عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
البرمجة الربانية.2
وراء كل سلوك توجد نية إيجابية
يقول سبحانه وتعالى :
وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69) فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنتُمْ كَاذِبِينَ (74) فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77)
أن يوسف عليه السلام أراد أن يأخذ أخاه بالحيلة الشرعية ولا يريد أن يأخذ أخاه على حسب دين الملك الجاهلي وإنما على حسب شريعة يعقوب في شريعة يعقوب كان السارق يؤخذ عبداً عند المسروق منه فأراد ذلك بحيله فماذا فعل ؟ لما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون فاقبلوا عليهم ماذا تفقدون ؟ قالوا نفقد صواع الملك .
فكان وراء سلوك يوسف مع أخيه نية ايجابيه وهي أن يحتفظ بأخيه ويبقيه معه على الرغم من إننا لا نوضح أو ندرك بعض ما نفعله إلا إن كل فعل له غرض معين لمن يقوم به وله نية ايجابية.
ونذكر جميعا بعض المواقف لنبينا صلى الله عليه وسلم عندما أتاه رجل وقال له: يا رسول الله ائذن لي في الزنا!!
فماذا كان تصرف النبي صلى الله عليه وسلم؟
رجل يريد أن يأخذ رخصة بالزنا من النبي صلى الله عليه وسلم!
فهل نهره ووبخه؟ لا
وإنما قال له: أترضاه لأمك؟ أترضاه لأختك؟ ... وكذلك الناس لا ترضاه، ثم دعا له.
كذلك الأعرابي الذي بال في المسجد فهمّ به الصحابة، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: دعوه، وأريقوا على بوله سجلا من ماء.
ثم أتى بالأعرابي وسأله عن فعله ثم وجّهه وعلمه آداب المسجد.
يقول سبحانه وتعالى :
اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10)
وقد جاء في تفسير هذه الآيات :
نرى أن إخوة يوسف اتفقوا على قتله بقولهم اقتلوا يوسف أو ألقوا به في أرض مجهولة بعيدة عن العُمران يخلُص لكم حب أبيكم وإقباله عليكم، ولا يلتفت عنكم إلى غيركم، وتكونوا مِنْ بعد قَتْل يوسف أو إبعاده تائبين إلى الله، مستغفرين له من بعد ذنبكم. قال قائل من إخوة يوسف: لا تقتلوا يوسف وألقوه في جوف البئر يلتقطه بعض المارَّة من المسافرين فتستريحوا منه، ولا حاجة إلى قتله، إن كنتم عازمين على فعل ما تقولون.
رغم تصرفهم وسلوكهم السيئ المتمثل بنيتهم بقتل أخوهم أو إلقائه بعيدا لكن نيتهم كانت حب أبيهم وكانوا يتصورون أنهم بذلك سوف ينالون حب أبيهم إذا تخلصوا من يوسف
إذا سـألت لصــا مثـلا لمـاذا ســرق ؟
فربمـا ستكـون إجابته ”لكى أطعـم عائلتـى، أو لكى أشترى سـيارة، أو لأصبـح فـى حالة ميسرة ماديا“ فسـيتضح لـك أن نـوايـاه إيجابيــة ولكـن بسـبب سـلوكـه الســلبى عوقــب بالسـجن .
يجب عليك أن تفــرق دائمـا بيـن تصرفــات الشخص وبين نواياه لأن الســلوك لــيس هــو الشــخص ذاتــه.
المفضلات