القران كتاب تفكير و تدبر


ومن خلال البحث في القران الكريم عن التفكير نجد أن التفكير ذكر في القران بمفردة (يتفكرون )11 مرة و (تتفكرون) 3 مرات و (يتفكروا) مرتين و (تتفكروا) مرة واحدة في سورة سبأ، ومفردة (فكر) مرة واحدة ، بملاحظة هذه المفردات نجد ان أكثرها تكرارا هي مفردة يتفكرون بالفعل المضارع الذي يدل على الغائب ، ومنه يتضح لنا أن التفكير مستمر لأن الفعل المضارع يدل على الاستمرار و الفعل الماضي يدل على توقف عن القيام بالفعل، و دلالة الغائب يتبين لنا منها أن التفكير للجميع لا يختص بمرتبة علمية دون غيرها أو لعالم دون الجاهل او كبير دون صغير ، وقد جاءت كلمة يتفكرون في أغلب الآيات في معرض مدح أو حث و تحضيض على التفكير و ذكرت كلمة ( لقوم يتفكرون ) سبع مرات مثلا : قوله تعالى : ( كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ) آيه 24 سورة يونس. و جاء لعلهم او لعلكم قبلها في خمس مرات و فيها الترغيب و الحث على التفكير : مثل قوله تعالى: (فاقصص القصص الحق لعلهم يتفكرون ) 176 سورة الأعراف .

وجاءت بصيغة الفعل الماضي مرة واحدة في معرض ذم قال تعالى : (إنه فكر و قدر) آية 18سورة المدثر وكأنها إشارة الى أن التي نزلت فيه الآية فكر و توقف تفكيره بتقدير أمر ما ، و لم يستمر فذم لأنه توقف عن التفكير ، ولو فكر لاهتدى .

ومن الكلمات ذكرت في القران الكريم مرادفة للتفكير هي : التعقل وقد ذكرالتعقل بمفردة الفعل مما يدل على إعمال العقل فقد جاء كلمة (عقلوه) مرة واحدة ، وكلمة (تعقلون ) 24 مرة ، و كلمة (نعقل) مرة واحدة ، وكلمة (يعقلها) مرة واحدة و كلمة ( يعقلون ) 32 مرة

وهي تشبه كلمة يتفكرون بذكر الفعل ليدل على اعمال العقل و بالفعل المضارع لتدل على الإعمال المتواصل .

أما كلمة الفقه فقد ذكرت (يفقهون) 13مرة بالفعل المضارع و( يفقهوه) ثلاث مرات و و (يفقهوا) و (يتفقهوا) و( تفقهون) و (نفقه) ذكرت كل كلمة منها مرة واحدة .

أما التدبرفقد ذكرت (يتدبرون ) مرتين و كلمة( يَدّبّرُوا) مرتين، وهي بالفعل المضارع ايضا كما نرى .

وفي النص الوارد عن اهل البيت يقول أمير المؤمنين (ع): ”نبّه قلبك بالتفكر – التفكر يدعو إلى البرّ والعمل به.، ويقول الامام الصادق (ع):“أفضل العبادة إدمان الفكر في الله وفي قدرته“.