة حبك ليوسف.
وجاءوا بقميصه ملطخًا بدم غير دم يوسف; ليشهد على صدقهم، فكان دليلا على كذبهم; لأن القميص لم يُمَزَّقْ. فقال لهم أبوهم يعقوب عليه السلام: ما الأمر كما تقولون، بل زيَّنت لكم أنفسكم الأمَّارة بالسوء أمرًا قبيحًا في يوسف، فرأيتموه حسنًا وفعلتموه، فصبري صبر جميل لا شكوى معه لأحد من الخلق، وأستعين بالله على احتمال ما تصفون من الكذب، لا على حولي وقوتي.
ظن أخوه يسوف عليه السلام أن أباهم يفضل يوسف عليهم وانه يحبه أكثر منهم جعلهم يريدون التخلص منه وهذا ما فكروا به واستنتجوه أن هذا هو الحل وهذا ما برمج عقلهم عليه أن أفضل حل هو التخلص من يوسف حتى يصف لهم وجه أبيهم ويكونوا هم الأقرب والأفضل عند أبيهم وأصبح عقلهم مبرمج على هذا المعتقد أن التخلص من يوسف هو الحل ففعلوا فعلتهم به وهذا بالطبع كان خطا عظيم ارتكبوه وهذا ما أراد الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا إياه أن نبرمج عقولنا بشكل ايجابي وان نلاحظ ما نقوله لأنفسنا لكي نعرف ما هو الأفضل بالنسبة لنا وكيف نسيطر على حياتنا .
فيجب أن تبدأ بتغيير البرمجــة السلبيــة التي تسبب لك أحاسيس سلبية، وتلاحـظ ما تقولـه لنفسـك قبـل أن يـبرمـج ذلـك في عقلك اللا واعي، وأيضا عليك أن تلاحـظ مـا يقولـه لك الآخـرين مـن آراء قد تتسبب في برمجتك بطريقــة سلبيــة.
ففهمك لقوتك الحقيقة ومعرفتك لعقلك الواعي واللا واعي سيمكنك من استخدامهما على أكمل وجه لتعيش حياة سعيدة خالية من الضغوط التي قد تسبب تعاستك ويكون في إمكانك بالتالي مساعدة الآخرين.
فكيفية برمجتك للاتصال خلال المراحل المتقدمة من العمر ، وأيضاً ردود فعلك الاعتيادية تجاه أشياء معينة و تصرفات محددة بإختصار ، فأن هذه البرامج الموجودة منذ أمد طويل هى التي تحدد طبيعة سلوكك .
و الأخبار السارة هي أننا نستطيع تبديل أي برنامج لتمكيننا من التمتمع بحياة أسعد .
ومن هنا نستطيع ترقية الاتصال بأنفسنا وبالآخرين . ويمكن التحدي في تحديات عقلك الواعي ، حيث أنه هو الذي يتولى برمجة عقلك اللاواعي . فالبدء يكون بالتأثير على العقل الواعي و كذلك على تقديرنا و تقيمنا للأشياء التي نقولها لأنفسنا و لغيرنا ، وهو شيء لا مفر منه ، ولذا قم بإلغاء ومحو الأحاديث و الأفكار السلبية واستبدلها بأخرى إيجابية جديدة . مثلاً ، إذا اعتقدت أن فلان شرس و قاسي ، قم بالغاء هذه الفكرة فوراً لأنه في صميم القلب لا وجود لأي شخص شرير .
أن ما يقلقك هو السلوك وفيه تجد نية إيجابية .
ركز على النوايا الإيجابية و أجد تفسيراً مختلفاً للموقف . حينما تتصرف بهذا الأسلوب ، تقوم بتزويد عقلك الواعي بمعلومات طيبة ونتيجة لذلك يغذى عقلك الواعي عقلك اللاواعي ببرامج طيبة ، والنهاية سوف تجد نفسك تمارس اتصال أفضل من أي وقت مضى .
حياتك من صنع أفكارك .... " فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط "
وهذا المعنى في قصة توبة الفضيل بن عياض رحمه الله لتلحظ كيف غيرت آية من مجرى حياته بعد أختار التغيير فقد أمضى أول شبابه قاطعا للطريق يسلب أموال الناس .
وكان الفضيل يعمد إلى الأموال التي ينهبها من عمله هذا ، فينفقها على متعه و أهوائه
وفي ليلة من الليالى مضى إلى دار حبيبته وقبل ان يدخل الدار ،سمع صوتا خاشعا مؤثرا للغاية أن يرتا قول الله تعالى : "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق و لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ... ) الحديد57.
وما أن طرقت سمعه هذه الكلمات الربانية حتى اهتز قلبه ، فصاح بصوت مجلجل : بلى يارب .. لقد آن وكانت توبة الفضيل .
المفضلات